هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أن "ثقته العمياء في الجيش الإسرائيلي قد تزعزعت".
وأكد نفتالي، في مقابلة مع صحيفة "معاريف"، أن ثقته تزعزعت "بعد أن بات يضع يده على نقطة ضعفه المركزية، المتمثلة بالخشية من فقدان حياة جنوده، ما يجعله يصمت عن الضربات التي يتلقاها".
وأضاف
أوري ميليشتاين، المؤرخ العسكري الإسرائيلي الذي أجرى اللقاء مع بينيت لصحيفة
معاريف، وترجمته "عربي21"، أن
"الأخير يلتقي كل يوم أحد مع رئيس مجلس الأمن القومي، ويتلقى منه تقريرا
أسبوعيا، وكعضو في المجلس الوزاري المصغر فإنني أنشغل بمشاكل إسرائيل الأمنية على
مدار الوقت".
السجل
العسكري
وأوضح
أن "الخبرات السياسية والأمنية والاجتماعية لقادة إسرائيل تأتي في معظمها من
توليهم مواقع قيادية متقدمة في الجيش الإسرائيلي، هكذا جاء من تنظيم البالماخ
موشيه ديان، يغآل ألون، اسحاق رابين، حاييم بار-ليف، ديفيد أليعارز، وأتى جيل
القادة الكبار من سلاح المظليين، أبرزهم أريئيل شارون، موتي غور، رفائيل ايتان، موشيه
ليفي، دان شومرون، أمنون ليفكين شاحاك، حتى تخرج عدد منهم من سرية هيئة الأركان التي
قدمت للشعب الإسرائيلي إيهود باراك، بنيامين نتنياهو، وموشيه يعلون، وصولا إلى
نفتالي بينيت الذي خدم في سلاح الاستخبارات وحدة 8200".
وأوضح
بينيت، عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، أن "الجيش يفتقر
للأمن الشخصي في جبهة غزة، وهو لم يرد الدخول بريا إلى قلب القطاع في الحروب الأخيرة،
واكتفى بسلاح الجو يوجه ضرباته نحو غزة، ولم يعرض بديلا عن كيفية الدفاع عن
مستوطني غلاف غزة من تهديد الأنفاق، التي بلغ عددها العشرات ممن اخترقت الحدود".
وأشار
بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي، إلى أنه "في حال نجح المسلحون الفلسطينيون في
اقتحام الحدود عبر الأنفاق، ووصول التجمعات الاستيطانية، فإنهم سيقتلون العشرات،
وهذا سيكون مصيبة كبيرة في الدولة، ورغم كل ذلك فقد شرح لنا كبار ضباط الجيش لماذا
لا يريدون اقتحام غزة بريا، ومعظمها لأسباب استخبارية".
وأوضح: "عرفت لاحقا أن أحد أهم أسباب هذا التمنع عن دخول غزة هو عدم الرغبة بنشوء
الاحتكاك المباشر بين جنودنا ومقاتلي العدو، صحيح أنني أفضل استخدام الطائرة
لتنفيذ مهام عسكرية، لكن هذه الخشية تحوم حول العديد من القرارات العملياتية في
الجيش، ما يفسر الكثير من القرارات".
فقدان
الأمن الشخصي
وأكد
بينيت أن "الجيش مطالب ابتداء أن يبث للجمهور والسياسيين حالة من الأمن
الشخصي، لكن الواقع يقول إنني خلال حرب الجرف الصامد في غزة 2014 كنت أطالب بتنفيذ
عمليات أكثر كثافة في غزة من مطالبة الجيش نفسه، وهذا أمر يجب ألّا يمر هكذا دون
توقف، الجيش يجب أن يكون أكثر فعالية وحزما من السياسيين، هكذا تعلمنا من موشيه
ديان، وقد تجلى ذلك في حرب الأيام الستة 1967، لكن الوضع اليوم ليس كما كان، للأسف
الشديد".
وأوضح
بينيت أنه "لدينا اليوم نموذج بديل عن قطاع غزة يتمثل في الضفة الغربية، نحن
موجودون فيها مدنيا وعسكريا، وأنا أربط بين التواجدين، بحيث لو أخرجنا التواجد
المدني والاستيطاني، وأبقينا العسكري، فإننا بعد خمس سنوات سنطالب بإخراج التواجد
العسكري، وهكذا تضم الضفة الغربية نصف مليون مستوطن لا يتعرضون لإطلاق قذائف
صاروخية، ولا حفر أنفاق مثل غزة".
وأضاف
أن "الجيش الإسرائيلي لديه قدرة على اعتقال مسلحين فلسطينيين في الضفة
الغربية عند الثالثة فجرا؛ لذلك لا توجد فيها أدنى بنية تحتية قد تشكل غدا تهديدا
جديا على إسرائيل، والثمن لذلك هو الاستمرار في الاحتكاك المباشر، صحيح أن هذا ليس
متعة، أو أمرا جيدا، لأنه يحتمل مقتل جندي هنا أو هناك، لكن المقابل أننا لم نعد
نرى حافلات متفجرة في تل أبيب والقدس، هذا ليس بسبب الجدار الفاصل، وإنما بسبب
العمل المباشر أمام الفلسطينيين في مناطقهم".
وعند
الحديث عن أوضاع غزة اليوم، فإن "الجيش يجد نفسه رهينة نظرية جديدة مفادها أن
لكل تهديد أمني هناك حل تكنولوجي، واليوم الطائرات الورقية تحرق الحقول الزراعية الإسرائيلية،
ما يتطلب المزيد من الإجراءات الردعية، والاحتكاك مع الفلسطينيين أكثر من أي وقت
مضى، فمن يطلق طائرة ورقية أو بالونا طائرا مع مواد متفجرة يجب اعتباره مسلحا، ولا
أرى فرقا بين إطلاق القذائف الصاروخية والطائرات الورقية، حتى لو كان من يطلقها من
الأولاد الصغار".