نشرت وكالة "
بلومبيرغ"
الأمريكية تقريرا أشارت فيه إلى أن دراسة جديدة قالت بأن السيارات الكهربائية ليست
نظيفة بيئيا بشكل تام، فهي على الرغم من أن انبعاثها من ثاني اكسيد الكربون
يساوي صفرا، إلا أن صناعة بطاريتها تسبب انبعاثات ضارة بالبيئة.
وقال التقرير الذي
ترجمته "
عربي21"، بأن بعض السيارات التي تعمل بمحرك الديزل يكون تلويثها
للبيئة أقل خلال أول 3 سنوات، بينما السيارة الكهربائية خلال وجودها بالشارع تكون
نظيفة تماما على البيئة ولكن المشكلة بتصنيع بطاريتها.
وذكر التقرير بأن
كبرى شركات تصنيع السيارات تخطط لزيادة إنتاج السيارات الكهربائية، وذلك لخفض انبعاثات
ثاني أكسيد الكربون، التي ساهمت بظاهرة الاحتباس الحراري، ولكنهم في الوقت نفسه يصنعون
بطاريات أيونات الليثيوم في دول ما زالت تستخدم الفحم لتوليد الطاقة للمصانع، مما
يساهم بزيادة التلوث.
وتعتبر ألمانيا إحدى
تلك الدول التي ما زالت تعتمد بشكل كبير على الفحم في إنتاج الطاقة، وهو مصدر كبير
للغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون بحسب الخبير في العناية بالبيئة مأمون
العبد.
وقال مأمون العبد
في حديث لـ"
عربي21": "الفرق بين السيارة العادية والكهربائية،
هو أن الأولى تستخدم الوقود البترولي الضار بالبيئة، بينما الثانية وهي تسير لا
تضر البيئة لكن عملية صناعة بطاريتها هي الضارة بالبيئة".
وتابع: "هناك
أيضا مشكلة لدى المطالبين بالحفاظ على البيئة، وهي التركيز فقط على السيارات التي
تستخدم الوقود الأحفوري، ولا تركز على أن تصنيع السيارة الكهربائية يضر، إضافة
للضرر الناجم عن الطائرات أيضا".
وأوضح العبد بأن
"كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعث من طائرة ركاب توازي، نفس الكمية المنبعثة
من 336 سيارة، حيث تنتج الطائرة 184 كلج من ثاني أكسيد الكربون لكل راكب، أما
السيارة فتنتج 104 كلج".
وأشار الخبير
البيئي مأمون العبد إلى "أن حل مشكلة تلوث البيئة نتيجة لصناعة بطارية
السيارة الكهربائية في مصانع تستخدم الفحم، يتم عبر استخدام طاقة نظيفة لهذه
المصانع".
ولفتت وكالة
"بلومبيرغ" في تقريرها إلى أنه بحلول عام 2021 سيتم تصنيع بطاريات لأكثر
من 10 ملايين سيارة تعمل على حزم 60 كيلو واط ساعة، وسيأتي معظمها من دول مثل الصين
وتايلاند وألمانيا وبولندا، التي تعتمد على مصادر غير متجددة مثل الفحم للكهرباء.
ويقول "أندرياس
راديكس" وهو شريك إداري في شركة "بيريلز ستراتيجي أدفايزورز" الاستشارية
ومقرها في ميونخ والتي أجرت الدراسة، "إننا نواجه موجة انبعاث إضافية من ثاني
أكسيد الكربون، وهو ما يؤكد أن السائقين في ألمانيا أو بولندا ربما لا يزالون أفضل
حالا في ظل استخدام محرك ديزل فعال".
وقال التقرير
لتصنيع بطارية سيارة تزن ما يزيد عن 500 كيلوغرام، سوف تصدر ما يصل إلى 74 بالمائة
من ثاني أكسيد الكربون أكثر من سيارة من تقليدية تسير بالشارع، وذلك إذا تم تصنيعها
في مصنع يعمل بالوقود الأحفوري في مكان مثل ألمانيا وفقا للدراسة.
وختمت الوكالة
تقريرها بالقول: "لم يضع المنظمون مبادئ توجيهية واضحة بشأن الانبعاثات
الضارة من ثاني أكسيد الكربون المقبولة على دورة حياة السيارات الكهربائية، حتى مع
تحرك دول أمثال الصين وفرنسا والمملكة المتحدة لفرض حظر صارم على محركات الاحتراق.