هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة
"الإندبندنت" البريطانية تقريرا، حول احتفاء شبكات التواصل الاجتماعي في
إيطاليا بشاب تجرأ على الوقوف في وجه مجموعات اليمين المتطرف في روما، ودحض
دعاياتها العنصرية، وتحريضها ضد الأقليات.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن شابا مراهقا حصد إعجابا كبيرا في
إيطاليا، وأصبح يسمى "البطل الجديد لليسار"، بعد أن انتشر على شبكة
الإنترنت مقطع فيديو يظهر فيه وهو يقف في وجه الفاشيين في العاصمة روما.
وأوضحت الصحيفة أن هذا
الشاب، البالغ من العمر 15 عاما، الذي يدعى سيموني، حاز على ثناء كبير في مختلف
أنحاء إيطاليا بعد أن صورته عدسات الكاميرات وهو يرفع صوته مدافعا عن الأقليات، في
وقت كان فيه المئات من نشطاء اليمين المتطرف والسكان يحتجون في منطقة توري ماورا يوم الثلاثاء الماضي.
وأضافت الصحيفة أن
الاحتجاجات التي اندلعت في هذه الضاحية الشرقية من العاصمة روما انطلقت شرارتها
بسبب تحريض مجموعات اليمين المتطرف، على غرار مجموعة "كازا باوند"
و"فورزا نوفا"، التي كانت تعارض قرار إسكان 70 شخصا من شعب الروما الذين
يسمون الغجر، في مركز إيواء حكومي في هذه المنطقة.
وقد صرح أحد زعماء مجموعة
"كازا باوند" أمام الصحفيين بأن السكان لا يريدون أن يعيش الغجر في هذه
الضاحية التي يسكنونها، ولكن في مقاطع الفيديو التي انتشرت على شبكة الإنترنت ظهر
الشاب سيموني وهو يتصدى لهذه التصريحات.
حيث قال لهؤلاء
المتطرفين: "إن ما تفعلونه هنا في ضاحية توري ماورا هو استغلال لغضب الناس،
إنكم تستغلون الأمر لتحويل هذا الغضب إلى أصوات انتخابية لمصلحتكم".
وأضاف هذا الشاب:
"إن الاحتجاجات مكنت من لفت نظر المؤسسات الحكومية إلى أن الأوضاع في ضاحية
توري ماورا تشهد تدهورا كبيرا، ولكن المشكلة هي أن انتقال 70 شخصا من الغجر أصبح
هو الذريعة للاحتجاج. وأنا لا أحب هذا الأمر، أنتم دائما تختارون التركيز على
الأقليات".
"عندما نتحدث عن
أموال صناديق التنمية الأوروبية التي سيتم استثمارها في هذا الحي، أعتقد أنه يجب
أن يتم صرف هذه الأموال على جميع الناس، يجب ألّا تترك أي أقلية أو مجموعة في
الخلف، سواء كانوا إيطاليين أو من شعب الروما أو من الأفارقة، أو أي بشر
آخرين".
وأوردت الصحيفة أن هذه
التوترات دفعت إلى إصدار قرار بإجلاء مجموعة عائلات الغجر، التي تضم 33 طفلا، إلى
خارج ضاحية توري ماورا في يوم الأربعاء الماضي، حفاظا على سلامتهم بعد أن تطورت
الاحتجاجات وأصبحت عنيفة. إذ إن المتظاهرين رفعوا شعارات مهينة، وقاموا برمي بعض
المقذوفات على الحافلة التي نقلتهم بعيدا عن المكان.
وأشارت الصحيفة إلى أن
بعض هؤلاء المحتجين قاموا بتأدية بعض الشعارات والحركات الفاشية، ثم رددوا النشيد
الوطني الإيطالي، فيما قام بعض الجيران بالتجمهر والتصفيق احتفالا في أثناء مغادرة
هذه العائلات الغجرية.
كما ظهر في مقاطع الفيديو
العشرات من الناس الذين يقومون بوضع متاريس وحواجز في يوم الثلاثاء، لمنع هذه
العائلات من الوصول إلى مركز الإسكان الحكومي، وقامت امرأة من الحاضرين بالدهس
بقدميها على طبق وضعت فيه السندويتشات التي تم إعدادها للقادمين الجدد.
وذكرت الصحيفة أن فرجينيا
رادجي، عمدة مدينة روما، تعهدت بإجراء تحقيق في هذه الوقائع، للاشتباه في قيام
منظمي هذه الاحتجاجات بالتحريض على الكراهية والعنصرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن
أحد سكان هذه الضاحية من كبار السن تحدث إلى إحدى القنوات الإيطالية دون الكشف عن
اسمه، قائلا إنه "سيكون من الأفضل لو تم توزيع هؤلاء الغجر على عدة مناطق،
عوض وضعهم جميعا في مكان واحد. كما قام شخص آخر باتهامهم بأنهم يقومون بعمليات
سرقة، دون تقديم أي أدلة على ادعاءاته".
إلا أن المراهق سيموني
الذي بات يوصف بأنه بطل لليسار بعد تصديه لهذه الادعاءات قال:" إن مشكلتي لا
تتمثل في الأشخاص الذين يأتون للسرقة من منزلي، بل مشكلتي فقط هي أن منزلي قد
سرق".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)