هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا
تحدثت فيه عن تواتر العديد من الأنباء والتعليقات الإعلامية حول فشل حملة خليفة
حفتر في الوصول إلى طرابلس، الذي يزعم أنه يعمل على تحرير العاصمة الليبية من
"الإرهابيين"، الذين لم يدخلوا المدينة بعد.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن الدول الغربية تؤكد أنها تعمل على ضمان عدم اندلاع حرب في
ليبيا. ويوم الأربعاء، صرح نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني بأن
"الغارة التي نفذها خليفة حفتر قد فشلت، ونحن نطالب بوقف إطلاق النار".
وأثناء زيارة أداها نائب رئيس حكومة الوفاق
الوطني أحمد معيتيق إلى إيطاليا، كشفت روما عن الطرف الخارجي الذي يدعم حفتر. وقد
وصف أحمد معيتيق ممارسات الجنرال خليفة حفتر بأنها "محاولة انقلاب
عسكري". ووفقا للعديد من وسائل الإعلام الغربية، يحظى خليفة حفتر بدعم موسكو،
كما أنه سياسي موال لروسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن عمدة طرابلس عبد الرؤوف
بيت المال، أعلن في الوقت ذاته، أن ما يقارب 500 شخص كانوا ضحية للقتال في ضواحي
طرابلس. كما نقلت صحيفة "الوسط" عن هذا المسؤول الليبي أنه "منذ
بداية الاشتباكات في طرابلس توفي 496 شخصا، واضطر 24 ألفا آخرين لمغادرة
منازلهم". وحسب نفس المصدر، أجبرت 450 أسرة ليبية خلال الـ 24 ساعة الماضية
على مغادرة منازلهم واللجوء إلى المدارس والمساجد.
وأوردت أن الخبراء العسكريين، على عكس سالفيني،
ليسوا متأكّدين من فشل خطط حفتر. في المقابل، يعتقد المحلل والخبير العسكري يفغيني
كروتيكوف أن الاستيلاء على طرابلس من قبل قوات حفتر سيكون عملية عسكرية طويلة
الأمد.
إقرأ أيضا: الإليزيه: ندعم حكومة الوفاق المعترف بها دوليا
وحسب هذا المحلل العسكري "ليس من مصلحة
حفتر الدخول إلى طرابلس الآن، وكل ما يحتاج إليه هو الحصول على سلطة سياسية في
العاصمة الليبية". ويعتقد الخبراء أن حفتر سيحاول السيطرة على طرابلس ببطء
وبشكل منهجي، من خلال السيطرة على المناطق الرئيسية، مثل مطار طرابلس الدولي.
وأفادت الصحيفة بأن حفتر وجد نفسه في مواجهة
أطراف عديدة. ولا تزال بلاده تعاني من صراع داخلي، فضلا عن أن معارضته للحكومة
الشرعية المعترف بها داخل ليبيا وخارجها، يجعله في موقف صعب. كما أن استخدام
المدفعية الثقيلة وقصف المناطق السكنية، سيزيد من عزلته السياسية.
ووفقا لمدير معهد الدين والسياسية ألكسندر
إجناتكو، قد يكون حفتر قادرا على الاستيلاء على طرابلس من خلال استخدام تباين
وجهات النظر بين السياسيين في معسكر السراج. لكن، في الوقت نفسه، يلاحظ الخبراء
وجود مقاومة شرسة له من قبل الحكومة والتشكيلات العسكرية المتعاونة معها.
وأضافت الصحيفة أن حفتر يعتمد على أمل الانشقاق
في صفوف الشرطة والتشكيلات العسكرية الداعمة للسراج.
ومن المحتمل أن تشهد المعارك في ليبيا تصعيدا لفترات طويلة الأمد. وقد بين إجناتكو أن "ليبيا تواجه خطر الحرب الأهلية". ومع ذلك، يعتقد الخبير الروسي أن حفتر قد يلجأ إلى محاصرة طرابلس لوقت طويل، وقد يطلب المساعدة من الإمارات ومصر وفرنسا، التي قد توفر له الدعم للتمكن من الاستيلاء على طرابلس في النهاية".