هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت تال شاليف، المراسلة السياسية لموقع ويللا الإخباري، إن "الدوائر السياسية والأمنية الإسرائيلية منشغلة هذه الأيام في الموضوع القطري، عقب الكتاب الذي وجهته مؤخرا نائبة رئيس الكنيست من حزب الليكود نافة بوكر إلى رئيس اتحاد كرة القدم العالمي الفيفا، وطالبته فيه بعدم إجراء نهائيات كأس العالم (المونديال) لعام 2022 في قطر".
وأضافت
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "بوكر
أرسلت رسالتها هذه دون استشارة مكتب رئيس الحكومة ووزير الخارجية بنيامين نتنياهو،
مع أنها التقت قبل أشهر بالسفير القطري في الأراضي الفلسطينية محمد العمادي، خلال
زيارته أحد فنادق القدس، لبحث موضوع إعمار غزة وقضية الأسرى الإسرائيليين، دون
علم الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية".
وأوضحت
أن "هذه الأحداث المتلاحقة ذات العلاقة بقطر تسببت لإسرائيل بإحراج سياسي،
وأظهرتها بسلوك دبلوماسي غريب من الناحيتين السياسية والأمنية أمام باقي دول
المنطقة؛ لأن تواصل بوكر مع العمادي تسبب بغضب دول الخليج العربي التي تربطها
علاقات قطيعة مع قطر".
وقالت
إن "قطر تعدّ الدولة الأكثر عداء لإسرائيل من بين دول الخليج، فهي داعمة لإيران
وحماس والإخوان المسلمين، ورغم أن إسرائيل لا تقيم معها علاقات دبلوماسية كاملة، لكن
الدوحة تقوم بدور سياسي كامل في السنوات الأخيرة، من خلال الجهود التي تبذلها لإعادة
إعمار غزة، وتجري وساطات بين حماس وإسرائيل في قضية الأسرى والمفقودين، وترسل بين
حين وآخر مبعوثها العمادي لبحث هذه القضايا، في حين يقيم العمادي اتصالات رفيعة
المستوى مع كبار المسؤولين الأمنيين والاقتصاديين ذوي العلاقة".
وقد
اتضح أن "الكتاب الذي أرسلته بوكر إلى الفيفا غير منسق مع الجهات السياسية الإسرائيلية، سواء مكتب رئيس الحكومة أو مجلس الأمن القومي أو وزارة الخارجية، مع أن وزيرة
الشباب والرياضة ميري ريغيف حاولت إرسال رسالة مشابهة العام الماضي إلى الفيفا،
لكن مجلس الأمن القومي أوصى بمنعها؛ لأن إسرائيل أرادت عدم الظهور كطرف في النزاع
الناشب بين دول الخليج، وألا تظهر منحازة لطرف على حساب آخر".
واستدركت
بالقول إن "رسالة بوكر التي حظيت بتغطية إعلامية إسرائيلية وعربية، ظهرت كما
لو كانت إسرائيل تعلن تأييدها للخطوات السعودية والإماراتية ضد قطر، وقد تسببت
الرسالة بغضب شديد في أوساط الدوائر السياسية القطرية بسبب التدخل الإسرائيلي في
هذا الموضوع الحساس".
وختمت
بالقول إن "اللقاء الأخير الذي أجرته بوكر مع العمادي في القدس لم يكن ضمن مشاورات أو تفاهمات مع الدوائر السياسية الإسرائيلية حوله، حيث خشيت تل أبيب أن
يثير اللقاء غضب مصر التي تربطها بإسرائيل اتفاق سلام، وتدير معها اتصالات على
الصعيد الاستراتيجي".