هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث كاتب بريطاني، عن وجود مشكلة حقيقية داخل حزب المحافظين من التعصب ضد المسلمين، مؤكدا أن "المشكلة تزاد عمقا باستمرار".
وأشار الكاتب بيتر أوبورن في مقال نشره موقع ميدل
إيست آي البريطاني وترجمته "عربي21"، إلى أنه "لم يمض أسبوعان منذ
أن كتب عن التعصب الوخيم ضد المسلمين، الذي انتشر كالوباء في أوصال حزب المحافظين
بزعامة تيريزا ماي"، مضيفا أنه "لا يجد حرجا في الكتابة مجددا في ضوء
الكشف عن مشكلتين خطيرتين جدا".
وأوضح أن "أول تلك الأمور التي تبعث على القلق
ما كشفت عنه وكالة بزفيد نيوز، من أن الناس الذين يزعمون أنهم أعضاء في حزب
المحافظين صدرت عنهم تعليقات إسلاموفوبية سامة، وأسوأ هذه التعليقات هي تلك التي
صدرت من صفحة فيسبوك لما يسمى معسكر مؤيدي جيكوب ريس موغ بخصوص قتل
المسلمين".
اقرأ أيضا: كاتب بريطاني يدعو للتحقيق بحزب المحافظين حول الإسلاموفوبيا
ولفت إلى أن "أحد الأشخاص، وكان قد نشر صورة
لنفسه وهو ينشط في حملة حزب المحافظين، قال: كنت أتصفح بعض المجلات قبل أيام في
المسجد المحلي، كنت في الواقع مستمتعاً، ثم انكبست البندقية".
وأفاد بأن "الفضيحة الثانية، والتي قد تكون لها
تداعيات أخطر، فتخص رئيس مجلس حزب المحافظين براندون لويس والاتهامات الموجهة ضده
بأنه قام عن عمد بتضليل الجمهور، بشأن مدى انتشار الإسلاموفوبيا داخل حزب
المحافظين".
ونوه إلى أن هذه المشكلة تعود إلى شهر نوفمبر عندما
وجهت مجموعة اسمها "الأمل لا الكراهية" سؤالا للسيد لويس عبر تويتر حول
سجل الحزب فيما يتعلق بالإسلاموفوبيا، أجاب لويس: "نتعامل مع الشكاوى، ولا
يوجد منها شيء قائم الآن".
وتاليا نص المقال كاملا:
يوجد داخل حزب المحافظين مشكلة حقيقية من التعصب ضد المسلمين، والمشكلة تزداد عمقا باستمرار.
لم يمض أسبوعان منذ أن كتبت في "ميدل آيست آي" عن التعصب الوخيم ضد المسلمين الذي انتشر كالوباء في أوصال حزب المحافظين بزعامة تيريزا ماي.
لا أجد حرجا في الكتابة مجدداً في ضوء الكشف عن مشكلتين أخريين خطيرتين جدا.
الإسلاموفوبيا السامة
أول تلك الأمور التي تبعث على القلق ما كشفت عنه وكالة "بزفيد نيوز" الليلة الماضية من أن الناس الذين يزعمون أنهم أعضاء في حزب المحافظين صدرت عنهم تعليقات إسلاموفوبية سامة.
أسوأ هذه التعليقات هي تلك التي صدرت من صفحة فيسبوك لما يسمى معسكر مؤيدي جيكوب ريس موغ بخصوص قتل المسلمين.
أحد الأشخاص، وكان قد نشر صورة لنفسه وهو ينشط في حملة حزب المحافظين، قال: "كنت أتصفح بعض المجلات قبل أيام في المسجد المحلي. كنت في الواقع مستمتعاً، ثم انكبست البندقية."
قال حزب المحافظين إنه جمد عضوية عدد من أعضاء الحزب بعد إجراء تحقيق. لم يفصحوا عن عدد من أوقفوهم. ولكن من باب الإنصاف لحزب المحافظين، لا يعرف أحد في هذه المرحلة الكثير عن المتعصبين المتورطين وسيكون من الخطأ التسرع في الحكم.
وأما الفضيحة الثانية، والتي قد تكون لها تداعيات أخطر، فتخص رئيس مجلس حزب المحافظين براندون لويس والاتهامات الموجهة ضده بأنه قام عن عمد بتضليل الجمهور بشأن مدى انتشار الإسلاموفوبيا داخل حزب المحافظين.
تعود هذه المشكلة إلى شهر نوفمبر عندما وجهت مجموعة اسمها "الأمل لا الكراهية" سؤالاً للسيد لويس عبر تويتر حول سجل الحزب فيما يتعلق بالإسلاموفوبيا. أجاب لويس: "نتعامل مع الشكاوى، ولا يوجد منها شيء قائم الآن."
الشكاوى القائمة
ما تمكنت من اكتشافه هو أنه كانت، دون أدنى شك، توجد حينذاك شكاوى قائمة.
خذ على سبيل المثال ادعاء أعضاء جمعية حزب المحافظين في جنوب بورتسموث بأن لويس تجاهل مراراً وتكراراً رسائل مسجلة ورسائل إيميل تتضمن شكاوى أرسلت إلى مكتبه حتى ما قبل عامين من تصريحه الصادر بنهاية العام الماضي.
