هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي خبير في الشؤون العربية، إن "إسرائيل تنقض على الدول العربية عقب زيارات مسؤوليها لعدد منها، لا سيما في الخليج العربي، ولم تتصدر القضية الفلسطينية أجندة مباحثاتهم، في ظل المخاوف المشتركة بين إسرائيل وهذه الدول من إيران، ورؤية الجانبين لبعضهما حلفاء جددا لمواجهة هذا التهديد، ما يعني أننا قد نكون أمام حملة تطبيع عربية إسرائيلية قبل التوصل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وأضاف يوني بن مناحيم، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية في موقع نيوز ون الإخباري، ترجمته "عربي21"، أن "هذه الحملة بدأت الحديث عن زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان، تلاه وزير الاستخبارات يسرائيل كاتس، فيما وصلت وزيرة الرياضة ميري ريغيف إلى إمارة أبو ظبي، ووصل وفد رياضي إسرائيلي إلى قطر، كما وصل وزير الاتصالات أيوب قرا إلى إمارة دبي".
وأوضح أن "الدولة القادمة في سلسلة الزيارات الإسرائيلية ستكون البحرين، عقب إشادة وزير خارجيتها بسلطان عمان على دعوته لنتنياهو لزيارتها، وقد أعلن الأخير بنفسه قبل أيام أن زيارات إسرائيلية قادمة ستكون إلى الدول العربية".
وأشار بن مناحيم، الضابط الإسرائيلي السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، إلى أنه "في ظل رفع العلم الإسرائيلي، وإسماع النشيد الوطني الإسرائيلي في أبو ظبي، تعززت القناعة بأن إسرائيل سجلت إنجازات دبلوماسية مهمة من خلال زيارتها لتلك الدول العربية، ولم تعد كيانا معاديا كما جرت العادة على تسميتها".
وأوضح أنه "بعد أن كان الشرط العربي للتطبيع معها هو قبولها بالمبادرة العربية للسلام، فقد استطاع نتنياهو إقناعها بخطته السياسية في ظل تطورين هامين: تنامي العداء العربي لإيران، ورؤية مخاطرها المتزايدة، والدعم الذي يحظى به من الرئيس دونالد ترامب حول التطبيع مع الدول العربية".
وأكد أن "الزيارات الإسرائيلية للدول العربية تمت دون أن تشير أي منها لإعلان الولايات المتحدة أن القدس عاصمة لإسرائيل، أو التوتر الأمني الحاصل على حدود قطاع غزة منذ سبعة أشهر، حتى أن الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية لم يأت أحد على ذكره، والخشية الفلسطينية أن تعتاد الدول العربية على هذه السياسة الإسرائيلية".
وأوضح بن مناحيم، الباحث في المعهد المقدسي للشؤون العامة والدولة، أن "إسرائيل ليس لديها أي علاقات دبلوماسية عربية باستثناء مصر والأردن، فيما وافق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على لقاء علني مع نتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، فيما تحصل خلف الكواليس اتصالات أمنية واستخبارية مع عدد من الدول العربية، مع أن الاتصالات العربية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة تتزامن مع اقتراب إعلان ترامب عقوبات جديدة على إيران".
وختم بالقول إن "الزيارات الإسرائيلية الأخيرة للدول العربية أثبتت أنه يمكن إجراء اتصالات دبلوماسية مع الدول العربية، دون التوصل لاتفاق سياسي مع السلطة الفلسطينية، ويمكن أن يعتاد عليها المواطنون العرب رغم الرفض الفلسطيني لها؛ ولذلك فإن المطلوب اليوم أن تستمر إسرائيل بجهودها السرية لإقناع المزيد من الدول العربية بتوجيه دعوات للوفود الإسرائيلية لزيارتها بعواصمها، وكشف اتصالاتهما السرية، كي تصبح علنية".