قضايا وآراء

هل بدأ زلزال الهوية التركية؟

إبراهيم الديب
1300x600
1300x600
تعيش تركيا الآن ثورة رسمية صامتة..

ثورة: شاملة في عالم الأفكار والقيم والهوية، وعالم الأشخاص، وعالم النظم والأشياء..

رسمية: ثورة يقوم بها نظام سياسى منتخب يمثل إرادة الشعب التركي..

صامتة: تتم بهدوء وبتدرج وبرضا شعبي..

- إنها ثورة على الوصاية والاستبداد الداخلي لسيطرة العسكر والدولة العميقة على مقاليد الأمور بالدولة.

- ثورة على الفساد، وثورة على البيروقراطية، وثورة على المفاهيم غير الديمقراطية ذات المرجعيات المدنية والدينية.

- ثورة على الهويات المزيفة المفككة المتصارعة التي فرض على الشعب التركي منذ 1902.

- ثورة على الفكرة القومية المحدودة جغرافيا، وثورة على وصاية وتحكم النظام الدولي..

هذه الثورة الصامتة الرسمية المشروعة، تمثل جسرا للعبور من ضفة الدولة القومية الديمقراطية إلى الضفة الثانية، حيث الدولة الأممية الحضارية العالمية. وبطبيعة التحولات التي يمكن أن تتم، تواجه هذه الثورة تحديات ومعوقات كثيرة.

في هذا المقال الموجز أكتفي فقط بطرح أهم هذه التحديات، تاركا التفاصيل في كتابنا "زلزال الهوية التركية"، وذلك لتوجيه الانتباه إلى هذه التحديات وضرورة التعاطي معها. وإن الوقت يمر وليس في صالح العدالة والتنمية، حتى تتمكن هذه الثورة من النجاح والعبور إلى مستقبل جديد لتركيا والمنطقة والعالم.

التحديات التسعة:

التحدي الأول: اتساع الفجوة بين النظام والشعب بشكل تدريجي وهادئ، غير مرئي بشكل واضح، ولكنه سيتضح قريبا في صناديق الاقتراع.

التحدي الثاني: عدم كفاية الهوية الحالية لاستحقاقات التحول إلى الدولة الأممية.

التحدي الثالث: ضبابية وغموض هوية الدولة التركية.

التحدي الرابع: الدولة الحضارية العالمية، واستحقاق امتلاك النظم المعيارية لمجالات العمل المختلفة لصناعة المعايير التركية العالمية.

التحدي الخامس: شيخوخة أفكار وتصورات ورؤى الحزب، وتآكل قدرته العالية على المبادرة.

التحدي السادس: بناء الصورة الذهنية للدولة الأممية.

التحدي السابع: المرتكزات القيمية والسلوكية لثقافة النظام الرئاسي الجديد، وتصميم البناء الرئاسي على بنية قيمية وثقافية راسخة تضمن بقاء نجاحه وتطوره.

التحدي الثامن: تطوير وتمكين الشعب من العقيدة العسكرية والأمنية للقوة الصلبة التركية.

التحدي التاسع:
استحقاق الريادة العالمية واستحقاقات الريادة التعليمية.
التعليقات (1)
مصري جدا
الأربعاء، 03-04-2019 06:48 م
المدهش في الكتاب والمفكرين العرب هو رص الكلام رصا عن دول الاقليم دول النفوذ على غرار تركيا وايران ،،، وهي دول سبقت بصورة ملحوظة باقي دول المنطقة في النظرية والتطبيق معا ،، وأصبحا أصحاب تجربة جديرة بالدراسة ،،، وعلى المستوى المحلي داخل مصر وباقي دول العرب المتدنية فكرا وسلوكا فلا تجد لهم إسهامات تذكر ،،، وربما هذا يذكرني بالمثل المصري القائل ،، زي القرع يمد لبره ،،،