هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في وقت يشهد عقوبات نفطية وشيكة على إيران، وتحركات من جانب منظمة "أوبك" لتقليل الامتثال في اتفاق خفض إنتاج النفط، رفعت مؤسسات دولية متخصصة توقعاتها لأسعار النفط، خلال الفترة المقبلة.
ووصل سعر برميل النفط في تعاملات يوم الاثنين، إلى أعلى مستوى له منذ تشرين الثاني / نوفمبر 2014، إذ بلغ نحو 81 دولاراً بعد قرار "تحالف أوبك+"، المشكّل من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وشريكاتها بقيادة روسيا، عدم زيادة الإنتاج على الرغم من ضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. وبذلك تجاوز أعلى مستوى بلغه منذ نحو 4 سنوات وكان 80,50 دولار.
ورفع "بنك أوف أمريكا ميريل لينش" توقعاته لسعر خام برنت في العام القادم بفعل ما قال إنه تراجُع أكبر في صادرات إيران عن تكهناته السابقة نظراً إلى موقف أكثر تشدداً من جانب الولايات المتحدة. وزاد البنك توقعه لسعر برنت في 2019 إلى 80 دولاراً للبرميل من 75 دولاراً.
وقال في مذكرة بحثية: "توقعاتنا السابقة انطوت على فقد للمعروض الإيراني لا يزيد على 500 ألف برميل يومياً. أصبحنا نفترض الآن خفضاً قدره مليون برميل يومياً".
وأضاف: "العامل الإيراني قد يهيمن على السوق في المدى القريب ويتسبب في طفرة، لكن بواعث القلق بشأن طلب الأسواق الناشئة قد تعود".
وتوقعت شركة "يونيبك" الصينية أن يقفز الطلب العالمي على النفط إلى 104.4 مليون برميل يومياً في 2035 بزيادة عن المستوى الحالي الذي يقل قليلاً عن 100 مليون برميل يومياً، في الوقت الذي تحدّ فيه التكنولوجيا الجديدة بشكل تدريجي من استخدام النفط.
وقال تشين بو، رئيس "يونيبك" خلال مؤتمر البترول السنوي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) في سنغافورة، إن تحسن كفاءة الطاقة والتغيرات التكنولوجية بما في ذلك ظهور الطاقة المتجددة يعني أن الطلب العالمي على النفط سيتباطأ خلال السنوات المقبلة ويصل إلى 104.4 مليون برميل يومياً في 2035.
وقال مسؤول تنفيذي بشركة "ترايفجورا لتجارة السلع الأولية"، إن إيران ستصدّر كميات أقل بكثير من النفط مقارنةً مع التوقعات الأولية عندما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعيد فرض العقوبات على طهران وأن ذلك سيعزز الأسعار.
وقال بين لوكوك، المدير المشارك لتداول النفط في "ترافيجورا": "أعتقد أنه عندما أُعلنت العقوبات للمرة الأولى قبل عدة أشهر، كان الناس يقدّرون الخفض بين 300 و700 ألف برميل يومياً، وأعتقد أن التوقعات تحركت إلى خفض أكثر بكثير من مليون برميل يومياً، وربما 1.5 مليون برميل يومياً".
ويتعرض المشترون في أنحاء آسيا لضغوط أمريكية من أجل تقليص وارداتهم من النفط الإيراني مع استهداف واشنطن وقف صادرات ثالث أكبر مصدّر في "أوبك"، لإجبار طهران على إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي.
لكن لوكوك أضاف أن الشركات الصينية ستواصل استيراد النفط الإيراني بينما سيخفض المشترون التقليديون الكميات، لكن من المستبعد أن يتوقفوا تماماً.
وقال على هامش مؤتمر "البترول لآسيا والمحيط الهادي" في سنغافورة: "تصدير النفط الإيراني لن يتوقف تماماً، لكنه سيقل كثيراً عن ذي قبل.
ومن المرجح أن يصبح أقل كثيراً مما توقعه معظم الناس عندما أُعلنت العقوبات، والنتيجة أسعار النفط ارتفعت". وأوضح أن المشترين يفضّلون النفط العراقي والمكسيكي كبديل للخام الإيراني.