هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تنتظر الدكتور عمر الرزاز مهمّة شاقة، لكنّها ليست بالمستحيلة،
فمختصر كتاب التكليف الملكي يأتي في: "رسم العلاقة بين المواطن ودولته في عقد
اجتماعي واضح المعالم من حيث الحقوق والواجبات"، وهذا يعني ما يمكن اعتباره
ترميما كاملا للبناء الأردني.
الكتاب
لا يزيد على ألف ومئتي كلمة، لكنّه يحتوي على كلّ عناصر الوصفة المطلوبة للعقد
الاجتماعي الجديد الذي لا تعتبر الحكومة نفسها فيه الأب الذي يفكّر عن الأبناء،
ويتصرّف عنهم، ولا يلقي بالا لآرائهم، بل يتصرّف بفوقية وغطرسة، وهذا ما ظللنا
نشعر به على الدوام، وهو أصل المشكلة.
ويبدو
كتاب التكليف ردا على الأسئلة التي ثارت في الأسبوع الماضي، وشكّلت لسان ضمير
الشعب الأردني الذي خرج إلى الشارع، فالأمر لا يقتصر على الضريبة الظالمة، بل كلّ
أوجه التقصير التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه من تراجع في ميادين كنّا السباقين فيها.
وصحيح
أنّ الأردن يواجه الضغوطات القاسية جراء مواقفه المحترمة، لكنّ هذا ينبغي ألاّ
يقابل بالندب والتباكي، وإنما بالفخر وبعده باعتبارها حافزا للعمل والارتقاء،
ويبقى أنّ الملك سمّى المرحلة المقبلة "مشروع نهضة وطني شامل"، واختار
الدكتور عمر الرزاز لإدارته، ولعلّ النجاحات التي ميّزت عمل الرجل في كلّ المواقع
التي شغلها سابقا تدفعنا إلى التفاؤل بترميم متين لما خرب من البناء الأردني.
السبيل الأردنية