هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الأربعاء عن هوية سبعة أشخاص قال إنهم من ضمن الفريق الذي يشتبه بأنه نفذ "عملية قتل" الإعلامي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى بعد مراجعته قنصلية بلاده في إسطنبول.
وقال الموقع في التقرير -الذي ترجمته "عربي21"- إنه "بإمكانه الكشف عن أن سبعة من الخمسة عشر رجلاً الذين يشتبه بمشاركتهم في عملية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ينتمون إلى فرقة الحراسة والحماية الشخصية لولي العهد محمد بن سلمان".
ويشير الموقع إلى أن المشتبه بهم "توجهوا إلى منزل القنصل العام السعودي حيث تناولوا العشاء بعد أن قتلوا خاشقجي وقطعوا جسده داخل القنصلية، بحسب نقل الموقع عن مصدر في مكتب مدعي عام إسطنبول.
ولفت إلى أن "معظم المشتبه بهم ضباط برتب عليا، وكانوا ممن رافق ولي العهد في زياراته الدبلوماسية إلى المملكة المتحدة وفرنسا في وقت مبكر من هذا العام.".
ويضيف: حصل ميدل إيست آي على وثيقة صادرة عن وزارة الداخلية السعودية تشتمل على بيانات مفصلة للمشتبه بهم بما في ذلك رتبهم العسكرية وتواريخ ميلادهم وأرقام جوازات سفرهم وأرقام هواتفهم ومتى رافقوا ابن سلمان في رحلاته الخارجية. وجميع هؤلاء هم من أفراد قوة الأمن والحماية الخاصة بولي العهد"،مستدركا: "لن ينشر ميدل إيست آي الوثيقة حماية لمصادرها الخاصة".
ويقول الموقع: "إثبات أن هؤلاء الرجال السبعة هم أعضاء برتب عليا في فريق الحماية الخاص بولي العهد وأنهم سافروا معه بانتظام في رحلاته الهامة من شأنه أن يعقد الجهود التي تبذل حالياً للنأي بابن سلمان عن التحقيق الذي يجري في إسطنبول في واقعة الجريمة".
ثلاثة من المشتبه فيهم زاروا بريطانيا
ويشير إلى أن ثلاثة على الأقل من هؤلاء العناصر رافقوا ابن سلمان في زيارته إلى بريطانيا في شهر مارس/آذار، وهم: ملازم أول ذعار غالب ذعار الحربي ورقيب أول وليد عبد الله الشهري وعبد العزيز محمد موسى الهوساوي.
كما أن اثنين منهم على الأقل رافقا ولي العهد في رحلته إلى فرنسا في أبريل/ نيسان. وهؤلاء هما اللواء ماهر عبد العزيز محمد مطرب والعقيد بدر لافي محمد العتيبي.
ويقول الموقع إنه حاول الاتصال بأرقام الهاتف السعودية الخاصة بالأشخاص السبعة، والواردة في الوثيقة، ولكن معظمها قد فصل من الخدمة، بينما ظل أحدها يرن دون أن يرد أحد عليه. وهناك رقم واحد رد عند الاتصال عليه شخص قال إنه ليس الرجل الذي ورد اسمه في الوثيقة.
وكانت وسائل الإعلام التركية نشرت أسماء وصور الخمسة عشر المشتبه فيهم في الأسبوع الماضي، بعد أن قالت مصادر مقربة من التحقيق في تصريح لـ"ميدل إيست آي" ولغيرها من وسائل الإعلام إن الادعاء يشك في أن خاشقجي قتل وقطع جسده بعد وقت قصير من دخوله إلى القنصلية في إسطنبول يوم الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر.
وصل عدد من المشتبه فيهم إلى مطار أتاتورك على متن طائرات تجارية في الساعات الأولى من يوم الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، بينما وصل الآخرون على متن طائرة خاصة في وقت لاحق من صباح ذلك اليوم قادمين من الرياض. ثم ما لبثت طائرة خاصة ثانية أن هبطت في إسطنبول عصر ذلك اليوم، بينما سافر ثلاثة من المشتبه بهم أيضاً على متن رحلات تجارية.
