سياسة دولية

"ديلي بيست": عسيري التقى ترامب وممثلا إسرائيليا بواشنطن

ناقشت الاجتماعات التكتيكات الاقتصادية والإعلامية والعسكرية لإضعاف النظام الإيراني- واس
ناقشت الاجتماعات التكتيكات الاقتصادية والإعلامية والعسكرية لإضعاف النظام الإيراني- واس

قال موقع أمريكي، إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أرسل نائب رئيس الاستخبارات المقال، اللواء أحمد عسيري، إلى واشنطن، للقاء ترامب وممثل عن الجانب الإسرائيلي.

 

وتحدث موقع "ديلي بيست" الأمريكي، عن انعقاد مجموعة من اللقاءات بين عسيري، المتورط في قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، ومايكل فلين إلى جانب أعضاء آخرين من فريق ترامب الانتقالي، التي تمحورت حول تغيير النظام في إيران.

 

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن  ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان قد أرسل الجنرال عسيري لحضور هذه الاجتماعات، التي امتدت على مدى يومين من أوائل شهر كانون الثاني/ يناير من سنة 2017.

 

وحسب مصدر مطلع على التحقيقات، أجرى فريق المستشار الخاص روبرت مولر تحقيقا في حيثيات هذه الاجتماعات، كجزء من تحقيقه في محاولات بعض الحكومات الأجنبية التأثير على حملة ترامب وكسب نفوذ لها في البيت الأبيض.


وذكر الموقع أن هذه الاجتماعات كانت بمشاركة ووساطة رجل الأعمال الأمريكي من أصول لبنانية جورج نادر، الذي تجمعه علاقات بقادة الإمارات، كما كان من بين الحضور المستشار السابق لترامب ستيف بانون، والإسرائيلي جويل زامل المختص في استراتيجية وسائل الإعلام الاجتماعية، الذي تم استجوابه من قبل مولر بشأن الدور الذي لعبه في حملة ترامب الانتخابية، ولكن تجدر الإشارة إلى أن المتحدث باسم مولر قد رفض التعليق على هذه المسألة.


وبين الموقع أن المشاركين في هذا الاجتماع ناقشوا استراتيجية متعددة الأبعاد للإطاحة بالنظام الإيراني الحالي، شملت تكتيكات اقتصادية ومعلوماتية وعسكرية لإضعاف حكومة طهران، وفي مطلع هذه السنة، ورد في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن نادر كان يروج لمخطط للإضرار بالاقتصاد الإيراني، وقد أرسل هذه الخطة للمسؤولين السعوديين والإماراتيين والأمريكيين في ربيع 2017، ومن غير الواضح ما إذا تم المضي قدما في هذا المخطط أم هو جزء من مشروع أكبر.


ونقل الموقع عن المتحدث الرسمي باسم جويل زامل أن موكله تحدث فعلا مع مكتب المستشار الخاص مولر بشأن الأمور المتعلقة بأعماله، بيد أنه لم يعلق على اجتماعات كانون الثاني/ يناير 2017. ومن جهته، لم يعلق بستيف بانون على هذه المسألة، وينطبق الأمر ذاته على محامي مايكل فلين.

 

اقرأ أيضا: بعد عسيري.. ابن سلمان يرأس اجتماعا لإعادة هيكلة الاستخبارات


وأشار الموقع إلى أن الاجتماعات التي تحدثت عنها صحيفة "نيويورك تايمز" تظهر عمق الجهود المبذولة من قبل المسؤولين الأجانب وسماسرة السلطة للتأثير على السياسة الخارجية الأمريكية وإدارة ترامب بشأن المواضيع الأكثر حساسية. وقد أجريت النقاشات في نيويورك في وقت كان يعمل فيه فريق ترامب على استراتيجية إيران ويبحث عن شركاء يعملون على خطط لمجابهة نفوذ طهران، في الأثناء، كان كل من القادة السعوديين والإماراتيين يعملون على إفشال مساعي خصومهم في المنطقة، بما في ذلك إيران.


وحسب مسؤول سابق في البنتاغون فإنه "من المنطقي أن يعقد الجنرال عسيري اجتماعات مع فريق ترامب في تلك الفترة بالذات، ذلك أن فريق ترامب كان يلتقي بالعديد من القادة المؤثرين الأجانب، والسعودية كانت من بين الدول التي أرادت المشاركة في جميع المشاريع المناهضة لإيران".


وأكد الموقع أن اجتماعات نيويورك لا تكشف عن تفاصيل أولى اللقاءات التي جمعت فريق ترامب بالمسؤولين السعوديين فحسب، بل تسلط الضوء أيضا على علاقة ترامب برجل الأعمال الإسرائيلي جويل زامل المقرب من المخابرات الإسرائيلية، وحسب تقرير صحيفة نيويورك تايمز فإن زامل اقترح خطة على ترامب سنة 2016 للفوز في الانتخابات الرئاسية، بيد أن محاميه أنكر تدخله في الحملة الانتخابية مؤكدا أنه ليس مستهدفا من قبل تحقيقات مولر.


ونقل الموقع عن الباحث المقيم في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، حسين إبيش، أن مؤسسة جويل زامل "ويكيسترات" ليست مجرد شركة استشارية نموذجية، بل تقدم خدمات استخباراتية، وأضاف إبيش أنه عندما يتعلق الأمر بمناقشة إمكانية تغيير النظام في إيران فإنه من الطبيعي أن يكون من بين المشاركين في هذه الاجتماعات أصحاب مصلحة مثل ممثلي شركة "ويكيسترات".


ونوه الموقع إلى أن تفاصيل اجتماعات سنة 2017 توضح أن جويل زامل كانت لديه طموحات أبعد من مجرد مساعدة ترامب في حملته الانتخابية للتغلب على هيلاري كلينتون. وحسب مصادر "ديلي بيست"، سافر جويل زامل إلى نيويورك لعرض فكرة الإطاحة بالنظام الإيراني على الجنرال عسيري وفريق ترامب، حيث قدم تكتيكات لكيفية تقويض حكومة البلاد.


وأورد الموقع أن فريق ترامب مهد الطريق أمام السعودية والإمارات وإسرائيل لتحقيق ما يصبون إليه، بعد سنوات من الإحباط من إدارة أوباما بسبب الموقف الذي اتخذته من إيران وتوسطها في الاتفاق النووي.

 

ومن جهته، تعهد دونالد ترامب بإعادة النظر في الاتفاق النووي واتخاذ قرارات حاسمة ضد النظام الإيراني.


وفي الختام ذكر الموقع أن اجتماعات كانون الثاني/ يناير 2017 كانت جزءا من موجة من الزيارات التي أجراها قادة أجانب لبرج ترامب، من بينها الزيارة التي أداها ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الذي ناقش سياسة إيران مع كل من بانون وفلين وجاريد كوشنر، وقد عكست هذه الاجتماعات مساعي كل من السعودية والإمارات لتكوين مجموعة ضغط في إدارة ترامب ضد خصومهم الإقليميين قطر وإيران.

 

يشار إلى أن الملك سلمان أقال اللواء أحمد عسيري من منصبه، بعد تورطه في قضية قتل الكاتب جمال خاشقجي داخل مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول.

التعليقات (0)