اقتصاد دولي

أسواق النفط تترقب اجتماعاً "ساخناً" لـ"أوبك" في فيينا

خبراء: المعنويات في أسواق النفط لا تزال سلبية- جيتي
خبراء: المعنويات في أسواق النفط لا تزال سلبية- جيتي

من المتوقع أن يشهد اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، قرارات متعلقة بتقليص إمدادات النفط بعد أشهر من زيادتها، خشية تعرض الأسواق لتخمة المعروض، وتجنب حدوث صدمة بالأسعار.

ويجتمع أعضاء "أوبك" في السادس من كانون الأول / ديسمبر المقبل، بالعاصمة النمساوية (فيينا)، لاتخاذ قرار نهائي بتنفيذ خفض في إنتاج النفط من عدمه في 2019.

يأتي الاجتماع، في أعقاب قمة مجموعة العشرين التي اختتمت في العاصمة الأرجنتينية (بوينس أيرس)، وتضمن جدول أعمالها الحرب التجارية بين واشنطن وبكين وكذلك السياسة النفطية.

وتوقع خبراء نفط أن يتمخض الاجتماع الساخن لـ "أوبك" عن خفض في الإنتاج، بالشكل الذي يدعم تعافي أسعار النفط واتجاهها صوب مستوى 70 دولار اً للبرميل.

معنويات سلبية

وقال هؤلاء، إن المعنويات في أسواق النفط ما تزال سلبية، لا سيما بعد التراجع الكبير بالأسعار بأكثر من 30 بالمئة في الأسابيع القليلة الماضية.

وفقد خام برنت نحو 26 دولارا من قيمة البرميل الواحد في أقل من شهر ونصف، نزولاً من 86 دولاراً للبرميل إلى متوسط 60 دولاراً في الوقت الحالي.

وتعادل وتيرة تراجع أسعار النفط خلال تشرين الأول / أكتوبر الماضي هبوط الأسعار في 2008، وبوتيرة أعلى من التراجعات خلال عامي 2014 و2015.

وصعد إنتاج النفط في عديد البلدان، مثل السعودية والعراق والإمارات وروسيا والولايات المتحدة، خلال الشهور الماضية، إلا أن الطلب شهد تذبذبا مؤخرا بسبب شكوك حول تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وفي تصريحات رسمية متفرقة خلال الشهر الجاري، أبدت كل من السعودية وروسيا -أكبر منتجين للنفط الخام في العالم- ومن خلفهما "أوبك"، تخوفات من وجود شكوك ستؤثر على نمو الطلب على الخام، ما يعني ارتفاعا أكبر في معروض النفط الخام.

وبدأ أعضاء "أوبك" ومنتجون مستقلون مطلع 2017، اتفاقا لخفض الإنتاج بـ 1.8 مليون برميل يوميا، تم تقليصه إلى 1.2 مليون برميل اعتبارا من تموز / يوليو الماضي، على أن ينتهي الاتفاق في كانون الأول / ديسمبر الجاري.

اجتماع ساخن

وقال المحلل الكويتي لأسواق النفط العالمية، أحمد حسن كرم، إن التوقعات تشير إلى أن يكون اجتماع "أوبك" ساخنا، ويقر خفضاً في الإنتاج لرفع أسعار النفط بعد التراجعات الحادة في الأسعار مؤخراً.

وأضاف أنه بعد إقرار الخفض المتوقع سترتفع أسعار النفط بشكل تدريجي، ولكن هذا سيعتمد على كميات الخفض في الإنتاج ونسبة استيعابها في الأسواق مقارنة مع كميات الطلب.

وتوقع ارتفاع أسعار النفط صوب مستوى 70 دولارا للبرميل، حال إقرار الخفض المتوقع والذي يمكن أن يصل لنحو مليون برميل.

وأوضح أن الخفض قد يتراوح بين مليون و1.5 مليون برميل يوميا من "أوبك" والمنتجين المستقلين بقيادة روسيا.

تخمة إمدادات

وتوقع الخبير النفطي محمد زيدان، أن يتم الاتفاق خلال الاجتماع على خفض الإنتاج بأكثر من 500 ألف برميل يومياً لمواجهة تخمة إمدادات بدأت تلوح في الأفق القريب.

وأضاف أن المعنويات العامة في أسواق النفط ما تزال سلبية تتسم بحالة من الحذر، لا سيما بعد التراجع الكبير بالأسعار بأكثر من 30 بالمئة في الأسابيع الماضية.

وتابع زيدان: "لا نريد الرهان على تأثير نتائج الاجتماع على الأسعار، ولكن هناك لهجة إيجابية لدعم الأسعار فوق 50 دولاراً للبرميل والذي يعتبر مستوى قويا".

قرار جماعي

وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن "أوبك" ستتخذ قرارا جماعيا لتحقيق الاستقرار لأسواق النفط العالمية"، بعد ظهور بوادر على عودة تخمة المعروض للأسواق العالمية.

وأوضح الفالح في مؤتمر صحافي من العاصمة النيجيرية أبوجا، الأربعاء الماضي، أن المملكة لن تقوم بخفض إنتاج النفط بمفردها، وبمعزل عن المنتجين الآخرين حول العالم.

الفالح ذكر أن الاجتماع يجب أن يضع آلية جديدة لإقرار خفض أو زيادة بالإنتاج للعمل بها خلال 2019، بعد انتهاء الاتفاق السابق في كانون الأول / ديسمبر الماضي.

 

التعليقات (0)