هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حمل عام 2018 لقوات "سوريا
الديمقراطية" (قسد) التي تشكّل قوّات الحماية الكردية عمودها الفقري، انتكاسات
كثيرة آخرها الخذلان الأمريكي المتمثّل بإعلان الرئيس الأمريكي انسحابه من سورية
تاركاً إياها مع إحلام إنشاء دولة في مناطق الأكراد بسوريا إلى مصير مجهول.
وتعددت أوجه خسارة "قسد" في 2018
ولعلّ أبرزها خسارة مدينة عفرين إذ أصابت عمليّة "غصن الزّيتون" المشروع
الكردي في مقتل وفق ما يرى الخبير العسكري العقيد عبد الله الأسعد الذي أكّد لـ"عربي21"
أن القوات "تأثرت كثيراً بعملية غصن الزيتون، وقبلها درع الفرات، وتمّ القضاء
بهذه الهزيمة على أحلام الحزب الانفصالي".
وقال الأسعد: "تبددت معنويات قسد نتيجة
مكاسبها شرقاً بخذلانها من قبل النّظام السوري ومن قبل الأمريكان".
ولم يعوّض التقدم العسكري لـ"قسد" في
الشّرق السّوري خسارة عفرين لأسباب عديدة منها غياب الحاضنة الشّعبية لها في هذه
المناطق حيث يشكّل العرب الغالبية السّاحقة، وقال فراس علاوي رئيس تحرير الشّرق
نيوز لـ"عربي21": إن "استعداء المحيط العربي وجمهور الثّورة أكبر
خسارة للقوّات الكرديّة وما زاد الطين بلة تخلي النّظام عنها، ومطالبته قسد تسليم
مناطقه له".
وخسرت "قسد" كثيرا من القادة عن طريق
الاغتيالات منهم عمر علوش الرئيس المشترك للجنة العلاقات العامة في مجلس الرقة
المدني، وأحمد كوباني عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، وإبراهيم أحمد
السلامة وسيط المفاوضات في الرّقة والطّبقة، وخلف تركي الخبيل القيادي في مجلس دير
الزور العسكري وغيرهم كثيرون.
وقال أحمد رمضان رئيس تحرير فرات بوست: "إن
خسائر قسد كانت كبيرة على مستوى القادة، وأعلنت تركيا عن تحييد آلاف المقاتلين
الأكراد في عمليّة غصن الزّيتون، ناهيك عن قتلى قسد في المواجهات مع داعش".
ورأى رمضان في حديث لـ"عربي21" أن من أسباب النقمة على قسد الوضع الاقتصادي السيء للمواطنين رغم سيطرة قسد على النفط، ويؤكد أنّ الشّرخ يزداد يوماً بعد آخر.
وكانت عناصر من "قسد" هاجمت عدّة
مواقع لقوّات النّخبة التي يرأسها أحمد الجربا في ريف دير الزور "قرية أبو
حمام" على خلفيّة رفض قوّات النخبة تسليم سلاحها، ولم ينته القتال إلا بعد
توسّط المبعوث الأمريكي للتحالف الدّولي بريت ماكفورك.
وحصل قبل ذلك خلافات مع لواء ثوّار الرّقة حيث
اعتقلت قسد أبو عيسى قائد اللواء مع عشرات العناصر قبل أن تطلق سراحهم لاحقاً، ولم
يقتصر التّصدع على الصّف العسكري إذ لم تستطع قسد استيعاب القوى السّياسيّة ولا
سيما الكرديّة فعمليات الاعتقال لم تتوقّف لكلّ السّياسيين المعارضين لنهجها.