ملفات وتقارير

قلق فلسطيني من جرائم منظمة "تدفيع الثمن" المتطرفة

الشعارات تدعو لقتل وترحيل الفلسطينيين- تويتر
الشعارات تدعو لقتل وترحيل الفلسطينيين- تويتر

شهدت الأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة الأيام الماضية قيام مجموعات من منظمة "تدفيع الثمن" المتطرفة الإسرائيلية، بأعمال تخريبية استهدفت ممتلكات عدد من العائلات المقدسية، وكتابة شعارات عنصرية تدعو لقتل وترحيل العرب، إضافة إلى إعطاب إطارات السيارات لنحو 40 مركبة تحديدا في بلدة بيت حنينا شمالي القدس.

هذه الهجمة التي تقودها المنظمة الصهيونية المتطرفة، جرت تحت أعين وحراسة الشرطة الإسرائيلية التي رفضت وفقا لشهود عيان تحدثوا لـ"عربي21" فتح تحقيق في الحادثة، أو حتى المطالبة بتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم.

تفاصيل الاعتداء


صلاح عيسى، (34 عاما) صاحب إحدى السيارات التي تضررت في الاعتداء الأخير في بيت حنينا، يروي لـ"عربي21" تفاصيل الحادثة بالقول: "عند حلول الساعة الثالثة فجرا من يوم الخميس الموافق 20 من الشهر الجاري، تفاجأنا بهجوم شنه عناصر منظمة تدفيع الثمن، كانوا يستقلون شاحنتين تتسع كل واحدة لثمانية أشخاص".

 

وأضاف أن العناصر، "بدأوا بتقسيم أنفسهم إلى مجموعتين تقوم المجموعة الأولى بإعطاب إطارات السيارات وتمزيقها من خلال أدوات حادة، أما المجموعة الثانية فكانت مهمتها الكتابة على جدران المنازل لشعارات تحرض على قتل وإبادة العرب مثل (أرض إسرائيل لشعب إسرائيل)، (الموت للعرب) باللغتين العربية والعبرية".

 

اقرأ أيضا: كتابات عنصرية لنجل نتنياهو ضد المسلمين.. و"فيسبوك" يتدخل

في حين أشار رئيس تجمع أهالي بيت حنينة، المختار محمد أسعد، إلى أن "الوضع الذي تشهده الأحياء العربية في القدس لم يعد يحتمل هجمات المنظمات الصهيونية المتطرفة، حيث بتنا نخشى من أن تتكرر حادثة استهداف المنازل بالزجاجات الحارقة كما جرى مع عائلة الدوابشة في نابلس قبل 3 سنوات، وهو ما دفعنا إلى مطالبة التجمع البلدي في المدينة بتسيير دوريات مراقبة ليلية من الشرطة، أو توظيف سكان الحي للقيام بهذه المهمة، إلا أن البلدية رفضت هذا الطلب".

وأضاف المختار أسعد لـ"عربي21" أن "المنطقة التي نسكن فيها تقع على طرف المدينة وهي على مقربة من شارع رقم 5، وبالإمكان الدخول والخروج منها بسهولة، كما أن هذا الحي يقع ملاصقة لمستوطنة "أورانيت" التي تعد معقل منظمة "تدفيع الثمن".

تاريخ إجرامي


يعود ظهور منظمة "تدفيع الثمن" أو ما يطلق عليهم "فتية التلال" إلى العام 2008، وهي تعد من أكثر الجماعات المتطرفة التي تقوم باستهداف الوجود العربي في فلسطين المحتلة، وتضم مجموعات من اليمين الصهيوني تحديدا من طلاب المعاهد الدينية، وتتنوع أدوات هذه المنظمة في إلقاء الحجارة على المركبات العربية وحرق الأراضي والمحاصيل الزراعية، وكتابة الشعارات المسيئة على الممتلكات الخاصة والعامة والمساجد والكنائس وتدنيس المقابر.

وتتخذ هذه المنظمة شعارا تنطلق من خلاله في تنفيذ عملياتها وهو "العربي الجيد هو العربي الميت" وهو بمثابة تحريض صريح على القتل واستباحة الدم، ووصلت ذروة نشاط هذه المنظمة في 31 تموز/ يوليو 2015، حينما أضرمت النار في منزل عائلة دوابشة من قرية دوما قضاء نابلس، وأودت إلى مقتل 3 من أفراد العائلة من بينهم طفل لم يتجاوز 18 شهرا.

مؤامرة صهيونية


وفي السياق ذاته أشار أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حنا عيسى، إلى أن "الجرائم التي تقودها المنظمات الصهيونية المتطرفة ضد الوجود العربي الإسلامي والمسيحي على حد سواء، هي مؤامرة تحيكها ثلاث أطراف أساسية، الحكومة بما فيها جهاز القضاء الذي يوفر الغطاء القانوني لنشاط هذه المنظمات والتعهد بعدم ملاحقة أفرادها، والطرف الثاني وهي المؤسسة الأمنية في إسرائيل الذي يقوم بالتغطية على هذه الجرائم من خلال الانسحاب من المكان قبيل وصول أفراد المنظمة للحي المستهدف".

 

اقرأ أيضا: تحذيرات من تصاعد اعتداءات عصابات المستوطنين بالضفة الغربية

وتابع عيسى لـ"عربي21": "أما الطرف الثالث فهي المؤسسة الدينية في إسرائيل التي تقوم بتخريج أفراد يحملون أفكارا متطرفة تحرض على الوجود العربي في إسرائيل وتعتبره آفة يجب اقتلاعها بشتى الطرق الممكنة".

وعن أهداف هذه النشاطات للمنظمات المتطرفة أوضح عيسى، أنها "تتمثل في إفراغ المدن والقرى الفلسطينية من الوجود العربي وطمس أي معالم تشير إلى وجودهم في هذه الأرض بما فيها تدنيس المقابر وإخراج الموتى، وتزوير الشواهد على هذه القبور من خلال كتابة تاريخ حديث للمتوفي، وهذه النشاطات لم تكن لتحدث لولا التغطية التي تمنحها حكومة اليمين في إسرائيل".

التعليقات (0)