هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الرواية السعودية الأخيرة عن جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي بأنها وقحة بدرجة تثير الصدمة.
وقالت في افتتاحيتها التي ترجمتها "عربي21"، إن "الرواية الجديدة عن مقتل جمال خاشقجي التي قدمتها السعودية يوم الخميس هي وقاحة مثيرة للصدمة. فبعد أن اعترفت في السابق أن الصحفي كان ضحية جريمة مدبرة؛ تراجعت عنها وقدمت رواية جديدة لا تحمل مصداقية بالقول، إن خاشقجي قد قتل فورا داخل القنصلية السعودية، على يد فريق أرسل خصيصا للتفاوض معه وإعادته إلى السعودية.
وفي الوقت نفسه وجّه النائب العام اتهامات ضد 11 من أعضاء فرقة الموت، وطالب بالإعدام لخمسة منهم، إلا أنه برّأ ساحة ولي العهد محمد بن سلمان- المشتبه الرئيسي في الجريمة- بالإضافة إلى مساعديْن كبيريْن له، هما من وافقا على العملية لكنهما لم يأمرا بالقتل.
اقرأ أيضا: الرياض تكشف تفاصيل واتهامات بقضية قتل خاشقجي (شاهد)
وتعلق الصحيفة قائلة: "من خلال تقديم هذه الرواية التي لا تصدق، يقوم النظام السعودي؛ وبجرأة بتحدي الجميع بمن فيهم أعضاء الكونغرس من الحزبين، الذين طالبوا بالكشف عما جرى والمحاسبة".
وتعتقد الصحيفة أن إدارة ترامب تبدو مستعدة للقبول بالمماطلة. ففي يوم الخميس أعلنت عن عقوبات جديدة ضد الـ17 الذين اعتقلهم السعوديون، تاركة ولي العهد وجنرالاته الأمنيين الكبار دون مساس.
وتعتقد الصحيفة أن القبول بالرواية السعودية يعني تجاهل الحقائق التي أصبحت قائمة عن الجريمة. مشيرة إلى التسجيلات التي أطلع المسؤولون الأتراك مديرة الاستخبارات الأمريكية جينا هاسبل على محتوياتها عندما زارت أنقرة الشهر الماضي، وتؤكد أن خاشقجي خُنق حال دخوله القنصلية ثم قطّع.
وتقول الرواية السعودية الأخيرة إنه مات بعد مشاجرة اندلعت، مما دفع رئيس "الفريق المفاوض" إلى حقنه بمخدر. وتقول الرواية إن العملية خطط لها وأمر بها نائب مدير المخابرات السعودية السابق أحمد عسيري وسعود القحطاني، وكلاهما مقرّب من محمد بن سلمان، إلا أنهما مع ذلك ليسا متواطئين في الجريمة، وأن الفريق الذي أرسلاه خدعهما بالزعم بأن الصحفي غادر القنصلية. ولم تفسّر الرواية السعودية الجزء الذي أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" عن قيام ماهر المطرب، المقرب من ولي العهد بإجراء مكالمة من داخل القنصلية لمسؤول كبير قال فيها: "قل لرئيسك" إن المهمة أنجزت. وكما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" فـ"الرئيس" المقصود هو كما تعتقد المخابرات الأمريكية، محمد بن سلمان.
اقرأ أيضا: الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على 17 سعوديا بينهم القحطاني
وتحتوي الرواية السعودية الأخيرة على تناقضات أخرى. فمن المعروف أن خبيرا في الطب الجنائي المتخصص بالتشريح كان مع الفريق. وقال الأتراك إنه حضر إلى القنصلية ومعه منشار عظام لتقطيع جثة خاشقجي. ولكن السعوديين يحاولون خداع العالم والقول إن الخبير تم ضمّه إلى الفريق لتنظيف الأدلة، وأن المسؤولين في الرياض لم يكونوا يعرفون عنه. هذه الحزمة الواضحة من الأكاذيب تستدعي تحقيقا دوليا تقوده الأمم المتحدة كما طالب وزير الخارجية التركي هذا الأسبوع.
وتتهم الصحيفة إدارة دونالد ترامب بالمساعدة على التستر السعودي. فالعقوبات الأخيرة التي فرضتها لا تشمل حتى عسيري، المسؤول الذي أمر بالعملية. ويجب على الكونغرس كما تقول الصحيفة ألا يسمح بهذه الصورة الزائفة. ويجب أن يقوم بوقف كل صفقات الأسلحة والتعاون مع السعودية، حتى يتم استكمال تحقيق شامل في مسألة مقتل خاشقجي. فالتستر السعودي هو واحد من الأمثلة على التصرف المتهور وعلى غرور محمد بن سلمان.
وتحتم بالقول: "يجب الكشف عن القتلة الحقيقيين لجمال خاشقجي ومعاقبتهم".