هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لاراثون" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن رواج
"ما هو طبيعي" وأهمية هذه الظاهرة في جميع المجتمعات. وعموما، أصبحت
الصناعة على دراية بهذا التطور وهذا التغيير الذي طرأ على المجتمع.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن
المستهلك أصبح لا يقبل أي منتوج إلا بعد التأكد من أنه يعزز حماية الصحة ولا يضر
بالبيئة في الوقت نفسه. ومن جهتها، أخذت شركات التجميل هذا العامل بعين الاعتبار،
وأصبحت تراهن على مستحضرات التجميل الطبيعية.
في ظل هذا الوضع، أصبح البابونج الذي يزيل التورم والليمون الذي
يساعد على تطهير الشعر والأفوكادو الذي يملك قدرة عالية على ترطيب الجسم، من
المنتجات والمستحضرات الطبيعية التي تلاقي رواجا على نطاق واسع.
وأشارت الصحيفة إلى أن تضرر المستهلك من المنتجات المصنعة، هو السبب
الذي ساهم في رواج مستحضرات التجميل الطبيعية. وفي حقيقة الأمر، بمجرد قراءة
مكونات مستحضرات التجميل التقليدية، سيلاحظ أنها مكونة بالأساس من عناصر تم
تصميمها حصرا من أجل تسريع نتائج التحسّن، التي تظهر بمجرد تطبيق المستحضر على
الوجه. لكن، يعد لهذا التأثير السريع تبعات سلبية في
المستقبل.
ونقلت الصحيفة عن الخبيرة في الجمال الطبيعي، ماريا أنخيليس كالفو،
أن "مستحضرات التجميل التقليدية تحتوي على مكونات تسرّع من تأثيرها على
البشرة. لكن، على المدى الطويل، يؤدي هذا التسريع الإجباري في نتائج استعمال
المستحضر إلى ظهور مشاكل أخرى. وتضر هذه النتائج الجانبية بالشعر والبشرة على حد سواء، بسبب استخدام منتجات صناعية يرفضها الجسم".
وأوردت الصحيفة أنه يفضل استخدام الفواكه والزيوت النباتية بدلا من
البارابين الذي يعد له آثار جانبية على الصحة. وعلى الرغم من الترويج، إلا أن بعض
المنتجات خالية من البارابين، إلا أن صناعة مستحضرات التجميل قد أدرجت هذه المادة
في قائمة مكونات منتجاتها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن البارابين مادة كيميائية، لها خصائص مبيدة للجراثيم وتستخدم لتمديد صلاحية المنتجات. ونظرا لخطورة هذا المنتج،
حدّ الاتحاد الأوروبي من استخدامه منذ سنة 2011.
وبينت الصحيفة أنه يوجد عدد كبير من الأسباب التي تجعلنا نستهلك
مستحضرات التجميل الطبيعية. وعلى وجه الخصوص، تعد هذه المنتجات خالية من الروائح
المضافة والمواد الحافظة والعطور الاصطناعية. علاوة على ذلك، لا تدرج هذه المنتجات
في مكوناتها عناصر نفطية، وتعتمد فقط على منتجات طبيعية لا تضر بالصحة. من ناحية
أخرى، لا تخلّف مستحضرات التجميل الطبيعية نفايات سلبية تضر بالطبيعة.
في هذا السياق، أشارت الخبيرة إلى أنه "يحبذ اللجوء إلى
مستحضرات التجميل الطبيعية للعناية بالجمال. وبدلا من النفط، سنغذي بشرتنا بالزيوت
الأساسية والنباتية والعسل، وغيره من المواد الطبيعية التي تملك فوائد لا تحصى ولا
تعد".
ونقلت الصحيفة عن الخبيرة أنخيليس قولها، إن "هذه المنتجات
تساعد على الحصول على تحسينات مستمرة ودائمة لبشرتنا. وتساعد على أكسدة الجسم، كما
أنها لا تسبب الحساسية، وتعد آثارها الجانبية محدودة. فضلا عن ذلك، تساعد المنتجات
الطبيعية على تأخير الشيخوخة، كما أن استعمالها لا يتنافى مع الأخلاق ولا يهدد
الطبيعة، خاصة أنه لم يتم تجربة استعمالها على الحيوانات".
وفي الختام، أوردت الصحيفة أن رواج مستحضرات التجميل الطبيعية يعود
إلى ميل المستهلك إلى المنتجات الليّنة والطبيعية، وأيضا المنتجات التي تتوافق مع
المعايير الأخلاقية والمعنوية والبيئية. في الآن ذاته، لا تعود هذه الصناعة
المرتكزة على المنتجات الطبيعية على صحة الإنسان وجماله فقط، بل تعود أيضا بالنفع
على الاقتصاد على نطاق عالمي.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)