تعرف على أقدم مصنع سلاح في العالم (صور)

نشرت صحيفة "كلارين" الأرجنتينية تقريرا، تحدثت فيه عن أقدم مصنع سلاح في العالم والأسرار التي يخفيها بين مبناه الواقع بين جبال الألب الإيطالية.

ومن بين الأسرار المثيرة للاهتمام يمكن الحديث عن الاتفاق الذي توصل إليه المصنع مع بينيتو موسوليني، كي لا يشارك عماله في الحرب.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مصنع بيريتا للأسلحة يقوم بإنتاج نسبة 70 بالمائة من الأسلحة الخفيفة الموجودة في القارة الأوروبية، خاصة المستخدمة لأغراض رياضية أو للصيد.

ويقع هذا المصنع في قرية غردون فال ترومبيا الجبلية التي لا يصلها حتى القطار. ويقطن هذه القرية حوالي 10 آلاف ساكن، وتعرف حول العالم بصناعة الأسلحة التي تعود إلى سنة 1526.

ونقلت الصحيفة عن السيد غيسيبي، البالغ من العمر 76 سنة، الذي قرر منذ أن تقاعد من عمله في المصنع أن يرافق الراغبين في التعرف على أسرار المصنع، أن "الأتروسكان اكتشفوا أن هذه الجبال تحتوي على الحديد الضروري لصناعة هذه الأسلحة، لذلك اختاروا هذا المكان لتركيز مصنع الأسلحة منذ وقت قديم".

وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من الروايات تؤكد أن السيد ليوناردو دافنشي جاء إلى هذه المنطقة في السابق للدراسة فيها.

كما يؤكد الكثيرون أن الماء الذي يظهر في لوحة الجوكندا هو صورة لبحيرة إيزيو القريبة من المصنع. وفي هذا المكان أيضا توجد العديد من الأنفاق القائمة إلى حد الآن، التي كانت تعد بمثابة ورشة خصصها موسوليني  لذخيرة الأسلحة الخاصة به.

وأوردت الصحيفة لرئيس مصنع السلاح الإيطالي، بييرانجيليو بيدرسولي، قوله إنه "يتمركز في هذه المنطقة حوالي ستة آلاف بائع سلاح إيطالي".

وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا المصنع قد قام بصنع العديد من الأسلحة المستعملة في أفلام هوليود. ومن بين هذه الأسلحة، تلك التي حملها ليوناردو دي كابريو في فيلم "العائد"، أو التي كانت بحوزة دانيال دي لويس في فيلم "آخر سلالة الموهيكيين".

ومن بين نجوم هوليود الآخرين الذين حملوا أسلحة هذا المصنع، نذكر جوني ديب في فيلم "قراصنة الكاريبي".

وأوضحت الصحيفة أن مراجعة قصة مصنع بيريتا تعد بمثابة رحلة عبر تاريخ الإنسانية. وخلال سنة 1797، ساعد المصنع في تزويد ترسانات نابليون بالأسلحة عندما غزا البندقية. وفي وقت لاحق، غزت أسلحة بيريتا السوق النمساوية وتم استعمالها في العديد من الحروب الأوروبية.

ويعود صنع أول مسدس لهذا المصنع إلى الحرب العالمية الأولى. أما ثاني مسدس فقد صنع خلال سنة 1934، الذي تم تصميمه خصيصا لقوات بينيتو موسوليني، والذي تحول إلى أحد الأسلحة الأكثر شعبية في الصراعات التي قادها المسؤول الإيطالي بين سنتي 1922 و1943.

وخلال هذه الفترة، توصل أقدم مصنع في التاريخ إلى اتفاق مع الدكتاتور الإيطالي، كي لا يتم إعفاء عماله من الخدمة العسكرية، والذي كان يقدر عددهم بحوالي ثلاثة آلاف عامل.

وأضافت الصحيفة أن أسلحة بيريتا كانت حاضرة أيضا في العديد من الجرائم التي كان لها صدى على نطاق دولي.

وقبل أربع سنوات، استخدم جايلين راي فريبرغ، البالغ من العمر 15 سنة، مسدسه لقتل أربعة طلاب في مدرسة ماريزفيل في ولاية واشنطن. وخلال سنة 2009، قتل جيفري وونغ 41 شخصا في بينغهامتون (نيويورك) بمسدسين من بيريتا.

وعلى الرغم من تكرر مشاكل من هذا النوع، إلا أنه في بيريتا، يعتبرون أن هذه الجرائم مسؤولية أولئك الذي يملكون مشاكل نفسية.

وبينت الصحيفة أن مصنع الأسلحة الأقدم في العالم يجني أرباحا طائلة. وكانت أعلى العقود التي أبرمها، تلك التي وقعها أوغو بيريتا، أحد أفراد العائلة المالكة للمصنع.

وبموجب هذا الاتفاق، تمكن المصنع من دخول السوق الأمريكية خلال الستينات، ليصبح بحلول سنة 1985 المزود الرئيسي للجيش الأمريكي بالمسدس نصف الآلي 92.

وأوضحت الصحيفة أن نسبة ما بين 80 و90 بالمائة من الموظفين في مصنع بيريتا هم من الإيطاليين المحليين، جميعهم من الرجال تقريبا.

من جانب آخر، تجذب صناعة بيريتا الصيادين المشهورين حول العالم. وخلال سنة 2000، زار الملك الإسباني، خوان كارلوس، هذا المصنع.

من بين الملوك الآخرين الذين عبروا عن إعجابهم بصناعة بيريتا، نذكر الملك فاروق، الذي كانت له زيارة لقرية غردون فال ترومبيا.

ولم يتوقف إعجابه عند هذا الحد، إذ اصطحب أحد عمال المصنع ليكون مسؤولا عن صنع الأسلحة الخاصة به في مصر. ومن الشخصيات المشهورة الأخرى التي تملك أسلحة بيريتا، نذكر دونالد ترامب جونيور، الذي تلقى هدية خاصة من هذا المصنع.

وذكرت الصحيفة أن المصنع ينتج أيضا بنادق شخصية ومصممة حسب أذواق أصحابها، التي يمكن أن تصل تكلفتها إلى حوالي 100 ألف يورو. كما يقوم المصنع بصناعة حوالي 50 سلاحا من النوع الرفيع في السنة الواحدة.

ومن بين عملائه نذكر جورج بوش الابن، وحتى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء، ديميتري ميدفيديف. وتتميز هذه الأسلحة بكونها يدوية الصنع، بما في ذلك الحقيبة التي تحمل السلاح.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن الأمر المثير للانتباه يتمثل في أن المسؤول الأول في بيريتا لا يحب الصيد أو استعمال السلاح. من جهة أخرى، تتميز منطقة غردون فال ترومبيا بازدهار نشاط الصيد فيها، كما أنها الهواية التي يمارسها الجميع.