هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أفاد ناشطون في محافظة دير الزور شمال شرق البلاد، بأن القوات الروسية سحبت خلال الأيام الماضية سلاح مليشيات مسلحة موالية لنظام الأسد، تقاتل في الضفة الشرقية لنهر الفرات.
وفي هذا السياق، أكد الصحفي السوري في "شبكة
فرات بوست" صهيب الجابر، أن الجيش الروسي سحب بالفعل الأسلحة والذخائر من
مليشيات تابعة لقوات الأسد، والتي هي بنفس الوقت مدعومة من إيران.
وأوضح الجابر في حديث لـ"عربي21"، أن أبرز
تلك المليشيات تتمركز في بلدة مراط، حيث تسببت خلافات داخلية في صفوف هذه
المليشيات، بمقتل عدد من الضباط والجنود الروس خلال الفترة الماضية بعد "عدم
انصياعها" لتعليمات الروس، وخصوصا أثناء غارات التحالف الدولي على منطقة
الطابية جزيرة في الشهر الثاني من العام الجاري.
وأشار الجابر إلى أن الجيش الروسي كان قد قدم الدعم
اللوجستي والتسليح لهذه المليشيات شريطة الالتزام بالتعليمات والتحرك بأوامر
روسية، إلا أن المليشيات اختارت أن تتبع مساعي إيران للتمدد شرق الفرات ما انعكس سلباً
على القوات الروسية في هذه النقاط والتي تسمى بـ"قوات المراقبة والردع"،
وأسفر عن مقتل عدد منها.
اقرأ أيضا: روسيا تقول إن "داعش" بسوريا متواجد بمناطق سيطرة أمريكا
ورأى أن سحب التسليح يأتي بالترافق مع التوافقات
الروسية الأمريكية على "إقصاء" الإيرانيين من المعادلة في الشرق السوري،
والوصول إلى اتفاق كان عنوانه "التخلي عن الإيرانيين" وتركهم يواجهون
التحالف منفردين.
وبحسب الجابر، فإن الترجمة الحقيقية لهذه التوافقات
أتت خلال الـ48 ساعة الماضية، بعد أن استعاد تنظيم الدولة السيطرة على بضع نقاط
بمحيط البوكمال "دون أن يتدخل الطيران الروسي" أو حتى الخبراء الروس
المتمركزون في مكان ليس ببعيد عن مسرح المعركة وهو مطار دير الزور العسكري.
بدوره، أرجع المحلل السياسي السوري جودت الحسيني سحب
روسيا لسلاح المليشيات المسلحة الموالية للنظام بعد توصيات بوتين لرئيس النظام
الأسد خلال زياراته الأخيرة إلى موسكو، بسحب سلاح المليشيات على أن يساهم مع
قاعدة حميميم العسكرية بتنفيذها.
ولفت في حديث لـ"عربي21"، إلى أن قاعدة
حميميم الروسية في الساحل السوري أصدرت قرارات عدة بتوجيه مباشر من بوتين، منها إزالة الحواجز الأمنية داخل مدينة دمشق التابعة لهيئة اللجان الشعبية وما يسمى
الدفاع الوطني، وتسليمها للشرطة المدنية التي تتبع للنظام وتحت إشراف الشرطة العسكرية
الروسية.
اقرأ أيضا: بعد معارك عنيفة.. تنظيم الدولة يتراجع إلى أطراف البوكمال
ورأى الحسيني أن "روسيا مصممة على حل جميع المليشيات
الرديفة لجيش النظام عبر تطويعهم أو عودتهم للحياة المدنية وسحب كل أسلحتهم
المتوسطة والثقيلة، خاصة في ظل هيمنتها على مفاصل الدولة من خلال نظام فاقد
للشرعية يعمل تحت إمرة قيادة قاعدة حميميم في سوريا المحتلة".
وأضاف، أن "حل المليشيات ومصادرة سلاحها في
المحافظات السورية كدير الزور بداية لإزالة سلاح كل المليشيات غير النظامية التي
تعمل لصالح النظام المأجور في سوريا"، وفق كلامه.