صحافة دولية

التايمز: ماذا قالت "عروس تنظيم الدولة" عن زوجها الهولندي؟

طالبت شاميما بيغوم بالسماح لها بإبقاء طفلها معها إذا عادت إلى بريطانيا- التايمز
طالبت شاميما بيغوم بالسماح لها بإبقاء طفلها معها إذا عادت إلى بريطانيا- التايمز

نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا، تحت عنوان "أريد طفلي معي في بريطانيا، تقول عروس تنظيم الدولة"، وذلك في مقابلة حصرية أجراها مراسل الصحيفة أنتوني لويد في مخيم للفارين من آخر معقل لتنظيم الدولة في شمال سوريا

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن شاميما بيغوم، تلميذة المدرسة السابقة التي فرت من البلاد للانضمام لتنظيم الدولة في سوريا، الحامل في شهرها الأخير، "ناشدت السماح لها بالحفاظ على طفلها لو سمح لها بالعودة إلى بريطانيا".

وينقل لويد عن بيغوم، التي عثرت عليها الصحيفة في المخيم بعد أربعة أعوام من الهرب للعيش داخل التنظيم، قولها إنها ستوجه لها اتهامات قانونية تتعلق بالإرهاب لدى عودتها إلى بريطانيا، بالإضافة إلى أنها ستكون محط اهتمام كبير لوسائل الإعلام، إلا أنها كانت قلقلة للغاية من اتخاذ السلطات البريطانية قرارا بنزع طفلها منها. 

 

وتذكر الصحيفة أن بيغوم تساءلت: "ماذا سيحصل لطفلي، بحسب اعتقادك؟.. لأنني لا أريد أن ينتزع مني أو على الأقل وضعه في رعاية عائلتي"، وقالت بيغوم إنها تريد مشاهدة عائلتها في منطقة بيثنال غرين في شرق لندن، بالإضافة إلى أنها تحدثت عن مخاوفها من عدم تمكنها من رؤية زوجها الهولندي الجهادي، ياغو ريدجيك، مؤكدة حبها "الكبير" له.

 

ويورد التقرير نقلا عن المراهقة البريطانية، التي فرت إلى سوريا عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، قولها إنها لم تر زوجها منذ أسبوعين، مؤكدة أنها عندما فرت من بلدة باغوز فإنه سلم نفسه لقوات سوريا الديمقراطية، فيما نقلت هي إلى مخيم الحول للاجئين.

 

ويقول الكاتب إن الهولندي ريدجيك (26 عاما)، هو ابن أسرة غنية في أرنهيم في هولندا، واعتنق الإسلام، مشيرا إلى أنه أدين العام الماضي في هولندا بتهمة الانتماء لتنظيم الدولة.

 

وترجح الصحيفة ملاحقة السلطات البريطانية لها في حال عودتها، واعتقالها ومحاكمتها بتهمة العيش في ظل نظام إرهابي، فيما ستقوم سلطات الخدمة الاجتماعية برعاية ابنها، لافتة إلى أن السلطات في "تاور هاملت" حيث تعيش تدخلت في حالات مماثلة، وقالت الليلة الماضية إن إبعاد الأطفال عن التثقيف الأيديولوجي المتطرف مهم جدا. 

 

ويلفت التقرير إلى أن عائلتها تتوقع عودتها إلى بريطانيا و"مواجهة النظام القانوني في البلاد"، وتقول العائلة إن من حق ابنها الذي لم يولد أن يترعرع "في براءة كاملة" و"سلام وأمن" في بريطانيا، و"مثل البقية شعرنا بالصدمة لما قالته شاميما لصحيفة التايمز"، وأخبرت شبكة "آي تي في" قائلة: "بالنسبة لنا فهي كلمات طفلة تم غسل عقلها، وهي في سن الـ 15". 

 

وينقل لويد عن محامي العائلة تسنيم أخونجي، قوله إن العائلة تقوم بالإجراءات القانونية لعودة بيغوم، وضد رغبة وزير الداخلية ساجد جاويد، وأضاف أخونجي: "يبدو أن جاويد يحاول معارضة هذا، ولا أعتقد أن لديه المبررات القانونية لعودتها"، مشيرا إلى أن عائلتها قلقة بشأن الظروف في مخيم اللاجئين، وتحاول وضعها في مركز صحي جيد لتتمكن من الولادة بسلامة. 

