كسبيت: عائلة غولدن تشعر بحالة من العزلة والتهميش منذ أسر ابنها في غزة
مع
اقتراب مرور أربعة أعوام على أسر مقاتلي حركة حماس للجنديين الإسرائيليين أورن
شاؤول وهدار غولدن خلال حرب غزة الأخيرة، سلط الكاتب الإسرائيلي بن كاسبيت الضوء
على ما وصفه إهمال الحكومة الإسرائيلية لعائلتيهما، وتركتهما وحيدتين في مسيرتهما
لاستعادة ابنيهما الأسيرين في غزة لدى حماس.
قال
كسبيت في مقاله بصحيفة معاريف، الذي ترجمته "عربي21" إن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أعلن خلال المصالحة التي تمت مع تركيا عقب
القطيعة التي حصلت منذ 2010 بسبب أحداث سفينة مرمرة قبالة شواطئ غزة، أن اتفاق
المصالحة يتضمن استعادة جثامين الجنديين الإسرائيليين، لكن العائلتين تنفيان ذلك،
مما يعني لهما أن الدولة تركت ابنيهما وحيدين هناك في غزة، من أجل مصالح هنا وهناك".
ونقل
عن تسور غولدن شقيق هدار التوأم، أنه "كتب مذكرة عنونها بعبارة "تقدير
موقف" من 13 صفحة عن شقيقه الضابط في جيش الدفاع الإسرائيلي الذي تم أسره من ساحة المعركة، وكيف تعيش عائلته هذه المعاناة منذ أربع سنوات، وفي الوقت الذي
انخرط فيه المجتمع الإسرائيلي بأجمعه في معركة استعادة الجندي غلعاد شاليط، فإن
عائلة غولدن تشعر بحالة من الهجر والإهمال، التي تضر بعقيدة الجيش الإسرائيلي التي
تسعى لاستعادة جنوده من ساحة المعركة، وتجد العائلة نفسها وحيدة في مواجهة حماس
التي تخوض ضدها حربا نفسية تقوض أركان المجتمع الإسرائيلي".
وأضاف
أن "عائلة غولدن تشعر بحالة من العزلة والتهميش منذ أسر ابنها في غزة،
فالكفاح الذي تخوضه لم يثمر بعد، والجمهور لا يتعاطف معها، ولا أحد لا ينضم إليها،
ربما لأن ابنهم ليس مؤكدا أنه حي يتنفس مثل شاليط، وإنما جثة بلا قيمة، وربما لأن
الصدمة الخطيرة التي يحياها المجتمع الإسرائيلي عقب اختطاف شاليط ما زالت مؤثرة عليه
سلبا، وتجعله غير منخرط في جهود عائلة غولدن".
وأوضح
أنه "أياً كان السبب في حالة التجاهل التي تحياها عائلة غولدن، فإنها لا تطالب
بإطلاق سراح مسلحين أسرى في السجون الإسرائيلية، أو الخضوع لضغوط حماس، بل تريد
العكس من خلال جباية ثمن باهظ من الحركة لعدم إعادة جثامين الجنود، وتفعيل مزيد من
أدوات الضغط عليها، وتحويل ما تحتجزه حماس من جنود وجثامينه من ذخر إلى عبء، لكن
أيا من هذه الطلبات لا تنفذها الحكومة الإسرائيلية حتى اليوم، فيما تفضل تحقيق
مصالح أخرى على حساب هذه العائلة".
العائلة
تذكر كيف أن وزير الحرب السابق موشيه يعلون، الذي يرتبط بعلاقة قرابة معها، ورئيس
قسم القوى البشرية في الجيش أورنا بربيباي، والحاخام العسكري الأكبر رافي بيرتس، أتوا
جميعا إلى المنزل خلال فترة حرب غزة الأخيرة، وأبلغوهم أن "هدار" قتل
خلال المعارك، وطلبوا منهم تنظيم جنازة رمزية، وعدم منح حماس صورة انتصار تعزز
قوتها خلال القتال، العائلة لم تتردد ونفذت المطلوب منها، بعد أن وعدها الثلاثة
بإعادة هدار لدفنه في إسرائيل، دون أن ينفذ هذا الوعد.
وأوضحت
العائلتان أن "هدار وأورن بقيا خارج نص اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل
في مصر لإنهاء حرب الجرف الصامد، واستمرا بعيدين عن أي اتفاقات لاحقة ووساطات تعمل
بين الجانبين منذ تلك المرحلة قبل أربعة أعوام، وهو ما يتطلب توجيه اللوم على
تقصير الحكومة تجاه مطالبهما، لأن أي وزير لم يقدم طلبا واحدا للمؤسسات الدولية
والأمم المتحدة في طلب استعادتهما، مع أن هدار وأورن موجودان على بعد ساعة ونصف من
مكتب وزير الحرب في تل أبيب، وهما محتجزان مع حماس".
ونقل
الكاتب عن عائلة غولدن أنه "ليس هناك أي حزب سياسي أو وزير في إسرائيل قدم
مقترحا عمليا لاستعادة أبنائنا من قبضة حماس، ربما لأنهما لا يحتلان مكانا متقدما
في سلم أولويات الحكومة الإسرائيلية، سواء مكتب رئيس الحكومة أو وزير الحرب، أكثر
من ذلك فقد لاحظنا بعض الجهود الحكومية لعرقلة نشاطاتنا لاستعادة أبنائنا".
الكاتب
يصف حديث العائلتين بالاتهامات القاسية ضد الحكومة، لأنه "منذ يوم القتال الأخير
في الجرف الصامد في أغسطس 2014 وحتى يناير 2017 لم تعقد جلسة كابينت واحدة من أجل
الجنديين المفقودين في غزة، وتحت ضغوط العائلتين عقد لقاء واحد وحيد مع عدد من
الوزراء الذين زودوهم ببعض المعلومات الأمنية، ووعدوا بممارسة مزيد من الضغوط على
حماس، لكنها لم تنفذ حتى اليوم".
وختم
بالقول أن "هناك شعورا بالخيانة تجاه عائلتي الجنديين من قبل الدولة، حيث
تمارس الحكومة ووزراؤها حالة من التجاهل والتغاضي عن مطالبهما، من خلال تخويفهما
بأن جهودهما كفيلة بالإتيان بحرب جديدة مع حماس، والثانية أنها تعني إطلاق سراح
أسرى فلسطينيين جدد، وهو ما يخدم إستراتيجية حماس".