المرأة والأسرة

كيف تساعدين ابنك على النوم؟

 صعوبات النوم مشكلة متكررة خلال فترة الطفولة
صعوبات النوم مشكلة متكررة خلال فترة الطفولة
نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الطرق الفعالة التي يمكن أن تساعد الآباء على تخطي صعوبات النوم التي تواجه أطفالهم. وفي حقيقة الأمر، تمكن بعض الحيل البسيطة من حل مثل هذه المشكلات.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن فصل الصيف من بين المواسم التي يصبح فيها النوم من المسائل المعقدة، خاصة بالنسبة للآباء الذين يملكون أبناء صغار السن. وخلال هذا الفصل، لا يتأقلم الأطفال بسهولة مع التغييرات التي تطرأ على روتينهم اليومي وعلى محيطهم؛ وهو ما يؤثر سلبا أيضا على راحة آبائهم. 

ونقلت الصحيفة عن خبراء موقع "سومنيسا"، المختص في علاج وحل مشاكل الشعور بالأرق، أن "حوالي 20 أو 30 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات، يعانون من حالات الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، وصعوبات في الخلود إلى النوم بمفردهم".

علاوة على ذلك، أكد هؤلاء الخبراء أن الأطفال عادة ما يبحثون عن عناصر مألوفة لديهم خلال الليل، نظرا لأنها من الطرق التي تسهل عليهم العودة إلى النوم. في المقابل، تصبح هذه المهمة صعبة للغاية عندما يستيقظ الأطفال ليجدوا أنفسهم في محيط مختلف على غرار غرفة في فندق أو شقة مخصصة لقضاء العطل الصيفية.

وأضافت الصحيفة أن صعوبات النوم مشكلة متكررة خلال فترة الطفولة. ومن أسباب هذه الظاهرة نذكر العادات السيئة التي يتعلمها الأطفال الصغار. لكن لا تعد السلوكيات الخاطئة السبب الوحيد في هذا الصدد، إذ تعاني نسبة صغيرة من الأطفال من مشكلة الأرق لأسباب صحية بالأساس، على غرار الأمراض المزمنة والاضطرابات النمائية العصبية.

تعليقا على هذه المسألة، صرحت الدكتورة كريستينا زونزونيغوي، مديرة مستشفى "اياريا كلينيكا" والمختصة في مجال الطب النفسي وطب النوم وتشخيص وعلاج اضطرابات النوم والأمراض العقلية، بأنه "لا داعي لأن يقلق الآباء بشكل مبالغ فيه عند تكرر صعوبات النوم لدى أطفالهم. لكن يجب عليهم أن يغيروا العادات الخاطئة التي تمنع صغارهم من النوم والراحة، وذلك عن طريق تعليمهم الطرق الصحيحة للنوم".

ونقلت الصحيفة عن الدكتورة كريستينا زونزونيغوي أن "اضطرابات النوم أو النوم لفترات غير كافية عوامل تؤثر سلبا على التطور المعرفي للأطفال وعلى حياتهم بشكل عام. وتعود هذه الصعوبات في النوم إلى السلوكيات الخاطئة التي ترسخت لدى هؤلاء الأطفال. ولتجنب هذه المشاكل، أوصى الخبراء بضرورة تحفيز الأطفال للقيام ببعض الطقوس قبل النوم؛ ما يساعدهم على الاسترخاء دون صعوبات".

وأضافت الدكتورة زونزونيغوي أن "الطفل سيتعود على هذه الطقوس التي تسبق ساعة النوم، ومن بينها نذكر الاستحمام، والحديث عن النشاطات التي قام بها طيلة اليوم، فضلا عن شرب كوب من الحليب الساخن".

وذكرت الصحيفة أن تحديد ساعة النوم والاستيقاظ للطفل من الحلول المنصوح بها لتخطي صعوبات النوم. في هذا الشأن، نصحت الدكتورة زونزونيغوي بأنه "من الممكن التعامل بمرونة فيما يتعلق بهذه المسألة خلال عطلة نهاية الأسبوع. لكن، يجب عدم تجاوز فترة الساعتين على أقصى تقدير، مقارنة بتوقيت النوم المحدد خلال بقية أيام الأسبوع. علاوة على ذلك، يجب على الآباء أن يتخلوا عن بعض العادات غير المناسبة، على غرار الاستلقاء بجانب الطفل حتى يخلد إلى النوم".

في هذا السياق، بينت الدكتورة زونزونيغوي أنه "يمكن اللجوء إلى حلول أخرى على غرار ترك لعبة أو أي شيء آخر يساعد الصغار على النوم؛ حيث إن جميع الأطفال يستيقظون بمعدل ما بين مرتين وست مرات خلال الليل. لذلك، يحتاج الصغار عادة إلى عناصر خارجية تمنحهم الثقة والأمن حتى يخلدوا إلى النوم من جديد دون صعوبات.

ختاما، بينت الصحيفة أنه بالإضافة إلى الالتزام بهذه التوصيات، يجب على الأولياء أن يحددوا ما إذا كانت الصعوبات التي تواجههم خلال النوم مرتبطة بأطفالهم، أم أنها نتيجة لأسباب أخرى. في هذا الصدد، أكدت الدكتورة زونزونيغوي أن "الكثير من المرضى يعتبرون أن أسباب تردي جودة نومهم تعود بالأساس إلى الاستيقاظ المتكرر بسبب أطفالهم. لكن بمجرد معاينة الأخصائيين لحالتهم، اكتشفوا أن الأسباب الحقيقة تكمن في ضغوطات العمل وعادات النوم الخاطئة".
0
التعليقات (0)