 

وتذكر الصحيفة أن بيغوم اعترفت بأن آمالها بالعودة مثيرة للجدل، وقالت: "أعلم أن العودة لن تكون أمرا عاديا وستكون غير مريحة، ولو عدت فلن تتوقف الكاميرات والأسئلة إلا بعد وقت طويل"، لافتة إلى أنها تتوقع التحقيق وإمكانية توجيه تهمة إرهاب ضدها. 

 

وبحسب التقرير، فإنه يعتقد أن سكوتلاند يارد تقوم بتقييم قوة الأدلة ضدها، مستدركا بأنه رغم الموقف المتشدد من وزير الداخلية لمنع عودتها، إلا أن موقف الحكومة أضعف عندما قال مدير المخابرات الخارجية "أم آي6" أليكس يانغ إن "من حقها العودة إلى بريطانيا"، لكنه حذر في أثناء مؤتمر ميونيخ للأمن أن البريطانيين العائدين من سوريا يمثلون خطرا إرهابيا، ويجب تأمين الموارد كلها للتأكد من عدم تهديدهم الأمن العام.

 

ويورد الكاتب نقلا عن مسؤولة الداخلية في حكومة الظل ديانا أبوت، قولها إن أي "شخص مرتبط بالإرهاب يجب التحقيق معه بشكل كامل والحكم عليه.. نحن لسنا مع تجريد الناس من جنسياتهم". 

 

وتنقل الصحيفة عن مساعد مفوض الشرطة نيل باسو، قوله إن هناك خططا لعودة بيغوم وسيتم التحقيق معها، "ولا أمل بالعودة دون هذه التحقيقات، وأي شخص يعود من مناطق النزاع عليه أن يتوقع العيش ضمن نظام رقابة شديدة، وبموجب الحدود التي نص عليها قانون مكافحة الإرهاب". 

 

وينوه التقرير إلى أن بيغوم غادرت بريطانيا في شباط/ فبراير 2015 مع زميلتين لها، وقالت إن صديقتها كاديزا سلطانة ماتت في عام 2016، أما الأخريتان أميرة عباسي وشامينا بيغوم فلا تزالان في باغوز.

 

وتقول شاميما للصحيفة إنها تحدثت في باغوز، آخر معاقل التنظيم في سوريا، قبل الهروب منها إلى بريطانية كانت تعمل في مجال الخدمة الاجتماعية، التي "أكدت لها أن السلطات البريطانية ستجردها من حضانة طفلها وستضعه في دور الرعاية"، وأضافت أن تنظيم الدولة كان يمنعهما من تسليم نفسيهما لقوات سوريا الديمقراطية، مشيرة إلى أن الكثيرين نصحوا زوجها بعدم إرسالها إلى مخيم اللاجئين السوريين، قائلين له "إنني سأتعرض للاغتصاب والتعذيب؛ لأن سكان المخيم لا يحبون تنظيم الدولة"، إلا أنها تؤكد أنها تلقت معاملة جيدة لدى قدومها للمخيم.

 

ويفيد التقرير بأن شاميما تخاف عدم رؤية زوجها مرة ثانية، أو السماح لها بالعيش معه مرة ثانية، مشيرة إلى أنه بالرغم من أن زواجهما كان مدبراً من التنظيم، إلا أنها "تحبه كثيراً"، مؤكدة أنها لن تر شخصا مثله في بريطانيا، "لقد تعلمت الكثير، ولم أعد الفتاة الساذجة التي تبلغ من العمر 15 عاما التي غادرت بريطانيا في عام 2015".

 

وينقل الكاتب عن شاميما، قولها إنها نقلت للمستشفى بعد ظهور علامات الولادة، وحدوث نزيف لها عندما وصلت مخيم الحول، وأضافت: "بقيت في المستشفى لمدة خمسة أيام، ثم أحضروني إلى هنا، أنا في الشهر التاسع، ويمكن أن أضع مولودي في أي وقت"، ولاحظت الصحيفة أنها بدت في لقائها الثاني أكثر وعيا من الاول، حيث قالت إنها لم تتأثر من رؤية الرؤوس المقطعة.

 

وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول شاميما: "عندما غادرت وكنت صغيرة ومحل الأخبار، ذهبت عائلتي إلى البرلمان، وقيل لها إنني لو عدت فلن توجه لي تهم الإرهاب، هل لا يزال الوضع قائما أم تغير؟ وأنا الآن فوق الـ18 عاما ويجب أن توجه لي تهم". 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (1)
من سدني
السبت، 16-02-2019 01:38 م
قاربت المسرحية على الانتهاء