هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي إن "إسرائيل ضيعت من بين يديها فرصة مناسبة لكسر قواعد اللعبة مع حركة حماس، رغم أنني متفق أن صيغة وقف إطلاق النار معها صحيحة، لكن يجب أن تكون بعد أن تدفع الحركة أثمانا غالية، وعلى رأسها عدم العودة إلى لعبة الاستنزاف على الحدود من خلال المسيرات والبالونات الحارقة".
وأضاف
عاموس غلبوع، عميد الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، في مقاله بموقع نيوز ون، وترجمته "عربي21"، أنه "في الوقت الذي أعلن فيه
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من العاصمة الفرنسية باريس أن إسرائيل لا تريد حربا
مع حماس، فقد ردت عليه خلال يوم واحد بإطلاق 460 صاروخا، ما يعني أننا فقدنا
الردع أمامها، والنتيجة أن حماس هي من تردع إسرائيل، هذا محزن ومؤلم، لكن هذا فهمي
للواقع".
وأوضح
غلبوع، المستشار السابق بمكتب رئاسة الوزراء للشؤون العربية، أن "تقديم قراءة
واقعية للجولة الأخيرة من التصعيد العسكري في غزة يعطينا ست ملاحظات أساسية، أولها
أننا واجهنا إطلاقا للصواريخ بصورة غير مسبوقة خلال فترة زمنية قصيرة جدا، والجيش الإسرائيلي
لم يستطع مواجهتها بهذه السرعة".
وأضاف: "ثاني هذه الملاحظات أن سبب هذه المواجهة الأخيرة هي العملية الأمنية
السرية للجيش الإسرائيلي على حدود خانيونس، مع أننا أمام موجة استنزاف بدأت على
حدود قطاع غزة منذ ثمانية أشهر، تخللها أربع جولات تصعيد عسكري، في جميعها حماس هي
التي بادرت، وهي التي أنهتها، وفي جميعها هي التي كانت تعلن وقف إطلاق النار، وإسرائيل
صامتة مترددة".
وأوضح
غلبوع، الذي ألف سلسلة كتب عن المخابرات الإسرائيلية، ويكتب بشكل دوري في الصحافة الإسرائيلية،
أن "الملاحظة الثالثة تتمثل في أن الجيش الإسرائيلي ضرب 150 هدفا لحماس،
وبعكس الجولات الثلاث السابقة، فقد أزال مباني من عدة طوابق في قلب غزة، فهل هذا
الثمن الذي جبيناه من حماس؟ لا أظن ذلك، لأن القوة العسكرية للحركة لم تتأثر بشيء".
وأشار
إلى "الملاحظة الرابعة المتمثلة بالرسالة "الساذجة" التي أطلقها نتنياهو
في باريس باتجاه حركة حماس، حين أعلن أنه لا يريد حربا معها، وكأن لسان حاله يقول:
اعملوا ما شئتم يا حماس، لكني لن أستدرج إلى حرب معكم في غزة! فماذا تريد الحركة
أكثر من ذلك، رئيس حكومة إسرائيل يطلب منها إجراء امتحان له، لأنه داعية سلام، في
حين أن حماس أطقت الصواريخ بجنون، وحين قالت يكفي، ردت عليها الحكومة الإسرائيلية
بالموافقة".
وتناول
غلبوع "الملاحظة الخامسة بالقول إنه ليس هناك من حل سحري لمشكلة حماس في عزة،
لكن الأفكار التي تتبناها زعيمة المعارضة تسيفي ليفني، والداعية لإيجاد فصل بين
السكان المدنيين عن حماس، أو احتلال القطاع وتسليمه للسلطة الفلسطينية، أو تشجيع
المعتدلين والدخول في عملية سياسية، كلها أفكار ساذجة ومدعاة للسخرية".
وأوضح
أنه "سنحت لنا فرصة لتغيير قواعد السلوك الإسرائيلي في مواجهة حماس، التي تواصل
كتابة جدول أعمالنا، وتعمل على إشعال الجنوب الإسرائيلي، مع أنه لدى الجيش بنك
أهداف وسلة أدوات مجدية، أعلم أنها معقدة، وقد تنجم عنها إدانات دولية، لكن هناك
حالات من الممكن أن يعلن فيها صاحب البيت أنه قد أصيب بالجنون فعلا".
وختم
الكاتب تحليله بالإشارة إلى "الملاحظة السادسة والأخيرة، متسائلا: كيف يعيش
الإسرائيليون كل هذه المعاناة، خاصة في الجولة الأخيرة بالذات، ولا يرون رئيس هيئة
الأركان الجنرال غادي آيزنكوت، ولا يسمعون صوته؟".