هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
إن كنت من الأشخاص الذين يعتقدون أن العمل يجب حظره أثناء موجات الحر، فقد يكون لديك وجهة نظر صائبة، حيث تشير دراسة جديدة أجرتها كلية هارفرد TH Chan للصحة العامة إلى أن الطقس الحار يمكن أن يجعل تفكيرك أبطأ بنسبة 13%.
وكانت الدراسة قد نشرت يوم الثلاثاء في مجلة PLOS Medicine، التي فحصت الأداء الإدراكي بين الطلاب خلال موجة حر شديدة في بوسطن عام 2016، وكان الطلاب يعيشون في مبان لا توجد فيها أجهزة تكييف، مقارنين هؤلاء بطلاب آخرين كانوا يستخدمون أجهزة التكييف.
ووجد الباحثون أن الطلاب دون تكييف أظهروا رد فعل أطول بنسبة 13% في الاختبارات الإدراكية.
ولم يقتصر الأمر على الطلاب الذين لديهم تكييف على سرعة استجاباتهم، بل كانوا أكثر دقة أيضا.
وتشير الدراسة إلى أن هذا الانخفاض في القدرة المعرفية يمكن أن يعزى إلى "زيادة في الحمل الحراري"، إلى جانب التأثير المشترك للعوامل الأخرى المرتبطة بالتعرض للحرارة، بما في ذلك فقدان النوم والجفاف.
وقال مؤلف الدراسة الرئيسي خوزية غييرمو، في بيان له: " إن معرفة ما هي مخاطر الحرارة المفرطة عبر مجموعات سكنية مختلفة أمر بالغ الأهمية، بالنظر إلى أن العديد من المدن يتم توقع عدد من موجات الحرارة المرتفعة بسبب تغير المناخ، بالإضافة إلى أن دراسة تأثير درجات الحرارة الداخلية يجب أخذه بعين الاعتبار، حيث إن البالغين في أمريكا يقضون 90% من وقتهم داخل مبان.
في حين أن هذه الدراسة كانت محدودة النطاق؛ حيث إنها أجريت على 44 طالبا فقط، إلا أن هناك بعض الأبحاث الأخرى التي تشير إلى أن الطقس الحار يمكن أن يؤثر على اتخاذ القرارات أو حتى تجعلك تتنازل عنها بالكلية.
وفي دراسة عام 2012، على سبيل المثال، فحصت بيانات المبيعات لألعاب اليانصيب في مقاطعة سانت لويس على مدار عام كامل.
ووجد الباحثون أن مبيعات التذاكر التي تتطلب الاختيار من بين خيارات مختلفة، انخفضت بمقدار 594 دولارا مع كل F1 زيادة في درجة الحرارة، بينما لم تتأثر مبيعات التذاكر التي يوجد بها قرارات أقل بكثير بالتغيرات في درجات الحرارة.
في الدراسة ذاتها، طلب الباحثون أيضا من المشاركين تدوين مقالة في غرفة كانت دافئة (77F/25C) وغرفة باردة (67F/19C)، ووجدوا أن الذين في الغرفة الدافئة لديهم أخطاء أكثر بكثير مقارنة بالغرفة الأكثر برودة، وفي دراسة لاحقة طلبوا من المشاركين الاختيار بين مجموعة مختلفة من خطط الهواتف الخلوية في غرفة دافئة وأخرى باردة، واختار الناس في الغرفة الدافئة الخطط الأسوأ، ما دفع الباحثين إلى استنتاج أن الحرارة تجعل الناس يعتمدون على أنماط أقل صرامة في صنع القرار، ما يؤدي إلى خيارات أسوأ.
كل هذا لا يعني أنك يجب أن تبدأ بتشغيل التكييف في مكان عملك: حيث إنك ستشعل مشاكل جديدة، خاصة أن النساء يشعرن بالبرد أكثر من الرجال في درجة حرارة الهواء نفسها.
وقد وجدت الدراسات أن النساء يفضلن الغرف بدرجة حرارة (77F/25C) والرجال يفضلون درجة الحرارة (72F/22C)، بالإضافة إلى ارتباط العمل في مكاتب مكيفة بشكل كبير بانخفاض الإنتاجية وزيادة السلوك الجليدي من قبل النساء اللواتي يعانين من المعايير المفصلة للرجال.