هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خيمت حالة من الصدمة والذهول بين الأوساط الصحفية في تونس، بعد إقدام مصور صحفي شاب على إنهاء حياته حرقا بمحافظة القصرين، احتجاجا على وضعيته المهنية والاجتماعية المزرية.
ونشر المصور الصحفي عبد الرزاق الرزقي فيديو عبر فيسبوك قبل ساعات من إقدامه على الانتحار حرقا، اشتكى خلاله من حالة الفقر والتهميش والبطالة التي يعيشها شباب محافظة القصرين المهمشة وإحدى مدن الثورة التونسية.
وقال الرزقي إن قراره بالانتحار حرقا قد يكون وسيلة للفت نظر الدولة لفقراء القصرين، التي تعيش تحت وطأة الإرهاب والتهميش، داعيا شباب محافظته للثورة على المنظومة الفاسدة.
وبحسب ما رواه شهود عيان في مدينة القصرين لـ"عربي21" فقد اختار المصور الصحفي الذي عمل سابقا بإحدى القنوات التلفزية إنهاء حياته بتلك الشاكلة بسبب مشاكل اجتماعية وعائلية والبطالة التي يعيشها.
وقال الناشط في المجتمع المدني بالقصرين وجدي الخضراوي لـ"عربي21" والذي كان شاهدا على واقعة انتحار المصور الصحفي أنه فوجئ كغيره من شباب المدينة بإشعال عبد الرزاق النار في جسده بعد سكب كميات من البنزين، فيما لم تنجح محاولات إنقاذه.
اقرأ أيضا: غضب وصدمة بتونس بعد مقتل رئيس "الجالية الإيفوارية"
وأوضح أن الضحية وهو مطلق وأب لطفلة، يشتغل كمصور صحفي بدوام غير ثابت من خلال تصوير حفلات الزواج بجهته أو العمل مع بعض القنوات الخاصة بمبالغ زهيدة جدا.
وتابع: "بحسب ما سمعت من أصدقاء لي فقد اشتكى المصور الصحفي من وضعه المزري لمحافظ الجهة غير أن شكواه قوبلت باللامبالاة مما عظم شعوره بالقهر والنقمة على مسؤولي الجهة".
وأكد أن مدينة القصرين تشهد حالة من الاحتقان بين أهالي الجهة الغاضبين بعد انتحار أحد أبنائها والذي عرف بدماثة أخلاقه وطيبة قلبه، وبأن الوضع قابل للانفجار في أي لحظة.
نعي نقابة الصحفيين
ونعت نقابة الصحفيين التونسيين مساء اليوم المصور الصحفي في بيان اطلعت "عربي21" على نسخة منه.
وحذرت النقابة أصحاب المؤسسات الإعلامية المتنصلة من احترام قانون الشّغل وتعهداتها، من مواصلة العبث بحقوق الصحفييّن في التغطية الاجتماعية والصحية.
وأكدت أنها ستعلن إثر اجتماع مكتبها التنفيذي، الثلاثاء، سلسلة من التحركات الاحتجاجية قد يكون من بينها الإضراب العام بقطاع الإعلام.
حزن بين الأوساط الإعلامية
واشتعلت شبكات التواصل الإجتماعي بعبارات التأثر والحزن بعد خبر انتحار المصور الصحفي سيما بين زملائه في الوسط الإعلامي الذين اختاروا نعيه عبر تدوينات غاضبة حمل أغلبهم الحكومة وأصحاب المؤسسات الإعلامية مسؤولية تردي وضع العاملين بهذا القطاع.
وكتب الصحفي صبري الزغيدي قائلا: "هي رصاصة اغتيال اخترقت قلوبنا جميعا بوفاة زميلنا المصور عبد الرزاق الزرق".
اقرأ أيضا: مع صعوبة الأوضاع.. إلى أين تتجه أزمات الاقتصاد بتونس؟
وتابع: "هو لم يحرق نفسه احتجاجا على أوضاع مهنية واجتماعية رديئة، هو أحرق نفسه لينيرنا بتلك النيران و لينبهنا من اللصوص والعصابات والمافيات التي جثمت على رأس المؤسسات الإعلامية الفاسدة، والتي سرقت عرقنا وباعت جهدنا وانتهكت أحلامنا".
ووصف الإعلامي ذاكر بن صوف حادثة انتحار المصور الصحفي بـ"اليوم الحزين على مهنة الصحافة بتونس".
وتساءلت الصحفية مروى العلج قائلة عبر تدوينة لها: "حتى أصحاب السلاح عاجزون عن حماية أنفسهم".