هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في ذروة الحديث عن مباحثات التهدئة بين حماس وإسرائيل، واصل الوزراء الإسرائيليون إطلاق التهديدات ضد الحركة، بمعزل عن تلك المباحثات، متوعدين إياها بمزيد من الضربات.
وأعلن نفتالي بينيت، وزير التعليم وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، أنه من "المحظور أن نصل مع حماس إلى صيغة الهدوء مقابل الهدوء؛ لأن الوضع قد يتطور لمديات لن نستطيع حينها السيطرة على حماس، ولذلك ليس المقصود هو القضاء الكلي على الحركة، وإنما منع تحويلها لنموذج جديد من حزب الله اللبناني".
وأضاف بينيت، وهو زعيم حزب البيت اليهودي، في مقابلة مع صحيفة معاريف، ترجمتها "عربي21"، أنني "حذرت قبل أشهر بضرورة إطلاق النار مباشرة على أي خلية تطلق النار أو البلالين الحارقة من غزة، هذا ليس معيبا أو مخجلا، ولا يجب الاعتذار عن ذلك، ولو كنا فعلناه مع البالون الأول والثاني لما وصلنا للوضع الحالي، حيث آلاف البلالين الحارقة والقناصين والقذائف والجولات الدامية".
وأوضح أنه "كان يجب القضاء على هذه الأحداث منذ الجولة الأولى من المواجهات مع حماس، حين كانت صغيرة. أما على المستوى الاستراتيجي، فمن المحظور أن نتوصل معها لصيغة هدوء مقابل هدوء؛ لأنها سوف تستغله للتحول تدريجيا إلى حزب الله رقم 2، سيكون هذا هدوءا مضللا، سيشعر الإسرائيليون عدة أيام بالهدوء والأمان، ثم يصطدمون بحماس أكثر قوة، هذه صيغة غير مقبولة، وهذا لا يسمى وقفا لإطلاق النار".
وأشار إلى أنني "طرحت رأيي بأحداث غزة بصيغة تحقيق ردع حقيقي جدي أمام حماس، وصولا لصيغة إعادة إعمار القطاع مقابل نزع سلاح، وإعادة الأسرى والمفقودين، ولدينا مصلحتان في ذلك: أن مشكلة حماس لن تتطور مع مرور الوقت، بحيث نعجز عن السيطرة عليها مستقبلا، وإعادة الأسرى، أنا لا أطالب بالقضاء الكلي على حماس، وإنما ضرب قدراتها التسلحية، ومنعها من التقوي عسكريا، وردعها فترة زمنية طويلة".
بينيت قال في مقابلة أخرى مع موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، ترجمتها "عربي21"، إن "الهدوء وضبط النفس في غزة من شأنه أن يعزز الجماعات المسلحة، وإسرائيل يجب عليها أن ترد بقوة أمام حماس؛ لإيجاد صيغة جديدة، مفادها الرد بقوة وصرامة تجاه أي إطلاق للنار عليها".
وبعد أن وجه انتقاداته لسياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير حربه أفيغدور ليبرمان، طالب بينيت باشتراط أي إعادة إعمار للقطاع مقابل نزع السلاح وإعادة الأسرى الإسرائيليين.
وأضاف أنه "يجب مصارحة الجمهور الإسرائيلي بحقيقة أن سياسة ضبط النفس ثبت فشلها، وحماس تستغل حاجتنا للهدوء للاستمرار بالتسلح وحفر الأنفاق، والاستعداد للجولة القادمة، ورغم أنها في كل جولة تتلقى الضربات، لكنها تستخلص الدروس استعدادا لجولة جديدة، محظور أن نستمر بهذه السياسة المستنزفة".
وزعم أنه "طالما أن الضابط هدار غولدن تم اختطافه خلال فترة التهدئة التي تمت بوساطة الأمم المتحدة، فإن ذلك يعدّ خرقا للقانون الدولي، ولذلك الأصل أن تعمل وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات على تفعيل دور عائلته؛ لإقناع أوروبا والولايات المتحدة والأمم المتحدة بأن ما حصل هو انتهاك، وحين تطالب حماس بإدخال تحسينات معيشية لغزة يجب ربط ذلك بمصير الجنود الأسرى".
وختم بالقول إنني "قدمت مؤخرا خططا لرئيس الحكومة لمعالجة جذرية للوضع في غزة، لإيجاد هدوء حقيقي وطويل، صحيح أنه لم يتخذ بشأنها قرار نهائي بعد، لكني سأواصل طرحها وتعزيزها؛ لأنه محظور أن تبقى حماس من تحدد جدول حياة مستوطني غلاف غزة".
من جهته، قال وزير الطاقة يوفال شتاينيتس، عضو المجلس الوزاري المصغر عن حزب الليكود، إنه "يشعر بالفخر من السلوك الهجومي الذي يشنه الجيش والحكومة تجاه حماس؛ لأن الحركة تعمل من خلال شعورها بالضعف واليأس، وثبت أن سياستنا الهجومية بات لها نتائج مجدية على الأرض".
وأضاف في مقابلة مع صحيفة معاريف، ترجمتها "عربي21"، أنه "صحيح أن هناك قرابة مئتي قتيل وسبعة آلاف جريح فلسطيني في قطاع غزة منذ انطلاق المسيرات، لكن قلق حماس يتجه نحو فقدانها للمزيد من الأنفاق وصناعاتها العسكرية والتسلحية، لقد ضربنا مصدر قوتها، وكما وجدنا حلولا لموضوع الأنفاق والقذائف الصاروخية، فإننا سنتغلب على البالونات الحارقة".