هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد مطالبة إسرائيل الولايات المتحدة برئاسة ترامب، بدعم ضم الدولة العبرية للجولان السوري المحتل، تواصل استغلالها لإدارة ترامب في ظل نشوة غير مسبوقة منذ حرب الأيام الستة عام 1967، لتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي، وهذه المرة ليس عَبر مفاوضات على أساس إلغاء حل الدولتين واتفاق أوسلو، بل بالإعلان عن انتصار إسرائيلي ساحق يتيح للدولة العبرية وقيادتها اليمينية المتطرفة «إنهاء الصراع» بإعلان إرادة «المنتصر» على الجانب المهزوم، هذا ما يتبين مما نشره مؤخرا موقع القناة السابعة الإسرائيلية التابع للمستوطنين،
لدى تغطيته أعمال المؤتمر السنوي الذي ينظمه ما يسمى «مشروع الانتصار الإسرائيلي» ومع أن هناك بعض الاختلافات حول تحقيق هذا الانتصار بين المتحاورين في المؤتمر، إلّا أنهم أجمعوا على أنه لا بد من التخلي نهائيا عن اتفاق أوسلو، واستغلال الموقف الأمريكي الراهن لدعم ترجمة إسرائيلية لهذا الانتصار.
ويدّعي البروفسور دانيال بايس رئيس ومؤسس منتدى الشرق الأوسط، أن هناك عدة فرضيات لانتصار إسرائيل كفيلة بإنهاء الصراع القائم مع الفلسطينيين وطي صفحته، لأن الحسم معهم بات مطلوبا اليوم أكثر من أي وقت مضى، وهذا يستدعي، حسب قوله، دعوة الولايات المتحدة لمغادرة طريق المفاوضات نهائيا، والذهاب مباشرة لفرض الانتصار الإسرائيلي على الأرض.
ويشذّ الجنرال كوبر فاسر رئيس شعبة الأبحاث الأسبق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» عن مجموع رجال الجيش والأمن السابقين، الذين من خلال إعلاناتهم وتصريحاتهم باتوا أكثر انتقادا لسياسة اليمين الإسرائيلي الحاكم، فإن هذا الجنرال اعتبر القرار الأخير للكنيست باقتطاع الأموال المخصصة للأسرى والشهداء والجرحى الفلسطينيين، ما هو إلّا تصويب للوضع الخاطئ القائم. من هنا، حسب قوله في المؤتمر، يبدأ تحقيق الانتصار الإسرائيلي الذي يجب أن يتواصل حتى النهاية.
ويعيد الوزير الليكودي السابق جدعون ساعر، نظرية الجدار الحديدي التي أطلقها الزعيم الصهيوني زئيف جابوتنسكي إلى الأذهان، بقوله إن الخيار المطروح لترجمة الانتصار الإسرائيلي يتمحور حول تبني «الخيار الأردني» وبحيث يتم إيجاد رابط بين الحكم الذاتي للفلسطينيين في الضفة الغربية مع الأردن، ومغادرة حقبة أوسلو نهائيا، وهذا شرط لا بد منه لترجمة الانتصار الإسرائيلي المطلق!!
وتعكس هذه النقاشات في مؤتمر «مشروع الانتصار الإسرائيلي» الرهان الإسرائيلي المتزايد على إدارة ترامب لدعم توجهات الدولة العبرية لتصفية القضية الفلسطينية من ناحية، كما تعكس مستوى أوضح من الخلافات بين المكونات العسكرية والأمنية التي خدمت سابقا في الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية، والمكونات السياسية السابقة في دولة الاحتلال، فعلى النقيض مما تداولته المستويات السياسية السابقة في هذا المؤتمر، فالجنرالات السابقون الذين يعملون تحت لافتة «قادة من أجل أمن إسرائيل» التي تضم حوالي 200 مسؤول سابق في أجهزة الأمن، سبق أن دعوا إلى حل الدولتين وانتقدوا خطة رئيس حزب البيت اليهودي القومي المتدين «بينيت» الرامية إلى ضم الضفة الغربية، إذ رأت هذه المجموعة أن ذلك سيؤدي إلى فقدان الدولة العبرية لطابعها اليهودي والديمقراطي، حسب زعمهم، هم ينظرون إلى أمن إسرائيل من زاوية حل تفاوضي يؤدي إلى ترجمة حل الدولتين، وإذا كان من الصحيح أن رؤية هؤلاء تنطلق من زوايا عنصرية كارهة للعرب، إلّا أن هذه الرؤية لا تنطلق من «انتصار إسرائيل»، بل من أزمة إسرائيلية على ضوء الحصار السياسي الدولي للدولة العبرية نتيجة سياستها العنصرية اليمينية المتطرفة.
في دراسة نُشرت مؤخرا صادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، أشارت إلى أن «هناك فرصة تاريخية لعزل القضية الفلسطينية عن مسارها العربي، وكسر ما أسماه وزير الأمن الإسرائيلي السابق موشيه يعالون، الذي أعد الدراسة المذكورة «السقف الزجاجي الاصطناعي» الذي تطرحه القضية الفلسطينية، هذه الرؤية تضاف إلى استغلال المستوى السياسي في إسرائيل لوصول ترامب إلى البيت الأبيض، والتحولات في المناخات السياسية العربية لتحقيق ما أرادت مجموعة انتصار إسرائيل ترجمته على الأرض لتصفية نهائية للقضية الفلسطينية!!
الأيام الفلسطينية