صحافة إسرائيلية

تباعد مواقف حماس وإسرائيل يباعد التهدئة ويقرب المواجهة

ميلمان: هدف حماس الاستراتيجي يتمثل بإعادة إعمار غزة وإزالة الحصار التي تفرضه إسرائيل ومصر على القطاع- جيتي
ميلمان: هدف حماس الاستراتيجي يتمثل بإعادة إعمار غزة وإزالة الحصار التي تفرضه إسرائيل ومصر على القطاع- جيتي

قال يوسي ميلمان، الخبير الأمني الإسرائيلي في صحيفة معاريف، إن "الوضع الأمني في قطاع غزة يمتاز بالتوتر الكبير وقرب الانفجار، فالتهدئة التي تحققت بين إسرائيل وحماس بفضل الجهود التي قام بها رئيس المخابرات المصرية الجنرال عباس كامل، ومبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف، قائمة لكنها هشة".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "بعد أكثر من أربعة أشهر أوقفت حماس إطلاق الصواريخ والقذائف والبالونات الحارقة والطائرات الورقية والمسيرات على الجدار الحدودي، باستثناء أول أمس الجمعة، وأثبتت قدرتها على الإمساك بزمام الأمور في قطاع غزة، رغم وجود التنظيمات الأخرى".


وأوضح أنه "في حال استمر هذا الهدوء على جبهة غزة، فإن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير حربه أفيغدور ليبرمان يستطيعان المفاخرة بأن سياستهما القائمة على صيغة "الهدوء مقابل الهدوء" أثبتت نجاحها، دون أن تقدم إسرائيل أي تنازلات أمام حماس، وهذه هي المشكلة، فحماس تعلم ذلك جيدا، ولا تريد الظهور أمام رأيها الشعبي بأنها الطرف الخاسر".


وأكد أن "هدف حماس الاستراتيجي يتمثل بإعادة إعمار قطاع غزة، والتخفيف من معاناة قرابة مليوني فلسطيني، وإزالة الحصار الذي تفرضه إسرائيل ومصر على غزة، لكن الاستعداد الإسرائيلي لتحقيق هذه المطالب لحماس مشروط بأن تعيد الأخيرة جثامين جنودها القتلى ومواطنيها الذين تأسرهم الحركة، فيما تطالب هي مقابل ذلك بإطلاق إسرائيل لسراح مئات الأسرى الفلسطينيين، وبعضهم توجد دماء على أيديهم، ويقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة، لكن إسرائيل ترفض".


وأوضح أنه "حسب تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية، فإن هناك مخاوف جدية من اندلاع مواجهة عسكرية واسعة أكثر من فرص انعقاد تسوية بعيدة المدى مع حماس، في الوقت الذي تبدو فيه فرص تجديد المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ضعيفة وضئيلة؛ لأن إسرائيل تبدي ارتياحها إزاء الوضع القائم حاليا". 


فيما قال وزير الحرب الإسرائيلي السابق، موشيه يعلون، إن "غالبية الإسرائيليين يدركون جيدا أنه لا أمل بالتوصل إلى اتفاق بعيد المدى مع الفلسطينيين في المدى المنظور، لكن الائتلاف الإسرائيلي الحاكم حاليا يؤدي بنا إلى منحنيات أكثر تطرفا نحو الدولة ثنائية القومية، هذا خيار خطير علينا، يتطلب من اليمين التقليدي واليسار المتطرف أن يعيدوا الدولة لمسارها الطبيعي".


وأضاف في حوار نشره موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، وترجمته "عربي21"، أن "الفلسطينيين مرتبطون بنا كتوأم سيامي في جميع مجالات الحياة، هذا الوضع فيه إيجابيات وسلبيات، لكن الحقيقة القائمة أن أهل الضفة الغربية لا ينضمون للفعاليات والمسيرات التي تشهدها غزة، لأن حياتهم الاقتصادية باتت مرتبطة بنا كليا، بجانب الأوضاع الأمنية".


وختم بالقول: "أبو مازن يعلم أن بقاءه مرتبط بعملنا الأمني على الأرض، فـ70% من العمليات المسلحة التي تهدد سلطته بالضفة الغربية تحبطها قوات الأمن الإسرائيلية، هذا وضع معقد جدا، لكن كان من الخطأ أن تبدي إسرائيل ضبط النفس أمام الطائرات الورقية والبالونات الحارقة من غزة؛ لأنها خرقت سيادتها، وكان يجب النظر إليها بخطورة منذ اللحظة الأولى، وعدم إفساح المجال أمامها لمزيد من الخطورة والتطور".

0
التعليقات (0)