هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت مجلة "فورين
بوليسي" الأمريكية إن الصين ترى في الشرق الأوسط غير المستقر فرصة استثمارية،
إذا عملت الصين في عهد الرئيس شي جين بينغ على تسريع خطواتها نحو الشرق الأوسط، سواء عسكريا أم تجاريا أم حتى دبلوماسيا.
وتابعت المجلة في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21" بأن النفط طالما خدم العلاقات الأمريكية
مع دول الشرق الأوسط، إلا أن بدء أمريكا باستخراج نفطها المحلي، وتقليل الاعتماد
على استيراده، رفع واردات الصين من نفط المنطقة، إذ تقع الصين ضمن أكبر ثلاثة
مستوردين للنفط من المملكة العربية السعودية والعراق وإيران.
ويضيف تقرير المجلة أن شهية الصين للطاقة في الشرق الأوسط، تخلق ظروفا للترابط الاقتصادي، مثل ذلك
الذي يربط الولايات المتحدة الأمريكية بالسعودية ودول الخليج، إذ التوجه إلى
استيراد الطاقة من المنطقة، ينطوي على خطر يتمثل في الحد من نفوذ الأمريكيين هناك،
وجعل الدول العربية الرئيسية عرضة للنفوذ الصيني.
وإلى جانب الطاقة يأتي
توسع التأثير الاقتصادي للصين على دول المنطقة، إذ ترغب بعض الدول بتقليل
اعتمادها على النفط، وتنويع اقتصاداتها من خلال خلق فرص جديدة للاستثمار حيث لاقت
الصين ترحيبا عربيا في هذا المجال، وبحثت المملكة العربية السعودية والأردن
مباحثات مع بكين لمواءمة خطط التنمية مع مبادرة "الحزام والطريق"
الصينية، أو ما يعرف بطريق الحرير الجديد.
في حالة المملكة
العربية السعودية، تُرجم هذا الترابط للرؤى الاستراتيجية إلى اتفاقيات تجارية
قوية خلال زيارة العاهل السعودي، الملك سلمان في آذار/ مارس 2017 إلى بكين، وبلغ
مجموعها 65 مليار دولار من الاتفاقيات الثنائية في قطاعات النفط والفضاء والطاقة
المتجددة.
بالإضافة إلى ذلك، التعاون المصري مع الصين في
قناة السويس الجديدة، وفي سلطنة عُمان، تتحول تدفقات رأس المال الصيني إلى مدينة
صينية صناعية عمانية تبلغ قيمتها 10.7 مليار دولار، تضم مصفاة نفط قادرة على
معالجة 235 ألف برميل في اليوم.
وليست العلاقات
اقتصادية دائما، إذا يسعى الرئيس الصيني إلى التأثير الدبلوماسي في دول المنطقة،
ففي 2016 زار الرئيس الصيني السعودية والتقى الملك سلمان، وزار مصر وإيران، ودعا
كلا من العاهل السعودي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إلى زيارة بكين، ودعم نظام الأسد
في سوريا دبلوماسيا، واستضافت بكين إسرائيليين وفلسطينيين في ندوة للسلام.
وقالت المجلة إن الصين
وإن كانت لن تلعب دورا بارزا في الأزمة السورية أو القضية الفلسطينية، إلا أن
استعدادها للخوض في قضايا إقليمية مثيرة للانقسام يدل على نظرة بكين المتغيرة
لدورها في المنطقة.