هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
الكلام الذي قاله وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة في نيويورك “غريب جدا” ولا يمكن تفسيره إلاّ بتحوّل كبير داخل السياسة الخليجية، تحوّل تم تكليف الوزير المذكور للإعلان عنه، مرددا بصوت مرتفع ما كان يقال في الجلسات المغلقة سرّا!
وإلاّ ما معنى أن يكشف الوزير خالد بن أحمد آل خليفة عن استعداده ودول الخليج الحليفة (السعودية والإمارات تحديدا) للحوار مباشرة مع بشار الأسد، مضيفا في تصريحات نقلتها قناة “العربية الحدث” ضمن برنامج “الحوار الدبلوماسي” قبل يومين، إن الأسد هو الطرف الشرعي في البلاد!..” وبأننا (أي دول مجلس التعاون الخليجي) لا نتعامل سوى مع الأطراف التي تمثل الشرعية، وليس مع تلك التي تريد إسقاط الدول والأنظمة”!
سبحان الله.. ما الذي تغيّر فجأة ومن دون مقدمات، هل نحن من تغيّرنا؟ أم الوزير البحريني؟ أم أنّ الوضع في المنطقة هو الذي اختلف وتبدل؟ فحين يقول آل خليفة وهو يحتضن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ويتبادل معه العناق والضحكات والابتسامات في نيويورك، إنه مستعد للتحاور مع الأسد وليس مع من يريد سقوطه، يحق لنا التساؤل: من “هذا” الذي كان يسعى لإسقاط الأنظمة ويتعاون مع الجماعات المسلحة، بل ويمولها لتحقيق هذا الهدف؟ أليست تلك الأنظمة الخليجية والتي قالتها صراحة وأعلنتها مرارا وتكرارا أمام الملأ، وآخرها تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالقول إنه يجب أن يسقط بشار الأسد من منصبه إن آجلا أو عاجلا؟
الوزير البحريني خالد آل خليفة يقول في اللقاء التلفزيوني ذاته إن “الهدف من التحاور مع السوريين سببه اكتشاف القيادات الخليجية فجأة أنه ليس من اللائق عدم التدخل في سوريا وتركها للاعبين إقليميين آخرين”، في إشارة واضحة ومباشرة لإيران، كلام عجيب وغريب، ليس مستبعدا أن يكون الوزير البحريني قد خرج به للعلن بعد ما حصل على الموافقة لقوله من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومن الرجل القوي في الإمارات محمد بن زايد، فقد بات واضحا للجميع أن هنالك تغييرا في السياسة بالمنطقة، تغيير نخشى أنه يتجه نحو الأسوأ طالما تبدلت الأدوار فيه فقط مع الاحتفاظ بنفس اللاعبين.
عن صحيفة الشروق الجزائرية