حول العالم

وفاة فؤاد سيزغين أشهر مؤرخي تركيا.. أتقن 27 لغة (شاهد)

غادر سيزغين تركيا إلى ألمانيا بعد أن منعته حكومة الانقلاب العسكري في تركيا في 1960، مع 146 أكاديمي تركي، من الاستمرار في جامعات البلاد- الأناضول
غادر سيزغين تركيا إلى ألمانيا بعد أن منعته حكومة الانقلاب العسكري في تركيا في 1960، مع 146 أكاديمي تركي، من الاستمرار في جامعات البلاد- الأناضول

توفي المؤرخ التركي الشهير، البروفيسور فؤاد سيزغين، السبت، عن عمر ناهز الـ94 عاما.

وقال رئيس مجلس الإدارة ومجلس الأمناء بوقف أبحاث تاريخ العلوم الإسلامية، مجد جتين قايا، للأناضول، إن سيزغين توفي اليوم، بمستشفى في إسطنبول.

وأوضح أن مراسم تشييع المؤرخ التركي ستقام ظهر الأحد، من جامع الفاتح بإسطنبول.

وأشاد جتين قايا بمكانة سيزغين، بوصفه أحد أبرز المؤرخين والعلماء على مستوى تركيا والعالم، حيث ترك لتركيا مكتبة ومتحفا لا يقدران بثمن.

 

وأشار إلى جثمان المؤرخ التركي سيوارى بجوار متحف تاريخ العلوم والتكنولوجيا الإسلامي، الذي أنشئ بإشرافه، ويضم مؤلفات بالغة الأهمية.

بدوره، ترحّم الرئيس، رجب طيب أردوغان، على روح سيزغين، في تغريدة عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عزّى فيها الشعب التركي بوفاة سيزغين.


وأوضح أردوغان أنّ سيزغين كان عالما كبيرا، واستطاع إحياء الحضارة الإسلامية مجددا، من خلال الأبحاث والدراسات التي أجراها في مجال تاريخ العلوم الإسلامية.

وولد فؤاد سيزغين بولاية "بتليس" جنوب شرقي تركيا، في 24 أكتوبر/ تشرين الأول 1924، وهو أحد أبرز الضالعين في التراث العربي والإسلامي على مستوى العالم.

ويعد سيزغين أحد طلاب المستشرق الألماني هلموت ريتر، الذي أقنعه بدراسة التاريخ الإسلامي، حيث بدأ بتعلم اللغة العربية، وحصل على الدكتوراه في 1954 بأطروحة "مصادر البخاري".

وأصبح سيزغين أستاذا في جامعة إسطنبول في 1954، ونُشرت له رسالة الدكتوراه تحت عنوان "دراسات حول مصادر البخاري" في 1956.

غادر سيزغين تركيا إلى ألمانيا، بعد أن منعته حكومة الانقلاب العسكري في تركيا في 1960، مع 146 أكاديمي تركي، من الاستمرار في جامعات البلاد، ليواصل دراساته في جامعة فرانكفورت.

وفي 1965، قدّم سيزغين أطروحة دكتوراه ثانية عن عالم الكيمياء العربي جابر بن حيان، وحصل على لقب البروفيسور بعد عام، وتزوج بعد فترة وجيزة المستشرقة أورسولا سيزغين.

وقبل وفاته، كان سيزغين يواصل كتابة المجلد الـ18 من "تاريخ التراث العربي"، الذي صدر أول مجلداته في 1967، ويعد أوسع مؤلف يتناول تاريخ البشر.

أتقن المؤرخ التركي 27 لغة، من بينها السريانية والعبرية واللاتينية والعربية والألمانية، بشكل جيد جدا.

وأنشأ في 2010 وقف أبحاث تاريخ العلوم الإسلامية؛ بهدف دعم أنشطة متحف العلوم والتكنولوجيا الإسلامية في إسطنبول.

وحصل على جوائز وأوسمة دولية عديدة طيلة حياته، من مؤسسات مختلفة، مثل مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومجمع اللغة العربية بدمشق، ومجمع اللغة العربية في بغداد، وأكاديمية العلوم في تركيا.

وتوّج بالدكتوراه الفخرية من قبل جامعات عديدة، مثل "أتاتورك" في ولاية أرضروم التركية، و"سليمان ديميرال" في ولاية إسبارطة، وجامعة إسطنبول، فضلا عن درع تكريم "Frankfurt am Main Goethe"، وميدالية الخدمة الاتحادية للدرجة الأولى بألمانيا، والجائزة الرئاسية الكبرى للثقافة والفنون بتركيا.

 

 

 

التعليقات (0)