اقتصاد دولي

أزمة وقود جديدة تضرب روسيا.. ماذا طلب المنتجون؟

أعلنت الحكومة الروسية مؤخرا عن قرار رفع الضريبة على الوقود في السوق المحلية اعتبارا من الأول من يناير المقبل- جيتي
أعلنت الحكومة الروسية مؤخرا عن قرار رفع الضريبة على الوقود في السوق المحلية اعتبارا من الأول من يناير المقبل- جيتي

شهدت عدة مدن روسية ارتفاع أسعار وقود السيارات خلال الفترة الماضية، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الروسية البحث عن حلول دون اللجوء إلى رفع أسعار المحروقات.


وتطور الأمر إلى أزمة بين الحكومة الروسية ومنتجي النفط الذين وجهوا خطابا لرئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، يطالبون فيه برفع أسعار البنزين ما بين 4 إلى 5 روبلات للتر.


وفي رده على ذلك الخطاب، هدد مدفيديف الشركات النفطية بفرض تدابير تقييدية، مثل فرض رسوم تصدير على النفط ومشتقاته إن رفض المنتجون التعاون مع الحكومة للحفاظ على الأسعار عند مستوى نهاية أيار/ مايو الماضي.


وتشير معظم التقارير إلى أن ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية، وإغراء الأرباح الكبيرة التي يوفرها تصدير النفط ومشتقاته، سبب رئيسي للأزمة الحالية، لا سيما مع بروز مؤشرات تدفع للاعتقاد بأن الأسعار ستواصل ارتفاعها بحال قررت واشنطن فرض حزمة العقوبات المتشددة ضد روسيا خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر.


وكانت وكالة "إنتر فاكس" أشارت في تقرير مؤخرا إلى ارتفاع طفيف على أسعار البنزين والمحروقات في روسيا خلال الأسبوع الأخير من تشرين الأول / أكتوبر، وذلك وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط".

 

اقرأ أيضا: فورين بوليسي: ما حقيقة وجود حرب باردة بين أمريكا وروسيا؟


وتشير معطيات مركز إدارة مجمع الوقود والطاقة إلى أن أعلى نسبة ارتفاع على الأسعار كانت في مدينة توفا الروسية، حيث ارتفع سعر البنزين من الصنف الأول بنحو روبل روسي، وفي العاصمة موسكو ارتفع سعر اللتر من 7 إلى 15 كوبييك (الروبل 100 كوبييك)، ونحو 7 إلى 16 كوبييك في مقاطعة موسكو، ونحو 10 إلى 19 كوبييك في مقاطعة تفيير، وما بين 7 إلى 15 كوبييك في ليننغراد وريفها.


وبالتزامن مع تقرير ارتفاع الأسعار، قالت وسائل إعلام روسية، نقلا عن مصدر مطلع، إن شركات النفط الروسية وجهت خطابا لرئيس الوزراء الروسي ترجوه رفع أسعار المبيع للتر البنزين بنحو 4 إلى 5 روبلات دفعة واحدة اعتبارا من مطلع العام المقبل، إلا أن مصادر أخرى نفت توجيه طلب كهذا، وقالت إن الشركات النفطية إنما اشتكت للحكومة، وأوضحت في رسالة أنها تخسر نحو 4 إلى 5 روبلات روسية في كل لتر تبيعه في السوق المحلية، لكنها لم تطالب برفع الأسعار.


وأثار الحديث عن ارتفاع أسعار البنزين ووقود الديزل غضب رئيس الوزراء الروسي، الذي علق على هذا الوضع، وهدد الشركات النفطية بفرض رسوم "حماية" على الوقود، وطالب وزارة الطاقة الروسية بإجراء مشاورات مع الشركات النفطية، وقال: "إما أن يتم وضع وتبني خطة عمل واتفاقية واضحة للحفاظ على أسعار المشتقات النفطية عند مستواها الحالي، وإما سأضطر للتوقيع خلال أقرب وقت على قرار فرض رسوم حماية على النفط والمشتقات النفطية".


ونتيجة المشاورات التي أجراها ديمتري كوزاك، النائب الأول لرئيس الوزراء، وافق ممثلو الشركات النفطية على بيع الوقود للمحطات الخاصة بنفس الأسعار المعتمدة في المحطات التابعة لتلك الشركات، كخطوة بادرة حسن نية لضبط الأسعار محليا.


ومع أن المشاورات أدت إلى اتفاق بين الحكومة والقطاع النفطي، يحذر المراقبون من أن الأزمة لم تنته، وأن فصولها الأكثر تعقيداً ستكون على الأرجح خلال الأسابيع المقبلة، حتى مطلع العام المقبل، أي المرحلة التي ستخضع فيها السوق لعوامل تأثير سلبية، بعضها داخلي والآخر مرتبط بالوضع الجيوسياسي.


وأعلنت الحكومة الروسية مؤخرا عن قرار رفع الضريبة على الوقود في السوق المحلية اعتبارا من الأول من يناير (كانون الثاني) 2019، بزيادة 3700 روبل لكل طن من البنزين، و2700 روبل لكل طن من وقود الديزل، أي حتى 11.892 ألف روبل لطن البنزين، و8.258 آلف روبل لطن وقود الديزل.


وفي الوقت ذاته، سيبدأ العمل مطلع العام المقبل بخطة "إنهاء المناورة الضريبية" التي تنص بما في ذلك على تخفيض تدريجي على رسوم صادرات النفط، لتصل حتى الصفر، وضمن هذه التدابير تتراكم مغريات التوجه لتصدير الكميات الأكبر من الإنتاج بهدف جني قدر أكبر من الأرباح، وهو ما سينعكس سلبا على الوضع في السوق المحلية.

التعليقات (0)