هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا، تطرق من خلاله إلى إقدام رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في المملكة العربية السعودية، تركي آل الشيخ، على شراء سيارة بوغاتي شيرون سبورت بقيمة 4.8 مليون دولار، في الوقت الذي من المفترض فيه أن الحكومة تعمل على محاربة الفساد والدفع نحو تبني سياسة التقشف.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه ووفقا
لوثائق سمح له بالاطلاع عليها، عمد آل الشيخ في أيلول / سبتمبر من سنة 2017 إلى
إنفاق 18 مليون ريال سعودي، أي 4.8 مليون دولار لشراء سيارة بوغاتي شيرون سبورت
انطلاقا من مقر شركة بوغاتي الرئيسي فيمدينة مولسايم في فرنسا.
ومن المثير للاهتمام أن هذا المبلغ قد تم دفعه لفائدة سعيد بن محمد بن بطي
القبيسي، رئيس
مجلس الإدارة شركة سنتشورين للاستثمارات، وهي شركة تتخذ من أبو ظبي مقرا لها، تعمل
في مجال الصحة والتعليم والمعاملات المالية وتجارة التجزئة. ويعد القبيسي من أثرى
أثرياء العالم.
وأفاد الموقع أنه وانطلاقا من منصبه على رأس قطاع
الرياضة، يلعب آل الشيخ دورا محوريا في العمل على ترسيخ هيمنة المملكة من خلال
الرياضة. وقد أعلنت الرياض تعيين آل الشيخ رئيسا لمجلس إدارة الهيئة العامة
للرياضة في 6 من أيلول / سبتمبر، أي قبل ثلاثة أيام من تسديد ثمن سيارة بوغاتي،
وذلك وفقا لما تكشفه الوثائق. وورد في موقع شركة بوغاتي، أن سيارة بوغاتي شيرون سبورت، التي تم تصنيع
عدد محدود منها، "تعد قطعة لا نظير لها تجسد الفن الهندسي، وهي فريدة من
نوعها تماما مثل أصحابها".
وبين الموقع أن السعر الأساسي لهذه السيارة يبلغ 2.7 مليون دولار، إلا أنه
نظرا لعددها المحدود، فقد باتت مطمعا لجامعي القطع النادرة. ووفقا لخبير في
السيارات الفاخرة، الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لصلته بالمملكة العربية
السعودية، فإن "الأشخاص على استعداد لدفع مبالغ تفوق السعر الحقيقي بمراحل لمجرد
شراء سيارة مثل بوغاتي شيرون سبورت. ونظرا لأنها نادرة للغاية في السوق، تماما مثل
لوحة لبيكاسو، يرتفع سعرها بشكل كبير".
وأورد الموقع أنه في ظل الأزمة التي تشهدها أسعار النفط، والوعي المتزايد
بمدى حاجة المملكة إلى تنويع اقتصادها، بادرت الرياض إلى تطبيق تدابير تقشفية. وفي
حين اضطر المواطن السعودي العادي إلى تحمل زيادة الضرائب وتخفيض الدعم، قيل إنه قد وقع التقليص في حجم النفقات في صلب البلاط الملكي وفي
صفوف المسؤولين الحكوميين. وقد رفضت الحكومة السعودية التعليق على عملية شراء
آل الشيخ للسيارة الفريدة من نوعها.
وأفاد الموقع أنه في غضون أقل من سنة منذ توليه منصبه على رأس الهيئة
العامة للرياضة، كان آل الشيخ محل جدل في أكثر من مناسبة. فعلى سبيل
المثال، وإبان الهزيمة التي مني بها المنتخب السعودي في المباراة الافتتاحية لكأس
العالم أمام نظيره الروسي بنتيجة خمسة أهداف لصفر، قام آل الشيخ بنشر مقطع فيديو
تعمد فيه التهجم على اللاعبين السعوديين وانتقاد أدائهم.
والجدير بالذكر أن آل الشيخ يعتبر أحد أبرز اثنين من كبار مستشاري ولي
العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي شوهد في خضم مباراة المنتخب السعودي ضد
المنتخب الروسي في 14 من حزيران / يونيو إلى جوار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقد كان الزعيمان الروسي والسعودي بصدد تبادل أطراف الحديث في الوقت الذي كان فيه
الصقور الخضر بصدد التعرض لهزيمة نكراء.
وبين الموقع أنه عقب المباراة، سارع الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم لنفي كل الشائعات التي تحيل إلى أن آل الشيخ يعتزم معاقبة المهاجم محمد السهلاوي
والمدافع أسامة هوساوي وحارس المرمى عبد الله المعيوف، وذلك على خلفية أدائهم
الضعيف خلال المباراة الافتتاحية لكأس العالم في موسكو.
— تركي آل الشيخ (@Turki_alalshikh) June 14, 2018
وأحال الموقع إلى أنه وعلى الرغم من أن منصبه كان رمزيا، يرجح أن آل الشيخ
قد تعهد بالاستثمار في أبطال الدوري المصري. ولكن الخلاف القائم بشأن عقود
اللاعبين والانتدابات الجديدة أدت إلى حدوث شرخ بين آل الشيخ والعديد من الأعضاء
في النادي، ناهيك عن قاعدة المشجعين. وقد باتت سمعته السيئة في مصر أسوأ بمراحل
بعد مزحته السخيفة على تويتر التي تمنى من خلالها أن يتغيب اللاعب المصري محمد
صلاح، الذي يعد بمثابة تميمة الحظ، عن المباراة التي تجمع منتخب بلاده بالمنتخب
السعودي في كأس العالم.
في الأثناء، نشر آل الشيخ فيديو على موقع فيسبوك، ادعى من خلاله أنه طلب
من الرئيس المصري، السيسي أن يتخلص عن خدمات المدافع الاستثنائي صلاح. وحين تعرض
صلاح للإصابة، إثر ذلك، في نهائي دوري أبطال أوروبا، الأمر الذي جعل مشاركته في
كأس العالم تصبح محل شك، اتهم مشجعو كرة القدم المصريين آل الشيخ بالتسبب في
الحادثة المشؤومة التي تعرض لها فرعونهم.
وفي الختام، أقر الموقع بأنه مؤخرا، بات آل الشيخ تحت مرمى سهام الجماهير
المغربية، التي ثارت غضبا على خلفية تصويت المملكة ضد ملف الدولة الشمال أفريقية
لاستضافة كأس العالم 2026.