هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حظي توتر الأوضاع الأمنية في قطاع غزة بتغطية صحفية واسعة في وسائل الإعلام الإسرائيلية؛ بسبب التدهور الذي طرأ عليها عقب القصف الجوي الإسرائيلي ورد المقاومة الفلسطينية عليه.
فقد تناولت صحيفة يديعوت أحرونوت جملة من ردود الفعل الرسمية على هذه الأوضاع، ترجمتها "عربي21"، وإرسالهم تهديدات لحماس، وبروز تباينات في المواقف الإسرائيلية من غزة.
فقد أعلن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن "لدينا اتفاقات سلام مع مصر والأردن صمدت في وجه الكثير من العواصف الإقليمية، لكننا نرى في بعض الجبهات، قاصدا غزة، أعداء يهاجموننا، أو يحاولون مهاجمتنا، لن أتحدث بالتفصيل عن الخطوات التي سنقوم بها تجاه غزة، لكن قوة الرد التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ستزداد حسب الحاجة، نحن مستعدون لكل سيناريو متوقع ومفاجئ".
رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، قال إن "إسرائيل ملزمة بالدفاع عن حدودها ومواطنيها؛ لأن المعركة على وجودنا لم تنته بعد، للأسف الشديد، وما زلنا نواجه تحديات أمنية في الجبهة الجنوبية، حيث يعيش سكان غلاف غزة تحت وقع الضربات الصاروخية من قبل حماس، صحيح أننا لا نسعى للحرب، لكنها إذا فرضت علينا فسنجد أنفسنا أمام جبهة قتالية أو أكثر، ما يتطلب منا الرد بحزم وصرامة تجاه أي تهديد".
أما وزير الحرب، أفيغدور ليبرمان، فقال إننا "ما زلنا نتعرض لضربات من أعدائنا، في غزة نواجه حماس والجهاد الإسلامي، وفي سيناء تنظيم الدولة، وحزب الله في لبنان، وتنظيم القاعدة في الحدود السورية، نحن نواجههم جميعا في الوقت ذاته، بدءا بالطائرات الورقية الحارقة، وانتهاء بالقذائف الصاروخية بعيدة المدى، التي تستهدف التجمعات السكانية الإسرائيلية في قلب الدولة".
رئيس هيئة الأركان، الجنرال غادي آيزنكوت، قال إن "التوترات الأمنية المتلاحقة في الجبهتين الشمالية والجنوبية تؤكد أننا أمام تصاعد تدريجي للأحداث، الجيش الإسرائيلي يعمل على مدار الساعة بمبادرة وقوة لتوجيه الضربات نحو أعدائنا، سنواصل مهاجمتهم؛ لاستعادة الأمن لسكان الجنوب، كما هو الوضع لجميع سكان الدولة".
الصحيفة ذاتها نقلت سجالا بين اثنين من كبار وزراء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، ترجمته "عربي21"، وهما نفتالي بينيت وزير التعليم، ويوآف غالانت وزير الإسكان، وقد أثارت الأوضاع في غزة جدلا بينهما.
ففي حين طالب بينيت بإطلاق الصواريخ على مرسلي الطائرات الورقية باعتبارها سلاحا مؤذيا للإسرائيليين، أبدى غالانت معارضته لهذا الاقتراح؛ لأن من يطلق هذه الطائرات فتيان صغار، تتراوح أعمارهم عند سن الثامنة.
وقال غالانت إن "إطلاق الصواريخ على هؤلاء الأطفال لن يكون أمرا معيبا أو قاسيا، بل سيكون أحمق وغير مجد، أما لو كان الحديث عن اغتيال من يرسلهم من قادة حماس، فقد سبق أن اقترحت ذلك، وطالبت بالعودة لسياسة التصفيات الجسدية".
وأضاف غالانت، القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية، أن "حماس تعتقد أننا لسنا متفرغين للجبهة الجنوبية في غزة؛ بسبب انشغالنا في الجبهة الشمالية لمواجهة التمدد الإيراني في سوريا، لذلك تنوي الحركة استنزافنا على الحدود مع غزة، وهذا اعتقاد خاطئ؛ لأننا إن لزم الأمر من الناحية العسكرية قد نوجه ضربة عسكرية لحماس قاسية، دون أن نذهب لإعادة احتلال غزة؛ لأنه ليس لدينا مصلحة هناك، نحن نريد هدوءا، وإعفاءنا من أي مسؤولية تجاه غزة".
موشيه كحلون، وزير المالية، أعلن أن "حماس لديها مصلحة كما يبدو في توريط إسرائيل مع المجتمع الدولي؛ لأن عملياتها الميدانية قد تنجح في استدراجنا لأمكنة ليست مدرجة على أجندة عملنا لهذه الآونة".
وأضاف أنه "محظور على إسرائيل أن تتساهل مع الرشقات الصاروخية المتقطعة على مستوطنات غلاف غزة، أثق في الجيش الإسرائيلي الذي استطاع أن يتعامل مع تحديات أمنية أكثر تعقيدا من غزة".