هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لليوم الثامن على التوالي، يواصل مئات الأسرى الفلسطينيين إضرابهم عن الطعام، احتجاجا على الإجراءات الإسرائيلية التي تفاقم معاناتهم داخل سجون الاحتلال.
وأطلقت الحركة الأسيرة، على هذا الإضراب "معركة الكرامة 2"، حيث شرع الأسرى الاثنين الماضي بإضراب تصاعدي مفتوح عن الطعام، عقب رفض سلطات مصلحة السجون الإسرائيلية لطلبات الأسرى، ووصل عدد المضربين إلى نحو 400 أسير.
وحول آخر تطورات إضراب الأسرى، أكد المتحدث باسم مركز أسرى فلسطين للدراسات، الباحث رياض الأشقر، أن "الحوارات بين الأسرى وإدارة مصلحة سجون الاحتلال ما زالت مستمرة، في محاولة للخروج من الأزمة وعدم الوصول إلى إضراب موسع قد يدخل السجون في حالة توتر شديد ووقوع مواجهات وصدمات".
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الاحتلال ما زال يماطل ويحاول أن يلعب في تفاصيل بعض البنود التي وافقت عليها في البداية وتحديدا في ما يخص الهاتف العمومي، حيث وافقت على تركيبه ولكن عند الحديث عن التفاصيل، فقد بدأت في محاولة التقليل من هذا الإنجاز بالنسبة للأسرى".
اقرأ أيضا: تواصل إضراب الأسرى لليوم السابع.. والساعات القادمة حاسمة
وأضاف: "وشرعت سلطات الاحتلال بالحديث عن مواعيد الاتصال، ومدة الاتصال، ومن المسموح له بالاتصال، ومن الجهة التي يسمح لها باستقبال الاتصال من العائلة، وكم مرة يسمح للأسير بالاتصال في الأسبوع، وهكذا بدأ الاحتلال يتلاعب في هذه التفاصيل، وهو الأمر الذي أعاق حتى اللحظة التوصل إلى اتفاق".
وذكر الأشقر، أنه "عقدت بالأمس جلسة حوار، ولكنها لم تنته باتفاق مباشر ما بين الأسرى وإدارة السجون، ولكن اللافت في الأمر أن بنيامين نتنياهو أوكل مهمة التفاوض مع الأسرى لجهاز الشاباك، وهذا أمر يعتبره الأسرى تطورا إيجابيا، لأن إدارة مصلحة السجون ليست صاحبة قرار في هذا الأمر".
ونوه إلى أن "تكليف الشاباك صاحب الصلاحيات الواسعة بالحديث مع الأسرى، منح المفاوضات قوة"، موضحا أن "باب الحوار ما زال مفتوحا والإضراب ما زال مستمرا، ولكن لا يوجد اتفاق حتى اللحظة".
وكشف الباحث، أن "هناك جلسة اليوم بين قادة الأسرى وممثل جهاز الشاباك، قد تنتهي بنتائج إيجابية ونزع فتيل الأزمة وانتهاء الإضراب بعد التوصل إلى اتفاق يرضي الأسرى ويحصلون به حقوقهم التي يطالبون بها"، موضحا أن "الإضراب عن الطعام ليس هدفا في حد ذاته، وإنما وسيلة لتحقيق الأهداف المشروعة للأسرى".
وقدر أنه "في حال تم تحقيق مطالب الأسرى دون الدخول في تصعيد للإضراب، فهذا يعتبر نصرا مضاعفا، لأنهم يكونون قد انتزعوا حقوقهم دون الدخول في معاناة الإضراب التي قد تطول نظرا لتعنت سلطات الاحتلال".
وحول دور مصر في أزمة الأسرى، بين الأشقر، أن "الوسيط المصري ليس بعيدا عن هذا الأمر، يتدخل حين اللزوم، وتدخل أكثر من مرة لإعادة المفاوضات لمسارها بعد أن تصل إلى نقطة صعبة، وذلك من أجل عدم الدخول في تصعيد كبير"، منوها إلى أن "التدخل المصري جاء بإيعاز من حركة حماس، التي ربطت موضوع التهدئة بوقف هجمة الاحتلال الشرسة ضد الأسرى، واشترطت تحقيق مطالب الأسرى".
اقرأ أيضا: أسرى جدد سينضمون للإضراب.. والاحتلال يعلن موقفه الأحد
ونبه المتحدث، إلى أن "هذه أول مرة تتدخل فيها مصر في وضع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية من الجانب الحياتي بعيدا عن الجانب السياسي"، منوها إلى أنه "في أي لحظة قد تتغير الأمور، ويعلن الأسرى أنه تم التوصل إلى اتفاق أو أن باب الحوار أغلق واتخذ القرار بالذهاب نحو إضراب طويل عن الطعام".
وقال: "كل الخيارات مفتوحة، والأسرى يأملون في أن يتم إنجاز مطالبهم بطريقة سلمية عبر اتفاق يحقق مطالبهم الإنسانية"، مرجحا أن "يتم التوصل لاتفاق يحقق مطالب الأسرى وخاصة تركيب الهاتف، وهذا ربما يحتاج ليوم أو يومين".
وتتواصل الفعاليات المتضامنة والداعمة للأسرى في المطالبة بحقوقهم، وتنظم ظهر اليوم كل من وزارة شؤون الأسرى والمحررين وحركة الأحرار الفلسطينية دائرة العمل النسائي، مهرجانا جماهيريا بعنوان "أسرانا لستم وحدكم"، أمام مقر الأمم المتحدة غرب بغزة.
ولدى الأسرى في سجون الاحتلال العديد من الطلبات؛ منها: تركيب هاتف عمومي، وإعادة التلفاز والراديو، وإلغاء العقوبات الأخيرة على أسرى النقب، وإعادة زيارات قطاع غزة، وإلغاء عمل أجهزة التشويش على الاتصالات الخلوية.