سياسة دولية

جولة مفاوضات جديدة بين طالبان وواشنطن بحضور أحد زعماء الحركة

وجود  الملا عبد الغني بردار أعطى زخما لجولة المفاوضات التي تعقد في الدوحة
وجود الملا عبد الغني بردار أعطى زخما لجولة المفاوضات التي تعقد في الدوحة

التقى مبعوث الولايات المتحدة لأفغانستان زلماي خليل زاد في الدوحة الاثنين زعيم حركة طالبان السياسي الملا عبد الغني بردار في اجتماع هو الأعلى مستوى بين الولايات المتحدة وطالبان منذ بدء جهود السلام قبل شهور.

وكتب خليل زاد على تويتر أنه وبردار، أحد مؤسسي حركة طالبان، التقيا على "غداء عمل" قبل جولة جديدة من المحادثات مع الحركة المسلحة في إطار سعي الولايات المتحدة للخروج من أطول حروبها.

وأثار وصول بردار الذي يعتبر مقربا من زعيم طالبان هيبة الله اخوند زاده، إلى قطر في وقت متأخر من الأحد، تكهنات بإمكانية التوصل إلى اختراق.

وكان الجانبان اختتما المفاوضات مع "مسودة اتفاق" ركزت على وعود طالبان بمنع تحول أفغانستان إلى قاعدة خلفية لهجمات إرهابية ضد دول أجنبية.

لكن لم يتم وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية ولا وقف لإطلاق النار، وهما المسألتان اللتان أعاقتا مساعي السلام في الماضي، فيما أعربت الحكومة الأفغانية عن مخاوفها من تهمشيها في المحادثات.

وكان خليل زاد كتب في تغريدة في وقت سابق "وصلت إلى الدوحة لألتقي وفدا يتمتع بصلاحيات أكبر من طالبان. هذا يمكن أن يكون لحظة مهمة". وأضاف "أقدر استضافة قطر وتسهيل باكستان للسفر. الآن بدأ العمل".

وكتب لاحقا "لقد انتهيت للتو من غداء عمل مع الملا بردار وفريقه. أول مرة نلتقي فيها. والآن ننتقل إلى المحادثات".

وذكرت حركة طالبان في بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت متأخر الاثنين أن شير محمد عباس ستانيكزاي سيواصل قيادة فريقها التفاوضي، بينما سيتواجد بردار لتقديم "التعليمات" في حال الضرورة.

ولم يعرف الدور الذي يمكن أن يلعبه بردار خلال المحادثات. لكن وجود قيادي مؤثر يتمتع بدعم شعبي بين فصائل الحركة يجعل سقف التوقعات عاليا.

وقال المحلل أحمد سيدي في كابول لوكالة فرانس برس إن "مشاركة أحد مساعدي زعيم طالبان الملا بردار تؤكد جدية الجانبين هذه المرة".

وصرح خبير شؤون طالبان رحيم الله يوسفزاي أن تاريخ بردار الطويل كزعيم في الحركة يشير كذلك إلى مقاتلي الحركة العاديين بأن المفاوضات هي "في يد شخص مخلص".

 "نحن مستعدون"

رحب موفد أفغانستان الخاص للسلام عمر دودزاي بمشاركة بردار، مشيرا إلى أنه معروف "باستقلاليته" واتخاذه "قرارات صعبة". وقال في مؤتمر صحفي في كابول "آمل أن يستخدم هذه الاستقلالية ليقرر إحلال السلام في أقرب وقت ممكن".

وكان بردار اعتقل في باكستان في 2010 وأفرج عنه في تشرين الأول/ أكتوبر وعين رئيسا للمكتب السياسي لطالبان في الدوحة.

وكان يعتبر لفترة طويلة مساعد زعيم الحركة الملا محمد عمر الذي توفي في 2013. والآن يعتبر أحد نواب اخوندزادا إضافة إلى نجل عمر وسراج الدين حقاني، زعيم شبكة حقاني.

وعبرت حكومة كابول من جهتها، عن شعورها بالقلق مجددا لاستبعادها من المفاوضات.

وتبدو طالبان مصممة على رفض التفاوض مع حكومة كابول معتبرة أنها "دمية" بيد الولايات المتحدة.

وقال عبد الله عبد الله الذي يعتبر رئيس الحكومة الفعلي لأفغانستان، في خطاب بثه التلفزيون الإثنين إن "طالبان ليست جاهزة بعد للتحدث إلى الحكومة الأفغانية، لكننا مستعدون. نعتقد أن عدم نزاهة طالبان هو العقبة الوحيدة". وأضاف "نحن مرنون ومستعدون لتشكيل فريق مقبول من الجميع".

وتأتي هذه الجولة من المحادثات فيما يتصاعد العنف في أفغانستان، حيث ذكرت الأمم المتحدة الأحد أن عدد المدنيين الذين قتلوا في 2018 يفوق عددهم في أي عام منذ بدء الاحصاءات في 2009.

وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في إنهاء مشاركة بلاده في الحرب في أفغانستان التي ينتشر فيها 14 ألف جندي أميركي.

وعانت أفغانستان من نزاعات مستمرة منذ الغزو السوفياتي في 1979 الذي تلا حربا أهلية، وأثناء حكم طالبان والغزو الأميركي للبلاد في أواخر 2001.

التعليقات (0)