هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث كاتب أردني، عن ظاهرة "الهروب العائلي" تجاه تركيا، خلال السنوات القليلة الماضية.
الكاتب ماهر أبو طير، وفي مقال عبر صحيفة "الغد"، قال إن الحكومة تتعامى عن ظاهرة خروج المال من الأردن إلى تركيا.
أبو طير اعتبر أن ازدياد حالات هجرة الأردنيين بأموالهم إلى تركيا، يبشر بحالة نفور نفسي، واقتصادي، على حد سواء.
وأضاف: "نحن البلد الوحيد الذي نفتخر بتسرب مئات الآلاف من الكفاءات إلى خارج الأردن، رغم أنھا خسارة كارثية، وبخروج المال باعتبار أن ذلك دليل على حيوية الأردنيين، وقدرتھم على تجديد أنفسھم، واستسقاء الفرص الجديدة، في كل مكان في ھذا العالم".
وتحدث أبو طير عن وجود عوامل طاردة للأردنيين من بلدهم، والمتمثلة في "المناخ الاقتصادي السلبي، وكثرة الضرائب، وكلف الإنتاج، والكساد، وتجبّر المؤجرين وعدم رحمتھم بسبب قانون المالكين والمستأجرين، الذي سيؤدي بعد سنين إلى تحول العقارات إلى مساكن لأشباح عمان، وإربد، والزرقاء، وغيرھا من مدن".
وأضاف ماهر أبو طير: "القصة ھنا ليست الترويج لتركيا، لكن تركيا باتت الحل الأسھل، بسبب بساطة الإجراءات، وعدم وجود تعقيدات في تأشيرات السياحة التي يستعملھا الأردنيون لاستطلاع تركيا القريبة، قبل الانتقال، وفي الوقت ذاته لا يمكن أن نتعامى عن أرقام الراغبين بالھجرة إلى الولايات المتحدة، وأستراليا، ودول أوروبية، لكننا نعرف أن تعقيدات الھجرة إلى ھذه الدول، كثيرة، فيبحث الناس، عن حلول أسھل".
وعن ميزات الهجرة إلى تركيا، قال أبو طير إن "الحياة في تركيا، تجعلك قريبا من المنطقة، أيضا، فلا تعد مھاجرا مثل أولئك الذين يحتاجون يومين للوصول إلى مغتربھم الأسترالي مثلا، مع الإدراك أن ھناك من انتقل إلى تركيا، وتعرض إلى خسائر مالية، أو تورط في قضايا مالية، بسبب عدم دراسة البيئة جيدا، أو بسبب الاستعجال في ترحيل رأسماله وعائلته".
ولفت أبو طير إلى أن "كل الخطابات الحكومية التي سمعناھا خلال السنين الفائتة، بائسة من حيث المستوى، ولا يصدقھا أحد، فقد شبعنا من التخدير وجدولة الأحلام، والواضح تماما أن حالة الاستعصاء باتت مزمنة، فلماذا يأتي المستثمر الأجنبي إذا كان ابن البلد يفر بعائلته وبما تبقى من مال لديه، خوفا من أن يتبدد كل ما معه تحت وطأة ھذا المشھد الصعب، وھم يختارون تركيا، على الرغم من إدراكھم أيضا أن تركيا مھددة، وتحت سيناريوھات مختلفة، وقد تنتعش أوضاعھا، وقد تنھار، لكنھا مرحليا بيئة أكثر لطفا من البيئة النفسية والاقتصادية، ھا ھنا".
وأوضح أبو طير أن الحكومات لدينا، لا تقنع حتى الأردنيين الذين يودعون عشرات المليارات في المصارف الأردنية، لتسييل أموالھم، عبر فتح دكانة، أو بناء شقة صغيرة، وھذا يعني أن ھناك حالة حذر شديدة، تجبر كل ھؤلاء أن يجمدوا أموالھم، فتجتمع علينا الأزمة من كل أطرافھا".