سياسة عربية

شابة بلجيكية تروي تجربة انضمامها لـ"داعش" بالرقة (شاهد)

كاساندرا بوداغ قالت إنها حاولت الهروب من التنظيم لكن زوجها كان يمنعها- يوتيوب
كاساندرا بوداغ قالت إنها حاولت الهروب من التنظيم لكن زوجها كان يمنعها- يوتيوب

كشفت "داعشية بلجيكية" سابقة تدعى كاساندرا بوداغ، عن تفاصيل تجربتها مع تنظيم الدولة طيلة أربع سنوات قضتها في مدينة الرقة السورية، حيث كانت زوجة لأحد "أمراء" التنظيم السابقين، وهروبها من قبضة التنظيم.


وقالت بوداغ في مقابلة مع شبكة "رووداو" الكردية إنها لحقت بزوجها إلى سوريا عبر الأراضي التركية بعد شهر واحد من وصوله على الرقة، مشيرة إلى أنها أرادت الهرب من التنظيم لكن زوجها منعها وعليه كنتُ أنتظر موته لأتمكن من الخروج.


وتاليا نص الحوار كما ورد على الموقع العراقي الكردي:


أنت سيدة بلجيكية، كيف سمعتِ بتنظيم الدولة، وكيف تواصلتِ مع التنظيم، وهل كنتِ تحلمين بإقامة "دولة إسلامية" في الشرق الأوسط؟


كاساندرا بوداغ: زوجي كان مسلما "جهاديا"، وكان لديه أصدقاء في سوريا تواصلوا معه وعرضوا عليه المجيء إلى سوريا، وشرحوا له الطريقة التي يمكنه المجيء من خلالها، وبعد ذلك توجه زوجي إلى تركيا ومنها إلى سوريا، ومن ثم لحقتُ به إلى هناك بعد شهر واحد.


كيف رأيتم تنظيم الدولة، وفي أي مدينة سورية مكثتم أكثر، وما هي المهام التي أوكلت إليكم؟


كاساندرا بوداغ: مكثتُ في مدينة الرقة لأربع سنوات، حيث كان زوجي يعمل في تفخيخ السيارات، وكانت الحياة في ظل التنظيم صعبة، حيث كان أعضاء "الحِسبة" يلاحقون الناس في الأماكن العامة ويتدخلون في شؤونهم الخاصة، بما فيها ملابسهم، كما كان التنظيم يقتل الناس بتهمة الكفر، وعليه لم يكن العيش بمعزلٍ عن الخوف ممكنا.


حين كنتم في أوروبا، كان يقال لكم إن تنظيم الدولة صاحب مشروع جيد، ولكن بعد أن جئتم إلى سوريا ومكثتم في مدينة الرقة لأربع سنوات، كيف رأيتم التنظيم، وكيف أصبحت نظرتكم لهذا التنظيم؟


كاساندرا بوداغ: كان زوجي سعيدا جدا ويحب "الدولة الإسلامية"، ولم يكن راغباً بالعودة أبدا، بعكس عائلته التي كانت تطالبه بالعودة إلى فرنسا، وأن ما يقوم به خطأ، ولكن زوجي لم يكن يستمع لأحد، حتى أنا طلبت منه أن نعود إلى فرنسا، ولكنه كان عنيدا وأصرَّ على البقاء في الرقة، وكان يقول إنه يرغب بـ"الشهادة"، وأنا من جهتي كنت أسكن معه في البيت ولم تكن هناك مشاكل، إلى أن بدأتُ أسمع بالكثير من الأخبار حول "الدولة"، وبدأتُ أخاف وأقول لنفسي إن عليَّ الخروج من هذا المكان، ولكن زوجي لم يكن يسمح لي بذلك، وعليه كنتُ أنتظر موته لأتمكن من الخروج.


قلتِ إنكم دخلتم إلى سوريا عن طريق تركيا، في أيِّ مدينة تركية أقمتم، ومع من كانت علاقاتكم، وكيف دخلتم إلى سوريا؟


كاساندرا بوداغ: توجهتُ بالطائرة من بلجيكا إلى إسطنبول، ومنها إلى مدينة أورفا، وكان المُهرب ينتظرنا، وقد مكثنا ليلةً واحدة في ريف هذه المدينة على بعد ساعة أو ساعة ونصف من الحدود السورية، وفي الصباح دخلنا إلى سوريا.


