سياسة عربية

هل تنجح السلطات السودانية باحتواء الاحتجاجات قريبا؟

لا يبدو البشير جاهزا للتنحي قريبا - جيتي
لا يبدو البشير جاهزا للتنحي قريبا - جيتي

يبدو أن دائرة الاحتجاجات في السودان تتسع، رغم تصريحات سابقة للأجهزة الأمنية بأن التظاهرات الشعبية بدأت بالانحسار على الأرض، فيما ارتفعت نبرة أصوات معارضي البشير.

وفي حين دعت أحزاب وحركات معارضة الرئيس عمر البشير إلى حل الحكومة والبرلمان، وتشكيل مجلس سيادة وحكومة انتقالية من الكفاءات، أعلنت قوى أخرى انسحابها من الحكومة السودانية.

وطالب كل من الجبهة الوطنية للتغيير في السودان، وحزب الأمة السوداني، بتشكيل مجلس سيادة وحكومة انتقالية تجمع الكفاءات، بالإضافة إلى حل المجلس الوطني، وتشكيل آخر مكون من 100 عضو.

أما "حركة الإصلاح الآن"، الثلاثاء، فأعلنت انسحابها من المجالس التشريعية السودانية.

وأعلن رئيس الحركة غازي صلاح الدين أن المكتب السياسي للحركة قرر سحب ممثلي الحركة في المجالس التشريعية كافة، تضامنا مع الجماهير.

الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف، أكد لـ"عربي21" أن التظاهرات على الأرض بدأت تزداد زخما، سواء في العاصمة الخرطوم أو في أماكن أخرى.

كما أشار إلى أن الإضرابات أيضا حاضرة على الأرض من إضرابات الأطباء والمحامين، مؤكدا أن الدائرة في اتساع مستمر.

وعن تصريحات الشرطة السودانية بأن التظاهرات في انحسار، رد يوسف بأن الآلة الإعلامية للنظام تبث الدعاية الكاذبة، لإيهام الناس بتراجع الزخم الشعبي، كأحد تكتيكات الأنظمة الشمولية، بحسب تعبيره.

وأوضح أن الواقع على الأرض يقول غير ذلك، فقد تحولت الخرطوم إلى ثكنة عسكرية، يتواجد على الأرض وحدات مسلحة بشكل استثنائي.

ولفت إلى أن المعارضة بتحالفاتها المختلفة تعمل على تنسيق التظاهرات وتصدر بيانات مشتركة، وأبرزها تحالفا "نداء السودان"، و"قوى الإجماع".

 

اقرأ أيضا: حركة "الإصلاح الآن" تعلن انسحابها من الحكومة السودانية‎

وختم بأن النظام السوداني الآن يحتمي بالصمت من دول الجوار أو دول العالم بشكل عام، وإن ذلك يشجعه على التمادي، لكن ضريبة هذا الصمت ستكون باهظة ولن ينسى الشعب السوداني من امتنع عن الوقوف إلى جانبه في وجه النظام.

من جهته خرج الرئيس البشير داعيا القوى السياسية السودانية، للانضمام إلى وثيقة الحوار الوطني، من أجل إرساء دعائم الأمن والسلام في البلاد، دون إقصاء لأحد أو تمييز بين أي من مكونات الشعب السوداني.

وقال البشير في كلمة له بالذكرى الـ 63 لاستقلال السودان إنه يشعر بوقع المعاناة الحالية على المواطنين، مبشرا بأن البلاد توشك على تجاوز الأزمة.

وجدد البشير مطالبته لكافة القوى السياسية بنبذ العنف، لتدعيم النسيج الاجتماعي للبلاد، وترسيخ العدالة دون تمييز.

مسؤول المكتب الإعلامي في حزب المؤتمر الشعبي، صديق محمد عثمان، رأى في حديثه لـ"عربي21" إن الحراك الحالي في الشارع هو نتاج رفض النظام الحاكم لمقترحات التغير التي كانت تطرح في جلسات الحوار الوطني الذي بدأ في 2014.

وأشار إلى أن السلطات كانت تلتف على جميع مطالبات التغير وتركيز السلطات بيد الرئيس البشير الذي استخدم جلسات الحوار لهزيمة من ينازعه الحكم في داخل حزبه.

ولفت إلى أن الوضع في الشارع الآن ما يزال ضمن حالات الكر والفر بين المتظاهرين والنظام، ومرشح للانفجار في أي وقت.

وأوضح أن بعض أطياف المعارضة بدأت تدعو الجيش للتدخل ما يجعل السيناريو المصري مطروحا للتكرار في السودان، وإذا نفذ فإنه سينتج عنه تغير في كامل نظام الحكم في السودان.

وتسود احتجاجات واسعة في أغلب الولايات السودانية، للمطالبة برحيل البشير سقط خلالها 19 قتيلا، وفق الأرقام الرسمية للحكومة.

وأقرّ رئيس الوزراء السوداني بوجود أزمتي غذاء ودواء في البلاد، قائلا، إن توفير الغذاء والأمن للمواطنين يعد الشغل الشاغل للحكومة.

وقال معتز موسى في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، إن أزمة الدواء في البلاد تعد قضية محورية، وتعهد بالاستمرار في دعم هذا القطاع ، مؤكدا "أن تسعير الدولار بالنسبة للدواء يعادل (47.5) جنيهاً، وما زاد عن ذلك تتكفل به الحكومة".

التعليقات (0)