هل تستعد الولايات المتحدة لتفكيك قاعدتها في جنوب سوريا؟
عربي21- روعة قفصي29-May-1804:50 PM
0
شارك
الصحيفة قالت إن أمريكا قد تقدم بعض التنازلات لروسيا- جيتي
قالت صحيفة
"نيزافيسيمايا" الروسية إن الولايات المتحدة قد تقدم بعض التنازلات
لصالح روسيا في سوريا، نظرا لقلقها بشأن مصير جنوب سوريا.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه على خلفية الشائعات حول الهجوم
المرتقب للقوات الحكومية على محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، تفكر وزارة
الخارجية الأمريكية في وضع خطة تمنع من خلالها التصعيد العسكري في جنوب سوريا.
ويمثل تفكيك القاعدة العسكرية الأمريكية، وإجلاء قوات المعارضة إلى شمال البلاد،
أهم بنود هذه الخطة.
وأضافت، وفقا لما
يعتقده عدة خبراء، أن الولايات المتحدة يمكن أن تتخذ مثل هذه الخطوة، مقابل عدم
سماح روسيا بتواجد إيران على الحدود الجنوبية السورية. ولا يعد هجوم القوات الحكومية
على المناطق الجنوبية، التي تعتبر جزءا من منطقة خفض التصعيد وفقا لاتفاقيات عمان،
بحضور كل من روسيا والولايات المتحدة والأردن، خلال سنة 2017، أمرا مستبعدا.
ونقلت الصحيفة عن
صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، أن طائرات النظام السوري قامت خلال
الأسبوع الماضي بإلقاء منشورات في سماء محافظة درعا، التي تسيطر المعارضة المعتدلة
على 70 بالمائة من أراضيها. وقد تضمنت هذه المنشورات نداءات موجهة للمسلحين
تطالبهم بتسليم أسلحتهم، وتهددهم بشن هجوم ضدهم. كما احتوت إحدى المنشورات على صور
مقاتلي المعارضة الذين لقوا حتفهم، محذرة من أن المصير ذاته ينتظر الأفراد الذين
لن يسلموا أنفسهم.
وبينت أن التهديدات،
بشأن تنفيذ عملية هجومية في جنوب سوريا، أثارت انزعاج الولايات المتحدة الأمريكية.
ولعل ذلك ما دفع بمساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد
ساترفيلد، إلى تقديم اقتراح من شأنه إثارة اهتمام روسيا، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة
"الشرق الأوسط". ويتضمن هذا الاقتراح مسألة انسحاب جميع مقاتلي المعارضة
السورية من المناطق الجنوبية السورية، وإجلائهم إلى محافظة إدلب، الواقعة تحت
سيطرة المعارضة. ووفقا للخطة المرسومة، يمكن فتح نقطة تفتيش بين سوريا والأردن.
وأوردت الصحيفة أن
مسألة تفكيك قاعدة "التنف" العسكرية الأمريكية، الواقعة على الحدود مع
الأردن والعراق، تعد من بين التنازلات المحتملة التي ترغب الولايات المتحدة في
تقديمها، لا سيما أن ذلك يمثل مطلبا توجهت به موسكو سابقا لواشنطن.
وأشارت إلى تصريح وزير
الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي أدلى به عقب لقائه مع وزير خارجية موزمبيق، خوسيه باتشيكو، حيث علّق على خطة ساترفيلد
قائلا: "إن أسباب إنشاء قاعدة التنف غير مفهومة. لذلك، وخلال اتصالاتنا مع
الإدارة العسكرية، نحاول جذب انتباه الأمريكيين لهذه المسألة".
ويظل تنفيذ مبادرة
ساترفيلد، واتخاذها شكلا حقيقيا، موضع شك، لا سيما أنه من المتوقع استبعاده من
منصبه الحالي، وإرساله للعمل في السفارة الأميركية في تركيا. في الأثناء، يعتقد
الخبراء أن الولايات المتحدة قد تطلب من روسيا ردع إيران والجماعات الموالية لها
في جنوب سوريا.
وأفادت الصحيفة، نقلا
عن أنطون مارداسوف، الخبير العسكري ورئيس قسم دراسات نزاعات الشرق الأوسط في معهد
التنمية المبتكرة أن "قاعدة التنف مهمة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية،
لا فقط باعتبارها وسيلة ضغط اقتصادي على
الرئيس السوري بشار الأسد، حيث تغلق الطريق بين دمشق وبغداد، بل تعتبر نقطة
لمراقبة النشاط الإيراني أيضا".
وأوضحت الصحيفة أن
الأمريكيين استطاعوا، في الآونة الأخيرة، تأسيس قاعدة عسكرية على الأراضي الأردنية،
المجاورة للحدود السورية حيث تثبت صور الأقمار الصناعية وجود طائرات، فضلا عن
الطائرات من دون طيار، فيها. ويسمح ذلك للولايات المتحدة برصد جميع التحركات،
وبالتالي، إخلاء قاعدة التنف، وذلك بحسب مارداسوف.
علاوة على ذلك، يعتقد
الخبير الروسي أن الولايات المتحدة يمكن أن تفكك قاعدتها العسكرية سعيا منها
للحفاظ على الاتفاقية المبرمة مع روسيا بشأن منطقة خفض التصعيد في الجنوب الغربي
لسوريا، مقابل تأثير روسيا بطريقة أو بأخرى على النشاط الإيراني في الجنوب السوري.
وأكدت الصحيفة نقلا عن
الخبير الروسي، أنه عقب الانسحاب الأحادي الجانب للولايات المتحدة من الاتفاق النووي
الإيراني، بدأت طهران، وبشكل طفيف، في الحد من نشاطها العسكري. في هذا الإطار، تم
نقل الميليشيات الشيعية من سوريا إلى العراق، كما تم استبدال القوات الإيرانية
بقوات النظام السوري في محافظة درعا. وتزامنا مع ذلك، تم تكثيف نشاط الاستخبارات
الإيرانية، وتجنيد السوريين في التشكيلات العسكرية المحلية، المعروفة باسم
التشكيلات غير الرسمية لحزب الله، أو "حزب الله السوري".
ونوهت الصحيفة إلى
تقليل الإيرانيين من نشاطهم المرئي معتمدين على القوات المحلية، المتألفة من
السوريين، مثلما هو الحال في شرق حلب ودير الزور، وذلك بحسب مارداسوف.