أنتِ تزوجتِ ثلاث مرات ضمن صفوف تنظيم الدولة، كان آخرها من المدعو "أبو سليمان الجزائري" الذي كان "أميرا" في التنظيم، ومسؤولا عن تفخيخ السيارات، أين هو "أبو سليمان" حالياً، وكم من الأطفال أنجبتِ منه؟


كاساندرا بوداغ: زوجي أبو سليمان مات قبل عام من الآن، وليس لي أطفال منه، وقد مات في سيارة مفخخة خلال حصار الرقة.


هل أنتِ نادمة على الانضمام لتنظيم الدولة، أم أنك ما زلتِ تؤمنين بالشريعة الإسلامية وتنظيم الدولة؟


كاساندرا بوداغ: كان مجيئي ومجيئ جميع الناس إلى تنظيم الدولة خطأً كبيراً، وكان يفترض ألا ينضم أحد لهذا التنظيم، وأنا الآن خارج هذا التنظيم، وأنتظر أن تعيدني حكومة بلادي.


بعد أن أيقنتم أن قرار الانضمام لتنظيم الدولة كان خاطئا، كيف تمكنتِ من الفرار من التنظيم، وكيف سلمتِ نفسكِ لقوات سوريا الديمقراطية؟


كاساندرا بوداغ: مات زوجي خلال حصار الرقة، وأنا كنتُ أعلم أن هناك وحدات حماية المرأة، وقد سلمتُ نفسي لهذه الوحدات التي نقلتني بدورها إلى المخيم.

بعد أن تمكنتِ من الفرار من تنظيم الدولة وسلمتِ نفسكِ لقوات سوريا الديمقراطية، ومن ثم نقلتكِ وحدات حماية المرأة إلى مخيم "روج" الذي يضم الكثير من زوجات مسلحي التنظيم، فما هي أوضاعكن هنا، وماذا تنتظرن، ولماذا لا تعدن إلى بلدانكن؟


كاساندرا بوداغ: لا أحد يستطيع الاستمرار في هذه الأوضاع الصعبة داخل المخيم، فالجميع يرغب بالعيش بحرية، فنحن هربنا من التنظيم بهدف العودة إلى بلادنا التي يجب ألا تتركنا هنا، وسبق أن نشر التحالف قصاصات ورقية على المدن التي كان التنظيم يسيطر عليها، كُتب فيها أن التحالف سيساعد الراغبين بالهرب من التنظيم، وها قد خرجنا من التنظيم منذ عام تقريبا، ولا زلنا ننتظر، ويبدو أنه كان مجرد كلام.

 

إذا هل تشكون عدم تقديم التحالف الدولي المساعدة لكم، وما هي مطالباتكم من بلدانكم؟


كاساندرا بوداغ: قبل الحصار نشر التحالف قصاصات ورقية على كافة المدن التي كان التنظيم يسيطر عليها، وطالبوا الناس من خلالها بالخروج قبل بدء القصف، وأن كل من يخرج من تنظيم الدولة سيتلقى الدعم من بلاده، وأنا بدوري اتصلت بحكومة بلادي من داخل الرقة، وهي بدورها أكدت لي أنها ستساعدني في حال هربت من التنظيم، ولكنني لم أتلق أي مساعدة، رغم أنني خرجت من التنظيم قبل عام.


أنت مواطنة بلجيكية، ما هي رسالتك التي ترغبين بتوجيهها لحكومة بلادك؟


كاساندرا بوداغ: أقول لها إنني أخطأتُ حين انضممتُ لتنظيم الدولة، وها أنا خارج التنظيم الآن، وأنتظر حكومة بلادي لتساعدني وتأخذني من هنا، فقد تلقيت منها وعداً بمساعدتي في حال خرجتُ من تنظيم الدولة.

 

التعليقات (0)