كتب الرئيس السابق للدائرة ليو سيكارونيه في أحد رسائل الإيميل يخبر لويس بوجود ما يقرب من "عشرة شكاوى قائمة حول العنصرية". وكانت إحدى الشكاوى تخص مرشح بلدية عن حزب المحافظين يلقب بالأورانغوتان (قرد إنسان الغابة).
وفي قضية أخرى، تلقى رئيس حزب المحافظين في ساوث شيلدز أجاي جاغوتا اعتذاراً من مقر رئيسة الوزراء في داونينغ ستريت بسبب إخفاق لويس ودائرة الشكاوى في حزب المحافظين في اتخاذ إجراء ضد حادثة إسلاموفوبيا.
ويزعم بأن عضو مجلس بلدي من حزب المحافظين قال: "لن أعمل مع ذلك المسلم"، في إشارة إلى جاغوتا. ولكن على الرغم من الادعاء بأن لويس بلغ شخصياً بالمشكلة أثناء انعقاد مؤتمر حزب المحافظين في سبتمبر الماضي، لم يتلق جاغوتا رداً من لويس أو من المقر الرئيس لحزب المحافظين.
يصر حزب المحافظين بأن مثل هذه الشكاوى يتم التعامل معها محلياً وأنها ليست من اختصاص رئيس مجلس الحزب. ومع ذلك، فقد عُلم أن جماعة "أمل لا كراهية" سألوا رئيس مجلس الحزب إن كان يتعمد من خلال تصريحهم تضليلهم وتضليل الجمهور.
ومن الجدير بالملاحظة بهذا الصدد أن الرئيسة السابقة لمجلس حزب المحافظين سيدة وارسي كانت قد وجهت له تهمة بعدم الأمانة.
لا يوجد رد مقنع
هذا أمر خطير، فقط تصوروا حجم رد الفعل لو أن عضوا كبيرا في حكومة ظل جيريمي كوربين صرح بشكل رسمي أن حزب العمال ليس لديه تحقيق قائم في شكاوى تتعلق بمعاداة السامية ثم ثبت فيما بعد أنه لا يقول الحقيقة.
لكان تعرض لهجمات لاسعة على الصفحات الأولى للصحف، ولكان يستحق ذلك بالتأكيد.
تحدثت اليوم مع مسؤولة في حزب المحافظين، وأحالتني إلى تصريح صادر عن لويس رداً على الرسالة التي جاءته من الرئيس التنفيذي لجماعة "أمل لا كراهية" نيك لوليس. يقول لويس في رده إن "الإساءة أو التمييز الموجه ضد أي شخص بسبب دينه أو عرقه أو جنسه أو توجهه الجنسي أو بسبب إعاقته غير مقبول بتاتا".
على الرغم من أن المشاعر التي وردت في خطاب لويس محل ثقة، إلا أنه لا يقدم رداً مقنعاً على المزاعم الخطيرة التي تقول إن تصريحه يوم السابع من نوفمبر كان مضللا.
ما من شك في أنه كانت هناك شكاوى قائمة في نوفمبر الماضي – في نفس الوقت الذي قال فيه لويس إنها لم تكن موجودة. ناهيك عن أنه أكد في خطابه أن حزب المحافظين يتخذ "إجراءات سريعة" عندما تصله الشكاوى.
ومرة أخرى تحوم الشكوك حول هذا الزعم.
نمط من الإنكار
برأيي، تشكل عبارات لويس الأخيرة جزءاً من نمط من الإنكار في المستويات القيادية العليا داخل حزب المحافظين. في العام الماضي، أنكر نائب الرئيس جيمز كلافرلي مزاعم البارونة وارسي من أن الحزب يمر "تقريبا أسبوعياً بحوادث ذات صبغة إسلاموفوبية".
وقبل أسبوعين كرر مزاعم تفيد بأن حزب المحافظين يتخذ "إجراءات مباشرة" تجاه أي عنصرية يُزعم بوجودها.
كما أنكر عضو برلمان آخر من حزب المحافظين، هو هنري سميث، مزاعم وارسي قائلاً في فبراير إنه لم يمر بحادثة إسلاموفوبيا واحدة داخل الحزب.
كنت قد كتبت في أكثر من مناسبة في ميدل إيست آي عن وجود مشكلة خطيرة داخل حزب المحافظين تتمثل في التعصب ضد المسلمين، كما تجلى ذلك بوضوح في حملة المرشح لعمودية لندن زاك غولدسميث في عام 2016 ناهيك عن التسامح الذي يبديه الحزب تجاه أعضاء البرلمان المحافظين الذين ينشرون الأكاذيب عن المسلمين.
تزداد المشكلة تعمقاً مع مرور الوقت، ونحن هنا لا نتكلم عن حالات عشوائية معدودة.
لم يعد ثمة شك على الإطلاق أن حزب المحافظين إسلاموفوبي من الناحية البنيوية. وهذا هو الحزب الذي ما فتئ يتهم جيريمي كوربين بالسكون تجاه مزاعم بوجود عداء للسامية داخل حزب العمال.
وأنا أرى أن حزب المحافظين عرضة لأن توجه له نفس التهمة فيما يتعلق بالكراهية والعداء للمسلمين، وتحتاج تيريزا ماي إلى دعوة شخصية مستقلة على درة عالية من المصداقية ومتسلحة بصلاحيات واسعة لإجراء تحقيق في هذا الأمر، إنها بحاجة لأن تفعل ذلك على وجه السرعة.