هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي إن "الاستراتيجية الإيرانية الجديدة في المنطقة تقوم على عدة أركان أساسية، أولها استنزاف إسرائيل في عدة جبهات قتالية من منطقة الشرق الأوسط، سواء عسكريا أو أمنيا أو سياسيا، وثانيها شراء المزيد من الوقت من خلال مشاغلة إسرائيل، وثالثها الاستمرار في تطوير وإنتاج المشروع النووي الذي يلقى معارضة عالمية".
وأضاف
يوآف غالانت عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، في مقاله بصحيفة
معاريف، وترجمته "عربي21" أن "تغيرا
جوهريا ميدانيا طرأ على الإنجازات الكلاسيكية للحروب العسكرية كما كانت في السنوات
والعقود السابقة، بحيث باتت المفاهيم الجديدة تتجسد في احتلال الأراضي الميدانية
من خلال الحد الأدنى من الوقت".
وأشار إلى أنه "في المقابل عدم الذهاب إلى تدمير قدرات العدو الكاملة، بل استهداف
مقدراته العسكرية النوعية بأقل قدر من الأثمان".
وأوضح
غالانت، القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، أن "الشرق الأوسط
يشهد تغيرات جوهرية في طبيعة الأنظمة الحاكمة، ففي حين أن جزءا منها قائم على الكيانات
المستندة إلى قوة عسكرية وأمنية آخذة بالتدهور والتزعزع، وأخرى تستند على كيانات إسلامية،
وقبل أن تشهد الدول العربية ثورات الربيع في الأعوام الأخيرة، فقد شهدت إيران ثورة
شبيهة قبل أربعة عقود على بعد 1500 كيلو متر منا".
وأكد
أن "السنوات الماضية أثبتت وجود تطلعات إيرانية واضحة لمد نفوذها المذهبي من
منطقة الخليج العربي وصولا إلى البحر المتوسط، بجانب تحطيم الجدار العراقي على يد
الولايات المتحدة في حربي الخليج الأولى 1991 والثانية 2003، مما ساهم في زيادة
النفوذ والتأثير الإيرانيين على الدولة العراقية المجاورة".
وأضاف
أن "إيران تجتهد في الاقتراب من الحدود المحيطة لإسرائيل في لبنان من خلال
حزب الله، وفي العراق عبر المليشيات الشيعية، واليوم من خلال سوريا عبر إقامة قاعدة
عسكرية فيها تحت الغطاء الروسي".
وأشار إلى أن "هذا التمدد الإيراني في المنطقة، كفيل بأن يوصل الأمور مع إسرائيل إلى
حالة من المواجهة العسكرية، رغم أن الهجمات الجوية للطيران الإسرائيلي ضد القواعد
العسكرية الإيرانية في سوريا، تمنع حتى الآن من ترسيخ هذا التمدد الذي تقوم به إيران
في سوريا ولبنان وغزة".
وأكد
أن "كل ذلك يشير بصورة واضحة إلى الرغبة الإيرانية باستنزاف إسرائيل المستمر
في رغبتها لشراء المزيد من الوقت بهدف تحقيق الطموح الحقيقي بعيد المدى، وهو تطوير
مشروعها النووي والصواريخ بعيدة المدى، وصولا إلى حيازة سلاح تدميري".
وختم
بالقول بأنه "بعيدا عن الاستهتار بشأن التوتر الميداني الحاصل في الضفة الغربية
وقطاع غزة، وما يشكله من تهديد على الأمن الإسرائيلي، فإن التهديد الجديد الأمني
والعسكري يأتي مصدره الحقيقي من إيران، في حين أن السياسة الأمريكية والإسرائيلية
بإضعاف إيران من خلال تجديد العقوبات وتشديدها، يوفر فرصة ذهبية لإسرائيل لعمل
سياسي واقتصادي واستخباري فعال لمنع إيران من حيازة السلاح التدميري، وامتلاكه".