ملفات وتقارير

لماذا يتقلب المصريون في أزمات نقص بعض المحاصيل الزراعية؟‎

جادو: أصل مشكلة المحاصيل الزراعية المتكررة فى مصر هي إهمال الفلاح وعدم الاهتمام به- جيتي
جادو: أصل مشكلة المحاصيل الزراعية المتكررة فى مصر هي إهمال الفلاح وعدم الاهتمام به- جيتي
منذ عدة سنوات يتقلب المصريون في أزمات نقص بعض المحاصيل الزراعية على مدار السنة، مثل الطماطم والبطاطس والثوم والبصل والكوسة وغيرها، وترتفع أسعارها بشكل كبير يجعلها أغلى بكثير من بعض أنواع الفاكهة.

 غياب البحث العلمي

من جهته أكد مدير إحدى الجمعيات الزراعية بالأقصر، المهندس الزراعي عبدالكريم دياب، أن السبب وراء تقلبات الأسعار التي تشهدها بعض الحاصلات الزراعية، "هو تراجع إنتاج بعض المحاصيل نتيجة اختلاف مواعيد زراعة عروات البطاطس والطماطم وبالتالي تأخر إنتاجها؛ بسبب اختلاف المناخ".

 وقال في حديثه لـ"عربي21" إنهم حذروا قبل سنوات من التغيرات المناخية، مضيفا: "عقدنا مؤتمرات بهذا الصدد وخرجنا بتوصيات مهمة لكن للأسف لم يؤخذ بها، فعلى سبيل المثال كان يتم زراعة البطاطس في عروة أيلول/ سبتمبر، ولكنها تأجلت إلى تشرين الأول/ أكتوبر وما بعده نتيجة التغير المناخي، وبالتالي حدث ما يسمى بفاصل عروة ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وكذلك الطماطم كانت العروة النيلي تزرع في تموز/ يوليو، والمحيرة في أيلول/ سبتمبر، ولكن تضاءلت الأولى، وألغيت الثانية".

 وحمّل دياب مراكز البحوث الزراعية التابعة لوزارة الزراعة السبب في عدم إيجاد حلول لمثل هذه المشاكل، قائلا:"مراكز البحث العلمي لم تقدم أصناف بذور جديدة تتحمل درجات الحرارة المتغيرة المرتفعة في الصعيد، والرطوبة الزائدة في الدلتا".

وتساءل دياب: "كم صنف أنتجته مراكز البحوث ملائم للتغيرات المناخية في مصر؟ على الرغم من وجود 12 مزرعة بحثية على مستوى الجمهورية، وأقل مزرعة بحثية مساحتها200 فدان، ما تم إنتاجه أصناف جديدة في القمح، وصنف من الفول فقط، وماذا عن باقي الأصناف، لا بد أن يعمل البحث العلمي وينتج للمزاعين أصنافا جديدة".

أزمات عفى عنها الزمن

الصحفي المصري، المتخصص في الشؤون الزراعية، جلال جادو، قال لـ"عربي21" إن "أصل مشكلة المحاصيل الزراعية المتكررة فى مصر هي إهمال الفلاح وعدم الاهتمام به، ورفع الدعم عنه بصورة كاملة تقريبا عن مستلزمات العملية الزراعية"، مشيرا إلى "تراجع كميات المنتجات الزراعية فى مصر حسب تقريرالجهاز المركزي للإحصاء، الذى أصدره تزامنا مع اليوم العالمي للغذاء".

 وأضاف: "وفقًا للتقرير فإن إنتاج الحبوب (قمح، شعير، ذرة شامية بيضاء، ذرة رفيعة، أرز) انخفض إلى 19.1 مليون طن عام 2016/ 2017 مقابل 21.0 مليون طن عام 2015/2016 بنسبة انخفاض قدرها 9.0? وهذه نسبة مرعبة فى الحقيقة وكاشفة لأوضاع الزراعة في مصر، وهذا الكلام ينطبق على الأرز وغيره من الزراعات فى مصر".

ورأى أن زيادة المساحة المنزرعة من محصول أو تقليصها يلحق خسائر فادحة بالفلاح، قائلا:"وصلت مساحات البطاطس وبحسب إحصائيات الزراعة إلى 521 ألفًا و741 فدانًا عام 2016/2017 بينما كانت المساحة  376.6 ألف فدان عام 2015/2016 هذه الزيادة الكبيرة أدت لانخفاض كبير في سعرها مما دفع الكثير من الفلاحين إلى التوقف عن زراعتها الموسم الحالي؛ لأنها زراعة مكلفة جدا".

واعتبر جادو أن إدارة الأزمة بشكل أمني "هو شكل من أشكال الغباء في معالجة الأزمات، ولكن يبدو وكعادته فى المتاجرة بأزمات المصريين استغل الجيش هذه المشكلة ليدخل هذا المجال عن طريق زراعة مساحات هائلة من الأراضي التى يملكها بحسب قول أحمد الشربيني، أمين عام جمعية منتجي البطاطس، إن القوات المسلحة جهزت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية لزراعة البطاطس".
0
التعليقات (0)