نشر موقع
"إنسايدر" الأمريكي تقريرا سلط من خلاله الضوء على دعم رجل الأعمال
الأمريكي بيل غيتس لابتكار
مرحاض مزود بالديدان كحل ناجع لمشاكل الصرف الصحي.
وقال الموقع، في هذا
التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن المراحيض الدودية لا تتطلب التنظيف
التقليدي ولا تحتاج لوصلها بنظام الصرف الصحي. وتوضع هذه
الديدان في حاوية أسفل
المرحاض، حيث تتغذى على النفايات البشرية.
وأفاد الموقع بأنه منذ
سنة 2015، انتشر استعمال نوع جديد من المراحيض يطلق عليه اسم "تايجر
تواليت"، خارج المنازل والمدارس في جميع أنحاء الهند. ومن الخارج، يبدو هذا
المرحاض مثل أي مرحاض عادي، لكنه في الواقع مليء بالديدان الحمراء. ولتسويق هذا
الاختراع، منحت مؤسسة "بيل ومليندا غيتس" ما لا يقل عن 4.8 مليون دولار
لمدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة لتطوير هذه التكنولوجيا.
وأضاف الموقع أن
الشركة المصنعة لهذه المراحيض تلقت مبلغا قدره 170 ألف دولار لإجراء الاختبارات
الأولية في كل من الهند وميانمار وأوغندا. وبعد سنوات من التطوير والاختبار
الميداني حول العالم، وصلت هذه التكنولوجيا أخيرا إلى الأشخاص الذين هم في أمس
الحاجة إليها. ومؤخرا، صرح بيل غيتس بأنه مستعد لإنفاق 200 مليون دولار لتطوير
وتحسين هذه الفكرة.
وأورد أن الدودة
الحمراء أو "الدودة النمر" تحب أكل البراز، وهذا ما يجعلها مناسبة
لتحويل النفايات البشرية إلى سماد. وتبلغ تكلفة تركيب هذه المراحيض حوالي 350
دولارا أمريكيا وهو لا يتطلب ربطه بأنابيب الصرف الصحي أو المجاري الرئيسية.
وبمجرد أن يقضي الشخص حاجته في المرحاض، تُرسل المخلفات إلى المقصورة المليئة
بالديدان من خلال شطفها بكمية من الماء، علما وأنه لا توجد مقابض أو أجهزة تنظيف
أوتوماتيكية في هذه المراحيض.
وأشار الموقع إلى أن
المرحاض الدودي يتخلص من 99 بالمائة من الفيروسات المسببة للأمراض، ولا يترك إلا
15 بالمائة من كمية البقايا في شكل سماد طبيعي. وقد أوضح أجيت أوك، المدير المسؤول
عن الشركة المختصة في صناعة المراحيض الدودية، أن هذه الأسمدة جيدة لزراعة النباتات
لأنها تحتوي على النيتروجين والفوسفور والكربون والبوتاسيوم، ناهيك عن أن هذه
المراحيض لا تجذب البعوض والحشرات السامة.
وحسب الوكالة
الأمريكية للتنمية الدولية، وجد المستخدمون خلال التجارب الميدانية التي أجريت سنة
2015 أن هذه المراحيض أفضل بكثير من المراحيض التقليدية. ولأن الديدان تُفتت
النفايات الصلبة، فإن هذه المراحيض تنبعث منها روائح أقل ولا تجذب الذباب مثلما هو
الحال مع المراحيض التقليدية.
وذكر الموقع أنه تم
إصدار هذه المراحيض الدودية منذ أكثر من خمس سنوات، ومع ذلك لم تحتج للصيانة حتى
اليوم. ولكن في ظرف ثماني أو عشر سنوات، تتوقع الشركة أن هذه المراحيض ستحتاج حتما
للصيانة. ولإفراغ المرحاض يجب رفع الغطاء وإزالة
الفضلات، التي يمكن استخدامها
فيما بعد كسماد عضوي.
ونوه الموقع بأن
الأشخاص في جميع أنحاء العالم النامي، الذين يفتقرون لمرفق آمن حيث يمكنهم قضاء حاجتهم
يمكن أن يفقدوا حياتهم بسبب غياب الظروف الصحية. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية،
يتسبب الإسهال الناتج عن هذه الظروف في موت 525 ألف طفل دون سن الخامسة سنويا.
ويمكن أن يشكل قضاء الحاجة في العراء مخاطر أخرى على صحة الإنسان.
ووفقا لتقديرات البنك
الدولي لسنة 2015، يقضي حوالي 40 بالمائة من سكان الهند حاجتهم يوميا في العراء،
لهذا السبب وضعت الدولة خطة تهدف إلى التخلص من هذه الظاهرة من خلال توفير مراحيض
دودية عمومية في بعض المناطق الريفية. كما قدمت الحكومة الهندية حوافز نقدية
للأشخاص الذين يقومون بتركيب مراحيض في منازلهم.
وأورد الموقع أن
مجموعة "ليكسيل غروب"، التي تملك شركتي "أمريكان ستاندر"
و"جروهي" الرائدتان في صناعة المراحيض، مهتمة بمشروع المراحيض الدودية،
حيث تعتزم توسيع مجالها وتصنيع هذا النوع من المراحيض.
ونقل الموقع عن مدير
التسويق والتكنولوجيا في شركة "ليكسيل"، دايجو إيشيياما، قوله إنه
"في النهاية نحن نسعى لصنع منتج أنيق يمكنك وضعه في أي مكان". لكنه أقر
بأن الأمر سيتطلب بعض الوقت لأنهم يتعاملون مع الديدان. ومع ذلك، يمثل هذا الاختراع الجديد نقطة تحول، خاصة أنه لا
يحتاج إلى أن يُوصل بنظام صرف صحي تقليدي.