كشفت محافظة
البصرة جنوبي العراق، أن
مياه شط العرب باتت غير صالحة
للاستهلاك البشري، فضلا عن تسببها في تسمم آلاف الأشخاص على مدار الأشهر الماضية.
وكانت الحكومة العراقية، سجلت الشهر الماضي 118 ألف حالة تسمم جراء
التلوث المنتشر في مياه الشرب بالمحافظة.
وقال ضرغام الأجودي النائب الثاني لمحافظ البصرة، خلال مؤتمر صحفي،
إنه "تبين بعد تدقق وفحوصات مختبرية، أن مياه شط العرب ملوثة بعده أنواع من
الملوثات وتزداد خطورة التلوث في المناطق المشتركة بين العراق وإيران".
وأضاف: "توجد ملوثات عديدة، منها بعض أنواع البكتيريا وبقايا
الأسمدة والمبيدات الحشرية، والمخلفات الكيماوية والصناعية والنفطية."، ويصعب
معالجتها او إزالة أضرارها تماما.
لكن الملوث الأخطر بحسب البيان، هو التلوث بنعصر الكادميوم، حيث
بلغت مستويات التلوث به أكثر من 53 ضعفا عن الحد المسموح، وكانت نسبة الرصاص أعلى
بعشرات أضعافها، كذلك الحال بالنسبة للنترات والكبريتات، التي كانت أعلى بتسعة
أضعاف".
ويتواجد عنصر الكادميوم (عنصر كيميائي يسمى أيضا كربونات الخارصين)
حسب المستويات المسموح بها عالميا في مياه الشرب، بتركيز يبلغ 0.04 بالمائة لكل
مللغرام لتر من المياه.
وزاد المسؤول العراقي: الأعراض التي عانى منها المواطنون في
البصرة، تتطابق مع أعراض التسمم الحاد بالكادميوم، الذي قد يسبب السرطان وهشاشة
العظام والفشل الكلوي.
وعلى الرغم من أن البصرة تحتوي على أكبر نسبة آبار بترول في العراق
وتنتج قاربة 820 بالمئة من نفط البلاد إلا أنها تعاني من أوضاع اقتصادية وخدمية
غاية في الصعوبة.
ولا زال سكان البصرة يخرجون في احتجاجات للمطالبة بتوفير مياه
صالحة للشرب فضلا عن توفير وظائف للعاطلين عن العمل.
واندلعت على إثر الاحتجاجات، قبل أكثر من 3 أشهر مواجهات مع قوى
الأمن، وأحرقت العديد من مقرات الأحزاب والمؤسسات واقتحمت عدد من المتظاهرين
القنصلية الإيرانية في المحافظة وقاموا بإحراقها.