نشر موقع "
انترستنغ
انجينيرينغ" الأمريكي تقريرا أشار من خلاله إلى أن النفط الخام في عالمنا
الحديث يحظى بأهمية بالغة لا سيما وأنه يُستخدم لتوليد الكهرباء وتشغيل المركبات
وغيرها من الاستعمالات الأخرى، ما يجعله بمثابة شريان الحياة بالنسبة للاقتصادات
والأمم الحديثة.
وقال الموقع في تقريره
الذي ترجمته "
عربي21"، إن إمكانية نفاد النفط الخام من الأرض يعتبر
سيناريو واقعي قابل للتحقق في المستقبل، نظرا للاستهلاك المتزايد للنفط. لكن، ما
الذي قد يحدث في حال نفاده؟
أوضح الموقع أن نفاد
النفط قد يشكل أزمة خطيرة للغاية، ذلك أن الجنس البشري هو عبارة عن حضارة عالمية
تعتمد بشكل كبير على توفر إمدادات هائلة من النفط الخام. الجدير بالذكر أنه بين
سنة 1965 و2005، تضاعف الطلب على النفط الخام بمعدل مرتين ونصف، ما يعني أننا صرنا
نستخدم ضعف كمية الفحم وثلاثة أضعاف الغاز الطبيعي.
وذكر الموقع أن النفط
تحديدا يعد مادة مثيرة للاهتمام وفريدة من نوعها، لأنها تحتوي على نسبة عالية من
الطاقة ويمكن تكريره بسهولة إلى وقود سائل من خلال التقطير، على غرار البترول
والديزل، وهي مواد تستعمل في تشغيل جميع وسائل النقل في العالم، وفي إنتاج
الكهرباء أيضا.
كما يمثل الغاز الطبيعي
أحد المواد المهمة أيضا لصنع بعض الأسمدة. وفي حال غيابه، قد يتأثر إنتاج الغذاء
بشكل مباشر في جميع أنحاء العالم. وفي مجال الزراعة أيضا، تعمل أغلب الآلات بفضل
مشتقات النفط، إلى جانب الطائرات والسيارات الضرورية لنقل المواد الغذائية حول
العالم.
وأشار الموقع إلى أن
الشائعات تحوم باستمرار حول إمكانية نفاد النفط في العالم خلال السنوات الخمس أو
العشر أو العشرين القادمة. لكن، من غير المحتمل أن نصبح من دون نفط تماما. وعموما،
يعد النفط، وجميع أنواع الوقود الأحفوري، من الموارد المحدودة بطبيعتها، مع ذلك،
كلما استُنزفت خزانات النفط المعروفة، برزت الخزانات الأخرى الأكثر تعقيدا لتصبح
قابلة للاستغلال اقتصاديا.
واستنادا إلى
"المراجعة الاحصائية حول الطاقة العالمية" التي قامت بها شركة
"بريتيش بتروليوم"، هناك كميات من احتياطي النفط تكفي إلى حدود سنة 2070
تقريبا. تجدر الإشارة إلى أنه من الصعب تقدير حجم احتياطيات النفط الموجودة،
وصعوبة مراجعتها، كما أن الأرقام المقدمة لا يمكن الوثوق بها بشكل كامل.
وذكر الموقع أن منظمة
"الماسح الجيولوجي الأمريكي" عرّفت احتياطي النفط على أنه "كميات
النفط الخام المتراكمة التي وقع اكتشافها والتي من الممكن استخراجها بشكل قانوني
وتقني واقتصادي". من هذا المنطلق، تعتمد احتياطيات النفط بشكل كامل على
اكتشاف مجمعات جديدة، وضرورة توفير التكنولوجيات اللازمة لاستغلالها. فضلا عن ذلك،
ينبغي أن تكون هذه العملية قانونية.
وفي حين أنه من غير
المرجح أن ينفد احتياطي النفط الخام بشكل كامل، إلا أن هذا لا يعني أن الكميات
المتبقية ستكون صالحة للاستخدام وبالجودة ذاتها، حيث يمكن وصفها بأنها إما عبارة
عن نفط "مركّز" أو "حامض". كما أنه لن يكون بالضرورة في شكل
سائل، بل يميل إلى أن يكون كمادة الأسفلت ويحتوي على مستويات عالية من الملوثات،
على غرار الكبريت، الذي يسبب تآكل الصلب، وهو ما يمثّل مشكلة كبيرة بالنسبة للمصافي.
من جهة أخرى، يتطلب النفط "المركّز" معالجة معقدة وكثيفة الطاقة لإزالة
الكبريت، مما يزيد من تكلفة الإنتاج بشكل عام.
وأفاد الموقع أن المصادر
الأخرى "المكتشفة حديثا"، على غرار النفط الصخري، لا تعتبر بدائل أفضل.
في الحقيقة، لا يعتبر النفط الصخري نفطا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ أنه
يحتوي على مادة صلبة تسمى "كيروجين" التي تحتاج إلى تسخينها إلى حدود
500 درجة مئوية قبل أن تُعالج حتى تتحوّل إلى سائل يشبه النفط التقليدي ظاهريا.
ويمكننا مجابهة العجز في
مخزون النفط الخام والبترول بكل سهولة من خلال خفض اعتمادنا على النفط الخام. ومن
المرجح أن يُحدد سعر النفط لأن التكلفة النسبية لبدائل النفط ستصبح أكثر قابلية
للتطبيق مع مرور الوقت. وفي الحقيقة، من غير المرجح أن تنفد احتياطيات النفط تماما
ولكن استخراجه من الأعماق واستكشاف احتياطيات جديدة سيصبح مكلفا مع مرور الوقت.
وبمجرد أن يصبح سعر النفط مكلفا في المستقبل، سيبدأ المستهلكون في البحث عن بدائل.
وبين الموقع أنه حتى في
حال لم يُعثر على بديل موثوق، ستُكتشف طرق أخرى لاستخدام الموارد الحالية بكفاءة
أكبر. وفي إحدى التقارير التي نُشرت في مجلة "ماكلين" الكندية، شُبّه
الاقتصاد بجهاز الحاسوب الذي يقوم بعمليات حسابية لكنه يعمل وفقا لمورد محدود
بمعدلات الاستهلاك الحالية. لذلك، من المتوقع أن تنفد الموارد التي تقوم بتشغيل
جهاز الحاسوب هذا في غضون 30 سنة. أما في حال تطورت التكنولوجيا، فستتحسن الموارد،
وبالتالي، ستصبح الكفاءة الحسابية للحاسوب أفضل بمرور السنوات. ويمكن أن نقوم بهذه
الخطوة قبل إجراء تحسينات في رأس المال وإنتاجية العمل.
وفي الختام، يرى الموقع
أنه يمكن تخفيض كمية الطاقة لكل وحدة يتم إنتاجها بسبب نضوب إمدادات النفط، على
الأقل من الناحية النظرية. لكن الخطوة الأهم تتمثل في أننا بحاجة إلى البدء في
استخدام هذه الموارد بكفاءة أكبر لتوسيع قدرتها كمصدر للوقود بعد سنة 2070، أو
الانتقال إلى استهلاك مصادر الطاقة الأخرى على غرار الطاقة النووية، أو مصادر
الطاقة المتجددة.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)