هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قد تكون المائة يوم الأولى على خسارة زوجي المحامي النابه ونصير المظلومين عزت غنيم لحريته هي الأصعب ليس عليّ فحسب بل على من نذر نفسه لنصرة حريات غيره والعمل على الانتصاف لهم واقرار حقوقهم من بداية الأزمة التي دوما كان يرى زوجي أنها كغيرها من الأزمات لها بداية ولابد أن تكون لها نهاية بحلول حقوقية تنصف وتريح.
قد يعتبر البعض أنها مائة يوم فقط، ولكن هي وبحق مائة سنة مرت علي وعلى أولاده، وخسرنا وأهله حضوره المبهج الإنساني المفعم في شهر كشهر رمضان المعظم، وكثيرا ما تأتيني رسائل من مظلومين كان سببا في إنصافهم ومتضررين كان سببا في استرداد حقوقهم ومكروبين كان سببا في رسم البسمة علي شفاههم، ليس فقط من المظلومين في الأزمة السياسية فهذا المحامي الفارس الذي افتخر بأنه زوجي مدى الدهر، كانت بصمة دفاعه عن حقوق المظلومين امتدت لتطول كل مظلوم سواء سياسي أو غير سياسي، مقتدر أو غير مقتدر، فقط كان يبحث عن صاحب الحق فإذا وجده كان صوته الذي يناضل به عن حقه وقلمه الذي يصارع من أجله وطاقاته التي تبذل الكثير لاسترداد كل حق مغتصب.
الكثيرون ومنهم من هم في أوساط السلطة والمجتمع والمنظمات الحقوقية ممن تعاملوا عن قرب أو تواصلوا مع عزت غنيم اندهشوا من اهدار حريته في غمضة عين وبجرة قلم وفي ظلام يوم حالك دبر مكرا بليل ضد محام يعرف قيمة الروب الأسود والوقوف أمام المنصة وأمانة الكلمة وعظم المسؤولية القانونية والحقوقية الملقاة على عاتقه.
لم يكن جزءا من صناعة أزمة، بل كان دائما يبحث عن حل لكل أزمة، وعندما تم الاعلان عن البدء في قوائم العفو الرئاسية كان في مقدمة الداعمين لها في التنسيقية المصرية للحقوق والحريات التي تولى فيها قيادة المسار لفترة مهمة، وطالب بوضوح بتفريغ السجون، وخص البنات والطلاب وأصحاب الظروف الصحية، وناشد وكتب وصرح على أمل أن تفتح أبواب الأمل لكل المتضررين خلف الأسوار حتى صار في ظل الظروف الحالية أحد المتضررين من البقاء دون جريرة خلف الأسوار.
أتذكر غضبه مع كل قطرة دم لمصري تراق بيد الإرهاب أيا كان اسمه ووصفه وموقعه ومعسكره، وحرصه على الدعوة لإعلاء حقوق الإنسان في مصر لمواجهة الإرهاب والعنف والوقاية منهما، ثم اتذكر ذلك الوصف الغريب الذي وصف به عزت غنيم علي الشاشات الرسمية موصوما بأنه ضد السلطة، وهو من قام بواجبه عن قناعة في مواجهة الإرهاب، وهي ازدواجية يجب أن تتوقف فورا من أجل مرحلة جديدة خالية من الظلم والقهر.
إن أبناءنا ينشدون عودة أبيهم سريعا، وقف استهدافه، ولا أريد أن أقول إن ابني "مالك" يبحث عن موعد عيد الفطر لأنه متفائل بعودة أبيه في هذا اليوم ليشاركه فرحة العيد ويعطيه "العيدية" بعد أن يرتمي في أحضانه ويلعبا سويا، فليس هذا على الله ثم أصحاب العقول الرشيدة ببعيد، وفي انتظاره سنواصل – أنا وكل محبيه وزملائه وداعميه – حملاتنا المناصرة له والداعمة لحقه كما كان دوما داعما لحقوق المظلومين وفارسا وبحق لإنسانية نأمل أن تعود للأجواء المصرية عما قريب.