هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قد تؤثر المشكلات المالية على الصحة العقلية للأشخاص
الذين وقعوا فيها، ولكن الأبحاث الجديدة تلقي الضوء على وجود رابط بين المرض
النفسي والعقلي وبين المشاكل المالية.
وبحسب الخبر الذي نشرته صحيفة "الإندبندنت"
البريطانية، أشار تقرير جديد صادر من معهد المال وسياسة الصحة العقلية الخيري في
لندن، إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري "OCD" هم عرضة للوقوع بمشاكل مالية خطيرة أكثر بست مرات من
الأشخاص المعافيين.
وأشار الخبر، الذي ترجمته "عربي21"، إلى قيام
المعهد بتحليل المعطيات من مسح للأمراض النفسية لدى البالغين، شارك فيه 7500 شخص في
إنجلترا.
ووجد التحليل أن ما يقرب من ثلث الأشخاص، 29 في المئة، من الذين
يعانون من الوسواس القهري في إنجلترا يعانون من مشكلة ديون، مقارنة بنسبة 5 في المئة
فقط للأشخاص الذين لا يعانون من مشكلة في الصحة العقلية.
وقالت الصحيفة إن هذا التحليل يكشف لأول مرة عن المدى الذي يمكن أن تؤدي به بعض حالات الصحة العقلية بشكل خاص إلى
زيادة فرص مواجهة الصعوبات المالية بشكل كبير.
ووجد أيضا التحليل أن الأشخاص
الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية هم أكثر عرضة للوقوع بمشكلة ديون، بمقدار ثلاث
مرات ونصف من الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل الصحة العقلية.
كما يعاني ما يقرب من 46 في المئة من الأشخاص الذين لديهم مشكلة ديون من مشكلة
في الصحة العقلية.
ويقدر المحللون أن 1.5 مليون
شخص في إنجلترا يعانون من مشاكل الصحة العقلية والديون في الوقت نفسه، وأن العلاقة
بين الاثنين أكثر وضوحا في حالات معينة مثل الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص
الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب هم عرضة للوقوع بصعوبات مالية
خطيرة أكثر بخمس مرات من الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل الصحة العقلية.
وأضافت الصحيفة أنه في الوقت نفسه يعاني واحد من كل أربعة أشخاص متأثرين بهذه الشروط من مشكلة الديون، مقارنة بشخص واحد من بين كل 20 شخصا لا يعانون من مشاكل الصحة العقلية.
وقال التحليل إن أعراض الاكتئاب، مثل انخفاض الحالة المزاجية وضعف التركيز، يمكن
أن تؤثر على قدرة الناس على إدارة شؤونهم المالية.
وقالت "هيلين أوندي" الرئيسة التنفيذية لمعهد المال وسياسة الصحة
العقلية الخيري: "إن مشكلة الديون قد تجعل التعافي من مشاكل الصحة العقلية أكثر
صعوبة، وتستغرق وقتا أطول، ومع ذلك نادرا ما تدرسها خدمات الصحة العقلية".
من جهته، قال اختصاصي الطب النفسي وليد سرحان إنه
"لا يوجد مشكلة ديون عند مرضى الوسواس ولا غيره، ولكن في الزهو أو الهوس يكون
عندهم تبذير، أيضا الأشخاص المصابون باضطراب المزاج ثنائي القطب، ففي حالة الهوس
هم يبذرون نقودهم".
وتابع سرحان في حديث لـ"عربي21": "أما
المصابون بالوسواس القهري، فمن الممكن أن يرموا ملابس وأشياء أخرى قد يكون بعضها
مهم، وأيضا يسرفون بالمنظفات واستعمال الماء".
تجدر الإشارة إلى أن الوسواس القهري هو "اضطراب شائع
ومزمن وطويل الأمد"، يعاني فيه الأشخاص من "سلوكيات وأفكار متكررة لا يمكن
السيطرة عليها"، ويشعرون بالحاجة إلى تكرارها مرارا وتكرارا، وفقا للمعهد الوطني
البريطاني للصحة العقلية.