وسجل المشتبه بهم في فندقين قريبين من القنصلية السعودية ولكنهم غادروا البلاد خلال ساعات من وصولهم، حيث غادر ثلاثة عشر من الخمسة عشر مشتبها فيهم إسطنبول على متن طائرتين خاصتين مساء الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، بينما غادر الاثنان الأخيران على متن رحلات تجارية في الساعات الأولى من صباح الثالث من أكتوبر/تشرين الأول.
"المنسق" المشتبه فيه
ويتحدث الموقع أنه تم التعرف من قبل المحققين على ماهر مطرب، وهو الضابط الذي يحمل أعلى رتبة من بين السبعة الذين ذكرت أسماؤهم وثيقة وزارة الداخلية، بكونه "منسق العملية" بحسب ما صرحت به مصادر تركية للموقع.
ويقول المحققون إن مطرب هو الذي استأجر الطائرتين الخاصتين لتنفيذ المهمة وكان واحداً من اثنين من المشتبه فيهم سافرا باستخدام جوازات سفر دبلوماسية.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز تعرفت على ماهر مطرب من قبل بكونه دبلوماسياً كان يعمل في السفارة السعودية في لندن بناء على ما ورد في قائمة دبلوماسية صادرة عن وزارة الخارجية البريطانية في عام 2007.
كما حصلت الصحيفة على صور لمطرب أثناء وقوفه حارساً إلى جانب ولي العهد أثناء زيارات قام بها إلى كل من إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
يشار إلى مطرب في هذه الوثيقة على أنه "مهندس اتصالات" وكذلك "مرافق أمني" لولي العهد، بينما هناك شخصان من الأسماء المذكورة في القائمة لم يرد أنهما رافقا ابن سلمان في زياراته إلى لندن وباريس، إلا أنهما يحتلان مراتب عليا، وهما الرائد نايف حسن سعد العريفي والعميد منصور عثمان أبا حسين، وكلاهما يوصف بأنه "ضابط دعم (أمن وحماية) لولي العهد السعودي.
خبير تشريح الجثث
وهناك رجل ثامن -بحسب الموقع- تم التعرف عليه من الأشرطة الصوتية التي كُشف لميدل إيست آي عن محتوياتها، وهو صلاح محمد الطبيقي الذي قام بمهمة تقطيع أوصال جسد خاشقجي بعد أن تم تخديره وهو على قيد الحياة.
ويشير الموقع إلى أن الطبيقي يتبوأ موقعين كبيرين، الأول رئيس قسم الأدلة الجنائية في إدارة الأمن العام السعودي، والثاني رئيس المجلس العلمي للطب الشرعي بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء أن الطبيقي نشر أبحاثاً حول التشريح والتشريح المتنقل للجثث وقالت إن وجوده ضمن المشتبه فيهم "يشير إلى أن القتل ربما كان جزءاً من الخطة الأصلية".
ومن المحتمل بحسب الموقع، أن يؤدي الكشف عن العلاقات الوثيقة بين ابن سلمان وسبعة من الخمسة عشر مشتبه فيهم إلى "زيادة الشكوك بأن ولي العهد كان على علم. إذ لا يعقل أن عملية شارك فيها عناصر رفيعو المستوى من داخل فريق الأمن والحماية الخاص به يمكن أن تجاز دون علمه أو دون أوامر صريحة صادرة عنه".
وكان الرئيس ترامب غرد الثلاثاء قائلاً إن ابن سلمان "نفى نفياً قاطعاً أن يكون على علم بما جرى" في إسطنبول وأنه قد أمر بإجراء "تحقيق كامل وتام في هذه القضية".
وتحدث ترامب مع ابن سلمان أثناء زيارة يقوم بها إلى الرياض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في وقت تسلط فيه الأضواء بكثافة بسبب اختفاء خاشقجي على التحالف الوثيق القائم بين ولي العهد السعودي والبيت الأبيض.
وصرحت وزارة الخارجية البريطانية لـ"ميدل إيست آي" بأنه سيتوجب عليها الطلب من المسؤولين السعوديين تأكيد هوية أعضاء الوفد المرافق لولي العهد أثناء زيارة ابن سلمان إلى لندن.