هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "أتلنتيكو" الفرنسي حوارا مع مختص في طب القلب، وتحدث معه عن حقيقة إحدى الظواهر التي تسمى "انكسار القلب".
وقال الموقع في الحوار الذي أجراه مع المختص الطبي جان فرنسوا تيبو وترجمته "عربي21" إن "متلازمة تاكو-تسوبو، المعروفة بمتلازمة القلب المنكسر،
يمكن أن تظهر لدى الشخص بعد صدمة عاطفية"، متسائلا: "ما الذي يحدث على
مستوى القلب من الناحية البيولوجية؟ ولماذا ينتابنا هذا الشعور المؤلم؟".
بدوره، أوضح المختص الطبي أن "متلازمة القلب المنكسر
تنتج عن حدوث توقف مفاجئ لتدفق الدم عبر الأوعية الدموية في إحدى أجزاء القلب،
بسبب تشنج الشرايين التاجية"، مبينا أن "ذلك يؤدي إلى نقص تروية عضلات
القلب، بسبب نقص الأكسجين الناجم عن وقف ضخ الدم".
وأكد أنه "في حال استمرت هذه الحالة لفترة
طويلة، قد تتسبب في موت خلايا عضلات القلب المعنية نهائيا"، لافتا إلى أنه
"ذلك يؤدي إلى تكوين احتشاء حقيقي، لكنه يحدث دون وجود خلل واضح على مستوى
الشرايين التاجية، وعادة ما يحدث احتشاء عضلة القلب، بعد انسداد شريان أو أكثر من
الشرايين التاجية، عن طريق جلطة دموية تتطور إذا كان الشخص يعاني مسبقا من تصلب
الشرايين".
وذكر أن "ذلك يسمى بنقص حاد في تروية عضلة
القلب، الذي يسبب في كثير من الأحيان ألما شديدا للغاية، كما هو الحال بالنسبة
للاحتشاء أو ما يسمى بمتلازمة الشريان التاجي الحادة"، مبينا أن
"الدراسات التي قام بها باحثون في جامعة زيوريخ أشارت إلى وجود روابط بين
متلازمة تاكو-تسوبو والعصبونات".
وفي إجابته عن السؤال المتعلق بالتأثير الحقيقي
للدماغ على هذه المتلازمة، وما إذا كان الأشخاص العاطفيون أكثر عرضة لها، قال جان
فرنسوا تيبو إن "السبب يعود إلى انسداد مفاجئ على مستوى شريان أو أكثر من
الشرايين الصغيرة في القلب، أي الشرايين التاجية، بسبب تشنجات شريانية متتالية
جراء التدفق الهائل من الكاتيكولامينات المرتبطة بالإجهاد الناتج عن الخوف أو
الألم أو الفرح الشدي، ويؤثر هذا في الغالب على النساء وبالأحرى النساء المسنات
اللاتي لهن ظروف نفسية خاصة".
اقرأ أيضا: تأثيرات "مدمرة" للانفصال على الصحة النفسية والجسدية
ومن المعروف أن الدماغ ينظم تأثيرات الإجهاد، وهذا
التفاعل العصبي يؤدي إلى إنتاج هرمونات، وهي الكاتيكولامينات التي تفرزها الغدد
الكظرية، ويخضع هذا الإنتاج لظروف طبيعية تحت سيطرة الجهاز العصبي الودي، الذي
يتحكم فيه الجهاز العصبي المركزي، ولأسباب غير مبررة، تترافق هذه المتلازمة مع
إنتاج هائل وغير متناسب وضار للكاتيكولامينات.
وفي سؤال الموقع عن مدى خطورة هذه المتلازمة، وما
إذا كان الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أكثر عرضة لهذه الحالة، أجاب أخصائي
القلب بأن "نقص التروية الحاد لعضلات القلب يمكن أن يكون سببا في ظهور أعراض
مفاجئة على غرار الإغماء أو السكتات القلبية بسبب عدم انتظام دقات القلب، التي
تتطلب تدليك القلب وصدمة كهربائية خارجية لمنع الموت المفاجئ، وعلى المدى الطويل،
يؤدي الانقباض العضلي إلى قصور في القلب، الأمر الذي يمكن أن يكون في غاية الخطورة".
الجدير بالذكر أنه في كثير من الأحيان، وبالنسبة
للنساء المسنّات، يمكن أن تساهم بعض عوامل الخطر المعتادة، من قبيل مرض السكري
وضغط الدم والكوليسترول، في تعقيد الحالة، لكن من حيث المبدأ، لا تؤثر هذه
المتلازمة على المرضى الذين يعانون من قصور الشريان التاجي المزمن، مع ذلك، فمن
المعروف أن الإجهاد المزمن هو عامل خطر، وأن الإجهاد الحاد يمكن أن يؤدي إلى نوبة
قلبية".
وفي الختام، أشار المختص إلى أن "هناك بعض
الأدوية التي تساعد على خفض معدل ضربات القلب مثل محصر البيتا، الذي يوصى به لمنع
هذا التسارع المفاجئ والسريع لنبضات القلب، التي تستهلك الأكسجين".
اقرأ أيضا: مفاجأة طبية.. فحص مخبري بسيط يكشف أي خلل في القلب