حول العالم

ما هي المهن التي تسجل أعلى نسب الانتحار؟

خلال سنة 2015، انتحر أكثر من 1400 موظفا في مجاليْ البناء والتشييد واستخراج النفط والمعادن
خلال سنة 2015، انتحر أكثر من 1400 موظفا في مجاليْ البناء والتشييد واستخراج النفط والمعادن

نشر موقع "ساينس أليرت" الأمريكي تقريرا أشار فيه إلى أحدث التقارير التي نشرتها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكية التي تتناول موضوع الانتحار الجماعي، والتي أفادت أن نسبة الانتحار بين الرجال الذي يعملون في وظائف مرتبطة بمجاليْ البناء واستخراج الموارد، تعد الأعلى مقارنة بباقي الوظائف.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21" إن نسب الانتحار خلال الفترة الممتدة بين سنة 2012 وسنة 2015، عكست ارتفاعا ملحوظا في معدلات الانتحار بين صفوف الأشخاص الذين يعملون في وظائف مختلفة. وفي الحقيقة، يمكن للتغييرات التي قد تطرأ على الأمن الاقتصادي، العزلة الاجتماعية والتوتر النفسي أن تكون السبب وراء ارتفاع الأرقام المتعلقة بالانتحار.

وبيّن الموقع أن تعاطي المخدرات وتدهور الصحة العقلية للفرد يمكن أن تكون السبب وراء اتخاذ البعض لقرار إنهاء حياتهم. في المقابل، يعد موضوع الانتحار معقدا للغاية، بالتالي لا يمكن إيجاد حل وحيد من شأنه أن يناسب الجميع. وبدلا من البحث عن إجابات عامة حول هذه المشكلة الملحة، اقترحت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن نصب كل تركيزنا على تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإقدام على خطوة الانتحار ووضع استراتيجيات خاصة بكل حالة على حدة.

ونقل الموقع ما جاء على لسان مدير المركز المحلي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ديب هوري، الذي أفاد أن "ارتفاع معدلات الانتحار في الولايات المتحدة يعد بمثابة نزعة تثير القلق وتجسد مأساة العائلات والمجتمعات المحلية وتؤثر على قوة العمل الأمريكية". وأضاف هوري قائلا إن "معرفة الأشخاص الأكثر عرضة للانتحار يمكن أن تساهم في إنقاذ الأرواح وذلك من خلال جهود الوقاية المركزة".

وأفاد الموقع أن أغلب الأشخاص البالغين يمضون كامل يومهم في أماكن عملهم. لذلك، من المنطقي أن ندرك ونفهم كيف يمكن أن تؤدي مهنتنا إلى الانتحار. وفي الوقت الراهن، وفرت أغلب البرامج المتعلقة بالعمل، الموارد من أجل اكتشاف هذه الظاهرة مبكرا والتدخل لحلها. ومن جانبهم، أشار معدو التقرير إلى أن "هناك حاجة ملحة لإجراء المزيد من البحوث المتعلقة بالدور الذي يلعبه مكان العمل إزاء الوقاية الأولية من الانتحار على غرار تحسين ظروف العمل والتقليل من حجم التوتر والإجهاد".

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام تستند إلى البيانات المأخوذة من النتائج التي قدمها النظام الوطني للإبلاغ عن الوفيات العنيفة، خلال الفترة الممتدة بين سنة 2012 وسنة 2015، والتي تشمل حوالي 22 ألف أمريكي تتراوح أعمارهم بين 16 سنة و64 سنة من 17 ولاية مختلفة.

وأورد الموقع أنه خلال سنة 2015، انتحر أكثر من 1400 موظفا في مجاليْ البناء والتشييد واستخراج النفط والمعادن، بمعدل 53.2 موظفا لكل 100 ألف موظف، مقابل حوالي 43.6 موظفا خلال سنة 2016، ما يجعلها المجموعة الأكثر تضررا حتى الآن. علاوة على ذلك، يمثل العاملون في مجالات الفنون، الترفيه، الرياضة، الإعلام، ثاني أعلى معدل للانتحار. وقد شهد هذه المعدل ارتفاعا ملحوظا بنسبة 50 بالمئة خلال الفترة الممتدة بين سنة 2012 وسنة 2015.

وفي الواقع، ارتفع هذا المعدل من 26.9 حالة إلى 39.7 حالة لكل 100 ألف موظف من الرجال. وفي الحقيقة، تشمل هذه الفئة أعلى معدلات الانتحار بين أوساط النساء، حيث أقدمت 11.7 موظفة لكل 100 ألف موظفة على الانتحار خلال سنة 2012، في حين قررت 15.6 موظفة خلال سنة 2015، وضع حد لحياتها.

وقال الكاتب إن أكثر معدلات الانتحار ارتفاعا، شملت النساء العاملات في مجال تجهيز وتقديم الطعام حيث ارتفعت بنسبة 54 بالمئة، أي من 6.1 حالة انتحار إلى 7.4 حالة انتحار. وفي آخر الترتيب، نجد الوظائف المتعلقة بمجاليْ التعليم والمكتبات، إذ تشمل أقل معدلات للانتحار لدى الرجال والنساء على حد السواء، بالإضافة إلى الوظائف المتعلقة بمجاليْ الزراعة والقانون.

 وفي الختام، أشار الموقع إلى أنه على الرغم من أنه لا وجود لحل سريع من شأنه أن يقضي على ظاهرة الانتحار، بيد أن الوصول إلى الأشخاص الذين من شأنهم أن يستفيدوا من التدخل يعد بمثابة خطوة كبيرة لمعالجة هذه الأزمة.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
0
التعليقات (0)