تركت الأنباء التي
تشير إلى احتمال تسليم ما يعرف بـ"قوات
سوريا الديمقراطية (قسد)" ذات
الغالبية الكردية مدينة
منبج للنظام السوري الكثير من التساؤلات، لا سيما وأن هذه
الأنباء تأتي بالتوازي مع وصول المزيد من الحشود العسكرية التركية إلى محيط
المدينة.
وكان المتحدث باسم
مجلس منبج العسكري التابع لـ"قسد"، أكد أن قوات
النظام السوري أرسلت
قوات بدعم روسي صوب المدينة بعد التنسيق معهم، مبينا "أن انتشار قوات الجيش
السوري جاء بالتنسيق مع المجلس لحشد قوات أوسع نطاقا في المنطقة"، في ظل
تهديدات من جانب تركيا والمعارضة بفتح معركة للسيطرة على المدينة.
وكان لافتا، حديث
المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، الأربعاء، عن أن موسكو تتوقع من
الحكومة السورية تولي السيطرة على المناطق التي تتواجد فيها القوات الأمريكية
حاليا بعد انسحابها، وأن أراضي شرق سوريا يجب أن تسلم للحكومة السورية بما يتفق مع
القانون الدولي.
وإزاء التطورات هذه،
لا يستبعد مراقبون أن تسجل مدينة منبج احتكاكا بين القوات التركية التي تصل
المنطقة تباعا، وبين قوات النظام السوري، وذلك في حال أقدمت الأخيرة على التقدم
أكثر باتجاه مركز المدينة التي تصر تركيا على استعادتها، تمهيدا لعودة سكانها
الذين نزح قسم كبير منهم بعد سيطرة المليشيات الكردية عليها.
معركة كبرى
نائب رئيس هيئة
الأركان في "الجيش الوطني" الذي شكلته المعارضة شمال حلب، العقيد هيثم
العفيسي، أكد لـ"
عربي21" أن "تقدم النظام باتجاه مدينة منبج، لا
يعني بحال من الأحوال أن معركة منبج لن تبدأ من جانبنا ومن جانب الجيش
التركي".
وتوعد العفيسي قوات
النظام بقوله: "في حال دخلتم منبج، فستكون هناك معركة كبرى"، مشددا: "لن نسمح لأحد بالتقدم لمنبج".
من جانبه استبعد
الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد أديب عليوي، حدوث صدام ما بين
الجيش التركي
وقوات النظام في منبج، لأسباب كثيرة، من أهمها أن تقدم تركيا باتجاه منبج يتم
بتنسيق مع الولايات المتحدة التي ستنسحب من المدينة.
تحرك قانوني
وفي حديثه
لـ"
عربي21" أشار عليوي كذلك، إلى أن تحرك تركيا يأتي في إطار اتفاقية
"أضنة" التي تسمح لها بالقضاء على التهديدات لأراضيها داخل الأراضي
السورية، وعلق بالقول: "هذا الأمر تعرفه الدول الفاعلة في سوريا، وتركيا تملك
المسوغ القانوني للدخول والتقدم في عمق الأراضي السورية".
وعن موقف روسيا الذي
يبدو مشجعا للنظام للدخول إلى منبج، قال عليوي إن "روسيا لا يبدو أنها في
وارد تأزيم علاقتها مع تركيا، وحديث موسكو عن ضرورة سيطرة النظام على المناطق التي
تنسحب منها الولايات المتحدة، يخص مناطق شرق الفرات، وليس منبج التي تقع
غربه".
ولفت العقيد إلى ما
جرى في مدينة عفرين، وذلك قبيل دخول تركيا إليها، حيث حاول النظام الانتشار داخل
عفرين، لمنع التقدم التركي، غير أن محاولاته لم تكن مجدية.
وبالبناء على ذلك، يرى
عليوي أن مستقبل منبج بات محسوما لجهة سيطرة تركيا عليها، تمهيدا لإعادة سكانها الأصليين
إليها.
وسبق أن قال وزير
الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الثلاثاء، إن بلاده عازمة على دخول شرقي
الفرات في سوريا، بأقرب وقت ممكن، مؤكدا أن تركيا تنسق مع الولايات المتحدة في
انسحاب قواتها من سوريا